التطبيب عن بعد
تقرير الجودة الصحية- إعداد: منال الطلحي
يعاني سكان المناطق الريفية والنائية في كثير من بلدان العالم من نقص في الرعاية الصحية؛ ويرجع ذلك بصورة أساسية إلى أن الأطباء المتخصصين عادة ما يتواجدون في المدن الكبيرة ذات الأعداد السكانية الكبيرة.
و نتيجة للتطورات المتلاحقة في مجال الكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، يمكن تنفيذ العديد من عناصر الممارسة الطبية بالرغم من وجود كل من المريض والطبيب في منطقتين جغرافتين متباعدتين، ويمكن أن تكون هذه المسافة مجرد نقطتين في مدينة واحدة، أو حتى بين دولتين في مكانين مختلفين من العالم وهو مايسمی ( التطبيب عن بعد) .
يمكن تعريف التطبيب عن بعد، أو الطب البعادي Telemedicine ، على أنه نقل البيانات الطبية الإلكترونية (الصور، الأصوات، أفلام الفيديو، سجلات المرضى عالية الوضوح) من مكان إلى مكان آخر، من أجل صحة المريض وتعليمه أو مقدم الخدمة الصحية، وبغرض تحسين رعاية المرضى.
ويعتبر التطبيب عن بعد هو الأكثر فائدة بالنسبة للسكان الذين يعيشون في المجتمعات المعزولة والمناطق النائية.
لا يعتبر التطبيب عن بعد أختصاص طبي بحد ذاته، أنما هو فقط طريقة أو وسيلة مبتكرة لتقديم العناية الطبية و في أي أختصاص طبي. ويستخدم من قبل مقدمي الرعاية الصحية في عدد متزايد من التخصصات الطبية، بما فيها طب الجلد، وطب الأورام، والأشعة، والجراحة، وطب القلب، والطب النفسي، والرعاية الصحية المنزلية ، وسيتم تطبيقها في عدد كآفة التخصصات الطبيه قريباً.
وتتعدد فوائد الطب الإلكتروني بتعدد وسائط الشرح فقد تزيد من تحسين الرعاية الصحية, والتكلفة أقل من السفر إلى أماكن متخصصة بعيدة, وإمكانية تطوير مبادىء الرعاية الصحية بشكل أسرع فيعزز التعاون الطبي في تقاسم المعلومات والخبرات المتخصصة, فقد تكون الاستعانة بمتخصصين أجانب من دول مختلفة أمر سهل, وغير مكلف, حيث تكمن تبادل الخبرات وتبادل الحالات من أهم ركائز الطبيب المتميز.
أنواع التطبيب عن بعد
وهناك العديد من أنواع التطبيب عن بعد تصنف حسب التكنولوجيا المستخدمة وهي:
1- القياس عن بعد Telemetry: وهو النقل المتزامن للبيانات الطبية الهامة من المناطق النائية إلى مستشفى مركزي.
2- التطبيب عن بعد بالتخزين والإرسال :Store & forward وهو التقديم المتزامن للخدمات الطبية. عن طريق رسالة بريد إلكتروني بالوسائط المتعددة multimedia e-mail ترسل إلى طبيب استشاري بواسطة إحدى خدمات الاتصالات الإلكترونية، ومنها الإنترنت. ويقوم الطبيب الاستشاري بمراجعة البيانات المرسلة إليه، ومن ثم إرسال رأيه بنفس الطريقة إلى المريض في المناطق النائية. وتفيد هذه الطريقة بصورة أساسية في الحالات الطبية غير الطارئة.
3- التطبيب عن بعد بالمؤتمرات الفيديوية Video conference Telemedicine: ويتخذ شكل مؤتمر فيديوي مباشر بين المريض و طبيب استشاري في مستشفى رئيسي، حيث يقوم الطبيب الاستشاري بمراجعة البيانات المتعلقة بالمريض قبل عقد المؤتمر الفيديوي، ومن ثم يجري المؤتمر الفيديوي على الهواء، وبعد ذلك يرسل تقريرا مكتوبا عن رأيه في الحالة.
4- الرعاية المنزلية Home care: وهو تزويد الرعاية الصحية للمرضى في بيوتهم. وتستخدم خدمات الاتصالات لنقل الصوت وصور الفيديو المنخفضة الوضوح. ويتيح جهاز خاص في المنزل للمريض أن ينقل معلوماته الصحية الأساسية (معدل النبض، ضغط الدم، والأصوات الصدرية)، ومن ثم نقل تلك المعلومات إلى طبيب يوجد في مركز طبي بعيد. ويمكن رؤية جرعات الأدوية (بما فيها محتويات الحقن)، وبعض الأمراض الجلدية، على شكل صور ثابتة.
وتتضمن الاتجاهات التي ظهرت حديثا لاستخدام التطبيب عن بعد ما يلي:
1- يؤدي استخدام التطبيب عن بعد في السجون والرعاية الصحية المنزلية، إلى تقليل وقت وتكلفة نقل المرضى بصورة كبيرة.
2- تقنين الخدمات الطبية العاجلة في المناطق النائية والريفية، وذلك بنقل الصور الطبية للمراكز الطبية الرئيسية للتقييم والإرشاد من قبل الأطباء الاختصاصيين المناسبين.
3- إتاحة الفرصة للأطباء الذين يجرون أبحاثا إكلينيكية للاتصال ببعضم البعض بالرغم من بعدهم الجغرافي، بحيث يتبادلون سجلات المرضى والصور التشخيصية.
4- تحسين التعليم الطبي للأطباء العاملين في المناطق الريفية، حيث يمكن ربط العديد من المستشفيات الريفية بمستشفى جامعي رئيسي.
هذه التكنولوجيا الجديدة ومبدأ ممارسة الطب عن بعد يحمل وعود كبيرة في حل المشاكل الرئيسية في تقديم الرعاية الصحية بإذن الله .