يقول عليه الصلاة والسلام ان الله يحب اذا عملاً أحدكم عملاً أن يتقنه.. وقد رواه الطبراني وصححه الألباني..
‎وهذا معيار كبير لرضى الله عز و جل و الحث على العمل بجودة ومهنية عالية واتقان العمل كون الله عز و جل يحب ذلك و هو يحب ما فيه صلاح الناس في دينهم و دنياهم مما يتوجب علينا الإسراع فيه و العمل على تنفيذ ذلك التوجيه من الشارع الحكيم و كل ذلك قبل أن يكون هنالك نظريات لزيادة الانتاجية ولتحسين الأداء. 
و نظريات للجودة غربية و شرقية و نحن و للأسف نقف على قارعة الطريق و ننظر ذات اليمين و ذات اليسار و كأننا ليس لدينا من العلم شيئا بينما كل ذلك موجود لدينا وموثق منذ ما يزيد عن ألف سنة.
و حقيقة أن قياس الأداء و تحسين الإنتاجية في الخدمات بصفة عامة و الخدمات الصحية بصفة خاصة التي هي محور موضوعنا هذا يجعل المخرجات أو بتعبير أدق الخدمات الصحية المقدمة اكثر جودة وفعالية واتقان بل بتوفيق الله عز و جل نستطيع أن نحقق رضى المستفيد من الخدمة (المريض و المراجع) و تزيد المخرجات الايجابية و نقلل من المخرجات السلبية و قد نستطيع بالتحسين المستمر الي إلغاء المخرجات السلبية تماماً..
لمعيار قياس الأداء عدة تعريفات
‎حيث يعرف (morrisey 1970:109)معيار الأداء بأنه معيار لقياس الأداء الفاعل اللازم لتحقيق هدف معين وحقيقة أنه يجب تحديد معايير الأداء  قبل البدء في عملية التقييم و من ثم الإنتقال لاحقاً الي مرحلة التقويم و ذلك للحفاظ على موضوعية التقييم و مثالية التقويم و الإبتعاد عن التمييز.
و قبل تحديدها لابد من معرفة أن معايير الأداء تنقسم الي ثلاثة أقسام رئيسية: 
‎1-المعايير الكمية وهي التي تكون رقمية وتقاس بسقف رقمي محدد كقيمة رقمية محددة مرتبطة بالزمن مثلاً نقول أن العيادات الخارجية تستقبل 200 مريض في اليوم الواحد ويسمى المعيار الزمني
‎2-المعيار النوعي وهذا يرتبط بالجودة ويكون العمل على درجة عالية من الإتقان و مثال لذلك أن قسم العمليات بالذات لا يقبل فيه الخطأ ولا بد أن تكون جميع العمليات ناجحة مائة في المائة ويجب أن تكون نسبة الخطأ صفر.
‎3-مزيج الكمي و النوعي  وهو مزيج من المعايير الكمية والنوعية ونقول مثالاً على ذلك أن يتم عمليات زراعة الأعضاء بعدد محدد مثلاً على أن لاتتجاوز نسبة فشل زراعة العضو واحد في المائة خلال فترة وبالتالي ربطنا المعيار النوعي بالكمي بالزمن..
وتحديد معايير الأداء قبل الشروع في عمليات التقييم ومن ثم التقويم أمر هام .وغالباً ما يجري تحديد المعايير بالآتي:
(jackson&mathis.1994:328)
‎1-كمية المخرجات quantity of outcomes
‎2-نوعية المخرجات quality of outcomes
‎3-التوقيت الملائم للنتائجtimeliness of results
‎4-طريقة الأداء manner of performance
‎5-الفعالية في استخدام الموارد effectiveness in use of resources 
‎وحقيقة أن محور تحسين الإنتاجية هو أداء العمل بالطريقة الصحيحة وبكفاءة أحسن و ليس الجهد المضني لتحقيق نتائج أفضل.
‎ويعتبر أسهل تعريفات الإنتاجية هي الكفاءةعلامة جمع عريضةالفعالية
‎الإنتاجية هي المخرجاتعلامة قسمة عريضةالمدخلات
‎الإنتاجية هي عمل الأشياء الصحيحةعلامة جمع عريضةعمل الأشياء بشكل صحيح
‎ونستطيع أن نقول أن الإنتاجية هي تحقيق أعلى نسبة من المخرجات وذلك من نسبة محددة من المدخلات
‎وحقيقة أن العمل بكفاءة افضل يعتمد على السلوك الانتاجي للأفراد. أن تحسين الإنتاجية يتطلب التطبع على الأساليب الصحيحة والمناسبة لأداء العمل في جميع الأنشطة الصحية وذلك يتحقق بأدخال وايجاد تغييرات للمفاهيم والافكار العلمية والعملية والسلوك حيث تؤدي خلق بيئة عمل صحية مناسبة للتطوير والتحسين المستمر كما تحقق معدلات نمو عالية للأنتاجية.
‎ أن وضع السياسات والبرامج لتطبيع البيئة الصحية والتوعية بأهمية تحسين الاداء وزيادة الانتاجية أمر هام وضروري لتطوير الخدمات الصحية وتطويرها بشكل مستمر يتلائم والتطور التقني والطبي السريع.
هنالك العديد من الأساليب والمباديء والأُسس لتحسين ورفع مستوى الإنتاجية للفرد وللمنشأة الصحية بشكل عام ومنها:
‎1-ترسيخ الثقة العميقة بين العاملين(الممارسين الصحيين والإداريين) والادارات سيكون البيئة الصحيحة لتحسين الاداء وزيادة الانتاجية
‎2-التعاون والتشاور بين الادارات والممارسين الصحيين بمختلف تخصصاتهم وكافة مستويات الادارة لصنع رؤية تحسينية مشتركة
‎3-تحسين وتطوير نظام الشراكة والتعاون والعمل بروح الفريق الواحد والمشاورات المشتركة 
‎4-خلق طرق و أساليب للأستخدام الأمثل للموارد المتوفرة والنادرة
‎5-تغيير أسلوب ونطاق السيطرة على الجودة من وضيفة تخصصية الى وضيفة تنفيذية شاملة كافة اعضاء المنظمة من الإدارة العليا والدنيا الى عمال النظافة
‎6-تحسين خبرات العاملين بالمنشاءة الصحية من ممارسين صحيين وفنيين وتقنيين و إداريين بالتدريب والتعليم المهني لتحسين الانتاجية.
‎7-ربط البدلات بالإنتاجية وفق معايير واضحة ومقننة ومعتمدة..
‎8-التركيز على البرامج التدريبية السلوكية والمهارية التطبيعية لاكتساب الخبرات العلمية والعملية والمهنية بعيدا 
‎عن البرامج النظرية والتنظيرية..
‎9-توفير الأدوات والتجهيزات الطبية والغير الطبية التي تساهم في تطوير وتحسين الإنتاجية.
وختاما ان تبني تلك الرؤى والافكار يجعل الجودة واقعا ملموساً في الخدمات الصحية ويحسن الأداء بصفة مستمرة ويزيد الإنتاجية مما ينعكس ايجاباً على المخرجات الصحية..
‎ونستكمل ذلك لاحقاً إن شاء الله 
د.علي الشعواني