الإدارة الصحية.. ضاعت الطاسة
من المضحك المبكي تلك الحلقة المفرغة التي تتشابه فيها نهاية الأمر مع بدايته
فالمسؤول ينتظر من متخصص الإدارة الصحية إظهار كفاءته قبل تمكينه من أي منصب
والمتخصص ينتظر من المسؤول تمكينه من أي منصب لإظهار كفاءته
ومابين هذا وذاك “ضاعت الطاسة” !!
الإشكالية أن تلك المتطلبات كالتدرج واثبات الكفاءة تتلاشى عند الحديث عن الأطباء مثلاً
فيكفي أن تكون طبيباً حتى يتيقّن المسؤول بمدى كفاءتك الفنية والإدارية
مالا يعيه أولئك أنه لو درس أحدهم ٢٠ سنة في صيانة الطائرات مثلاً
يكون من الإستخفاف أن نعتقد بقدرته على قيادتها!
فـ سنوات الدراسة في تخصص ما لاتعني أحقيّة التطفل على تخصص آخر له كينونته ووجوده
٧ سنوات وهي سنوات دراسة الطبيب لاتتعدى كونها معرفة ترتبط بتشخيص المرض وعلاجه ولا يمكن بأي حال من الأحوال ربطها بالمقدرة على التخطيط والتنظيم و….الخ
فالإدارة الصحية ليست وحياً يتنزّل على أحدهم لمجرد كونه طبيب !
هي علم قائم وتخصص دقيق له متطلبات يجب أن تحترم
هذا الطرح لايلغي عدم كفاءة بعض متخصصي الإدارة الصحية
ولكن لماذا يتم تضخيم هذا الأمر الى هذا الحد
مقابل هدوء عجيب يصاحب عدم كفاءة متخصصي المهن الأخرى حيث لايخفى على الجميع الحجم المتزايد من الأخطاء الطبية بسبب ذلك
وهنا يأتي السؤال الساخر :
أيحق لنا كمتخصصين بالإدارة الصحية المطالبة بحق القيام بمهام طبية داخل الأقسام بسبب رداءة مستوى الأطباء هناك !!؟
بصراحة أصبح الأمر لايطاق فهناك استخفاف يطال هذا التخصص وربما أحياناً يأتي من متخصّصيه أنفسهم !!
لست ضد ضرورة التدرج والحرص على رفع مستوى كفاءة المتخصص بالإدارة الصحية
أنا فقط ضد الكيل بمكيالين حين يُطلب من المتخصّص إثبات مالا يطلب من المتطفّل إثباته !!
[…] 4/ “الإدارة الصحية.. ضاعت الطاسة” […]