تعتبر أيام الدوام بالمستشفيات دراما حيَه لأن كل حالة مريض تحمل معها قصة، فينشغل مقدمي الرعاية الصحية كلاً بدوره لتخفيف الالآم المرضى وتسكين آهاتهم بجرعات العقاقير. ولكن أتسال ما إذا كانت المستشفيات طبقت تعريف الصحة كما ينبغي تحت أسقفها؟ حيث حديثاً عرفت منظمة الصحة العالمية الصحة بأنها “حالة اكتمال السلامة البدنية والعقلية والاجتماعية؛ لا مجرد انعدام المرض أو العجز” ولكن غالبا بغياب المرض أو العجز لدى المريض ينطلق من حيث آتى بلا فحص لحالته العقلية والاجتماعية معا. أتسال ما إذا كان مقدمي الرعاية الصحية قد أخذو بعين الاعتبار ما يسمى بمحددات الصحة (Determinants of Health)) مثل البيئة الاجتماعية والاقتصادية والمادية المحيطة بالمريض. ماهي السلوكيات الصحية (Behavioral Health) لدى المريض تجاه حالته التي يندرج تحتها الكثير من العوامل كمعدل دخل المريض، وضعه الاجتماعي، مستواه التعليمي؟ ذكرت منظمة الصحة العالمية في تقارير لها أن ضُعف معدل الدخل وانخفاض المستوى التعليمي والبطالة يُشيروا الى تدهور الحالة الصحية لدى الفرد لأنهم مرتبطين بانخفاض الثقة بالنفس وارتفاع معدلات التوتر وبذلك يلجأ البعض لأحاطت نفسه بسلوكيات الصحة الخاطئة كسوء النظام الغذائي والتدخين وشرب الكحول وقد تصل الى الإدمان في بعض الحالات.

لا نستطيع أن نُعلق جميع هذه المسؤوليات على أسقفه المستشفيات و لكن دائماً يبحث المريض عن الصحة داخل المستشفى فهو يلجأ الى من يعتقد ان بيده الدواء بعد الله و آنه الاعلم بحالته بعد خالقه و لذلك يجب على جميع مقدمي الرعاية الصحية كالمستشفيات و المراكز الصحية أن يقوموا بتشخيص الحالات المرضية من جميع اوجهها و ذلك بتوفير كادر متمكن يشمل جميع التخصصات الطبية و الصحية و الاجتماعية و الانسانية و الادارية المهتمين فعلياً بمعرفة مسببات المرض الرئيسية و بذلك يستطيعوا معالجة و احالة و متابعة الحالات حتى بعد مغادرتها أروقة المستشفيات. تحتاج قصص المرضى الدرامية لتفاعل انساني متكامل لنرتقي بالصحة ليس على مستوى صحة المريض فحسب بل على مستوى صحة المجتمع.

كتبته: ساره منشي

عضو هيئة تدريس بقسم الادارة الصحية

جامعة أم القرى