تقرير الجودة الصحية_إعداد: أسماء الحامد

 

ماهو الرهاب .. و هل له انواع ..!

الرهاب نوع من أنواع اضطرابات القلق. وهو خوف شديد غير عقلاني من أشياء تشكل خطرا طفيفا أو لا تشكل أي خطر على الإطلاق.

يسبب الرهاب خوفا يزيد كثيرا على القلق العابر الذي يحسه الإنسان عندما يتعرض لوضع مخيف أو لحالة تسبب التوتر. يكون الخوف الناجم عن الرهاب شديدا، ويستمر وقتا غير قليل. ومن الممكن أن يقلل من قدرة الشخص على النجاح في عمله أو في محيطه الاجتماعي. تنقسم أنواع الرهاب إلى ثلاث فئات:   

  • أنواع الرهاب المحددة

هو رهاب بسبب شيء محدد أو وضع محدد؛ فمثلا، يكون لدى الشخص المصاب برهاب الأماكن المغلقة خوف من أي حيز مغلق. وهناك من لديه رهاب العناكب أيضا. كما أن هناك أنواعا كثيرة من أشكال الرهاب المحددة.

  • رهاب المجتمع.   

رهاب المجتمع هو خوف من الناس. وهو خوف يتجاوز مشكلة الخجل، حيث يجعل الإنسان شديد الانغلاق على نفسه، لأنه يخاف أن يتعرض إلى الإهانة أو الانتقاد أمام الآخرين. كما يخاف المصاب بهذا الرهاب من قيام الآخرين بتقييمه على نحو سلبي.

  • رهاب الأماكن العامة أو الأماكن المفتوحة.

وهو يتطور عادة بعد أن يتعرض الشخص إلى نوبة أو أكثر من نوبات الهلع. يخشى الشخص في هذه الحالة أن يوجد في مكان يصعب الهرب منه إذا داهمته نوبة هلع، وذلك من قبيل المصعد أو السوق التجاري المغلق أو الغرف المزدحمة أو الأماكن المتسعة المفتوحة.

 

الرهاب الاجتماعي :

هو خوف اجتماعي يتمثل بخوف عميق من المواقف الاجتماعية مما يسبب ضيق ملاحظ وعدم القدرة على القيام بالوظائف الإجتماعية و الحياتية على الاقل في بعض اجزاء الحياة. وهو اضطراب مزمن و معطل و لكن يمكن علاجه .

في دراسة امريكية اثبتت ان حوالي 13,3 % من التعداد السكاني العام ربما تتطابق عليه معايير الرهاب الاجتماعي في فترة من حياتهم كما ورد عن اعلى تخمين في المسح بنسبة 3:2 بين الذكور: والاناث. كم ان الرهاب الإجتماعى يصيب خمسة من كل مائة شخص فى المجتمع و نسبة حدوثه فى النساء من مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الرجال , ويعد الرُهاب الإجتماعي  تقريباً في مجال الصحة النفسية هو الاضطراب الأول بين المرضي النفسيين في السعودية الذين يترددون على العيادات النفسية؛ وفي معظم أنحاء العالم مرضي يعانون بشدة من هذا المرض؛ ففي الولايات المتحدة يأتي اضطراب الرُهاب الاجتماعي في المرتبة الثالثة بين الاضطرابات النفسية بعد إدمان الكحول والاكتئاب.

اكثر ما يخشاه مريض الرهاب الاجتماعي هو القلق من وجوده مع اشخاص اخرين و تقييمهم لتصرفاته, وتنتابه حالة من القلق الشديد قبل الذهاب إلى أى مناسبه إجتماعية وقد يستعرض فى مخيلته بالتفاصيل الدقيقة كل الأشياء المخجلة التى قد تحدث له بالأضافة إلى انه لا يستطيع  فعل أو قول أى من الأشياء التى يريدهاو حتى بعد إنقضاء المناسبة يكون أيضاً قلقاً عن كيفية معالجته للموقف وينشغل بالتفكير عن إذا ما كان ممكناً التصرف و التحدث بطريقة أفضل مما فعل .

وكما وصفها الكاتب ابراهيم حسن الخضير في مقالة في جريدة الرياض ان ثمة أمور اجتماعية آخرى، يجد الشخص الذي يُعاني من الرُهاب الاجتماعي صعوبة بالغة في أن يقوم بها أمام الآخرين؛ مثل الأكل أمام الآخرين، لذلك تجده دائماً يعتذر عن المناسبات بأسباب واهية، وإذا لم يستطع فإنه يحضر ويشارك المجموعة الجلوس على المائدة ولكنه لا يأكل، خشية أن تتوقف لقمة الطعام في فيه. وكان لدّي شخص يُعاني فقط من الرُهاب الإجتماعي عند الأكل، فهو لا يستطيع أن يأكل أمام مجموعة من الناس، ويضطر للحضور لمناسبات، ويُشارك الجمع الالتفاف حول المائدة لكنه لا يستطيع أن يمد يده إلى أي طعامٍ أمامه، برغم أنه يكون أحياناً مشتهياً للأكل، لكن خوفه الشديد من أن تقف اللقمة في حلقة، أو أن يستفرغ أو أن يحصل له أي مشكلةٍ أمام هذا الجمع، يجعله يمتنع تماماً عن تناول أي طعام أمام المجاميع من الأقارب والغرباء. هذا السلوك الذي قد يستغربه البعض، ليس بالأمر الهّين على كثير من الأشخاص الذين يُعانون من الرُهاب الإجتماعي، وكثيراً ما يُعيقهم عن قبول الدعوات ويجعلهم معزولين عن أقاربهم وأصدقائهم.

 قد يجد المصابون بالرهاب صعوبات في التصرف على نحو طبيعي بسبب معاناتهم من هذا المرض وهذا ما يمكن أن يسبب لهم مشكلات في العمل والحياة الاجتماعية. غالبا ما يدرك المصاب بالرهاب أن مخاوفه غير منطقية، لكنه يشعر بانعدام القدرة على ضبطها أو التحكم فيها.

 

اعراض الرهاب الاجتماعي :

يستجيب الناس للرهاب بطرق متشابهة. وتتناول المقاطع التالية الأعراض التي ترتبط بالرهاب عادة. يشعر مريض الرهاب بقلق لا يستطيع السيطرة عليه عندما يكون في مواجهة الشيء الذي يسبب له الخوف.
يصبح بعض المصابين بالرهاب خائفين أو متوترين لمجرد التفكير في الشيء الذي يخيفهم. غالبا ما يعاني الطفل المصاب بالرهاب من نوبات هلع عندما يواجهه الشيء الذي يخيفه. وقد يتعلق بأي شخص كبير أو يلتصق به أو يبكي. تسبب أشكال الرهاب أعراضا جسدية أيضا، من بينها:

 

  • جفاف شديد فى الحلق
  • التعرق
  • خفقان فى القلب مع الشعور بعدم إنتظام ضربات القلب
  • الرغبة فى التبول بطريقة غير معتادة
  • الشعور بالتخدر أو الألم فى الأطراف
  • التنفس بسرعة مع الإحساس بالإختناق
  • إرتجاف الأيدى و إحمرار الوجه

و فى بعض الحالات قد تؤدى المشاعر السابقة فى النهاية إلى حدوث نوبة هلع و تستغرق عادةً فترة بسيطة و لبضع دقائق يكون خلالها المريض فى حالة قلق نفسى شديد و رعب من فقدان التحكم فى النفس. وقد يشعر أثنائها بأنه قد يغمى عليه أو أن قلبه سيتوقف عن النبض و يسعى إلى الخروج من الموقف بأى طريقة. و يشعر المريض بعد إنقضاء النوبة بحالة من الضعف الشديد و الإجهاد العام , و بالرغم من أن هذه النوبات تكون مزعجة للغاية فإنها تنتهى من تلقاء نفسها و لا تصيب المريض بأى ضرر عضوى.

 

 

مضاعفات الرهاب الاجتماعي :

كثيرا ما ترتبط مضاعفات الرهاب الإجتماعي بامراض اخرى نفسية او تصرفات سلوكية غير مقبولة مثل الاكتئاب و الإنعزال عن المجتمع و الادمان على العقاقير و الكحول حيث ان المصاب بالرهاب عادة ما يحاول تفادي ما يسبب له الخوف. وإذا لم يستطع الهرب، وبالتالي تنشأ لديه ردود أفعال جسدية ونفسية شديدة و من الممكن أن يسبب الرهاب مشكلات تسيء إلى كثير من جوانب المريض الحياتية .

 

 

علاج الرهاب الإجتماعي :

من المستبعد أن تتحسن حالة الشخص المصاب بالرهاب من غير اللجوء إلى نوع من أنواع المعالجة إما النفسية او / مع العلاجات الدوائية حيث يكون هدف المعالجة تخفيف القلق ومساعدة المريض على التحكم بردود أفعاله تجاه الموضوع أو الوضع الذي يثير خوفه بشكل أفضل.

و هناك طرق عدة من العلاج النفسى

و أهمها العلاج عن طريق التدريب على المهارات الاجتماعية (Social Skills Training) و العلاج السلوكى   (Behavior Therapy) و أهمها حالياً العلاج المعرفى السلوكى (Cognitive Behavioral Therapy) .حيث عد المعالجة المعرفية السلوكية معالجة أكثر شمولا، لأنها تساعد المريض في السيطرة على أفكاره ومشاعره. كما يتعلم المريض أيضا طرقا مختلفة من التفكير فيما يخص مخاوفه وتأثيراتها في حياته.

و يستخدم العلاج الدوائى إذا لم ينجح العلاج النفسى أو لم يرغب المريض أن يجرب العلاج النفسى أو إذا كان المريض فى حالة إكتئاب. و تستخدم مضادات الإكتئاب لعلاج هذا المرض و يبدأ المريض فى التحسن فى غضون ستة أسابيع و لكن قد يستغرق العلاج 12 أسبوعاً لتتحقق الفائدة الكاملة من الدواء.

لا ينصح بإستخدام المهدئات بصفة منتظمة لعلاج هذا المرض  حتى لا تؤدى إلى التعود و الإدمان عليها.

 

المصادر: