تعمل كل أنشطة و مهام وبرامج الصحة العامة لتحقيق هدفين أساسيين هما:

  • منع تدهور الأوضاع الصحية على كافة المستويات
  • رفع مستوى الصحة عن طريق كافة المجالات والخدمات

وربما تتلخص هذين الهدفين في مصطلح (الأمن الصحي) الذي يندرج تحت مصطلح (الأمن الإنساني)، وتظهر أهمية هذا الهدف ومدى إدراك دور الصحة العامة من العاملين فيها وفي بقية المجالات ومن أصحاب القرار في كافة المستويات في حالات حدوث الطوارئ.

 

إذاُ ماهي الطواريء التي تتعامل معها الصحة العامة؟

النظام البيئي الذي يحيا فيه الإنسان مما يؤثر على صحته أو على مقومات صحته بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

 

أنواع حالات الطواريء:

  • الكوارث الطبيعية
  • الإرهاب بمختلف الطرق والأنواع
  • الحروب
  • الأويئة

يتم تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ  بعد إعلان وتفعيل الجهات المسؤولة الأساسية في الدولة لحالات الطوارئ، وتكون استراتجية عمل الصحة العامة وفق خطة منسقة مع بقية خطط الجهات المسؤولة الأساسية والفرعية الأخرى.

 

 

المراحل التي تعمل فيها الصحة العامة في حالات الطوائ:

369

  • المنع: إجراء البحوث وجمع المعلومات التي تساعد على معرفة المخاطر المتوقع حدوثها وتجهيز خطط الإخلاء والحفاظ على الصحة العامة (الإنسان و البيئة) للحفاظ على الأمن الإنساني ووضع المعايير الصحية خلال الطوارئ
  • التجهيز: التدريب و توفير الأدوات اللازمة وتقييم الخطط الموضوعة

 

 

في حال تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

خلال مرحلتي منع الطوارئ والتجهيز: يصبح  هناك وعي من العامة و المؤسسات المختلفة بوجود احتمالية حدوث الكوارث، تبعاً لذلك يصبح الكل مدرك لاحتياجاته و يقوم بتوفير الأدوات و الخدمات اللازمة للتعامل مع الكارثة، كذلك يصبح هناك إدراك من كافة شرائح المجتمع لحاجات الفئات المستضغفة أو المهمشة، ومن شأن هذا الوعي بناء روابط الإنتماء و الوحدة بين أفراد ومؤسسات المجتمع في المجال الحكومي والخاص مما قد ينتج عنه إنشاء برامج تدريب لتأهيل كوادر تطوعية تعمل مع هذه الجهات في كافة المراحل وخاصة مرحلة الاستجابة لخدمة مختلف الفئات من المجتمع، وبهذا فإن الصحة العامة للمجتمع خلال هاتين المرحلتين ستزداد من حيث الوعي و المهارة بالتعامل مع الكوارث ومن حيث حاجات الفئات المهمشة، أي أن الفائدة موجودة سواء في حال حدوث الكارثة أم عدم حدوثها على المدى القريب والبعيد.

 

 

في حال عدم تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

المرحلتين الأولى والثانية هي أكثر المراحل أهمية لأن عدم تفعيلها يؤدي إلى خسارة الكثير من الوقت والموارد وزيادة شدة المشكلات والمضاعفات الناتجة عند حدوث الكارثة.

  • الاستجابة: تكون خلال أول 24 ساعة من وقت حدوث الكارثة وتهدف إلى إدارة التعاون وحفظ الأرواح والموارد

 

 

في حال تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

خلال مرحلة الاستجابة من المهم وجود التجانس بين الجهات المسؤولة و الجهات المساعدة و المؤسسات والأفراد في العمل واتباع الأوامر والأنظمة وهذا يحفظ الكثير من المجهود الجسدي والنفسي لكل فرد في هذه الدائرة، لذلك وجود هذا التجانس بين خطة العاملين في الصحة العامة وخطط الجهات الأخرى ذات فائدة كبيرة في الحفاظ على الأرواح وسلامة البيئة و المنشآت وتوفير الخدمات الضرورية للمتضررين – خاصة الفئات المستضعفة أو المهمشة –  وتقليل خطر انتشار الأمراض وظهور الأوبئة وحدوث الإصابات، كذلك يصبح من السهل فرز الحالات الصحية و إدخال البيانات ليتم تحليلها بسرعة أكبر

 

في حال عدم تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

تزداد نسبة احتمالية انتشار الأوبئة وظهور الأمراض وبالتالي يصعب السيطرة عليها، أما في حال ظهورها وانتشارها فيصبح من الصعب تعقب مصادرها بسبب حالة الفوضى والخوف، وعدم وجود أي قاعدة بيانات للحالات الصحية الناتجة لحدوث الكارثة

  • الانتعاش: يهدف العمل في هذه المرحلة إلى إعادة و تصحيح الوظائف العامة لكل جهة و مؤسسة لاستعادة الاستقرار والحياة الطبيعية للسكان
  • التخفيف: القيام بالإصلاحات على مستوى واسع من أجل تخفيف آثار الكارثة على المجتمع من جميع النواحي

 

 

في حال تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

بسبب وجود التجانس خلال المرحلة السابقة فإن مدة هذه الفترة تصبح أقصر مما يحفظ الموارد والروح العالية ويقلل من أثر مشاكل الصحة النفسية والذهنية، كذلك فإن العاملين في الصحة العامة يصبحون أكثر قدرة على العمل على فرز الاحتياجات الصحية لكل فئة من المجتمع وتوفيرها بشكل أسرع وتحديد المناطق الأكثر ضرراً والعمل على دعمها بشكل أكبر والمساعدة في استعادة أو بدء نمط حياة صحي

في حال عدم تفعيل دور الصحة العامة في حالات الطوارئ:

يصبح هناك عدم تكافؤ في توزيع الخدمات الصحية وإعادة بناء الحياة لشرائح المجتمع، وتزداد خطورة وجود الحالات والمشاكل النفسية مما يؤدي إلى وجود خطر صحي على المجتمع بشكل كامل.

 

الفئات التي بحاجة لدعم خاص وتجهيز برنامج وخدمات خاصة بها في حالات الكوارث:

  • الأطفال هم أول من يجب الالتفات إليهم في الحالات الطارئة، إذ أنهم أضعف الفئات الاجتماعية وأكثرها عرضة للأذى والضر سواء في وقت الجالة الطارئة أم بعدها، لذلك على الجهات المسؤولة القيام بتوفير عدد كبير من العاملين والمتطوعن حتى يتم توفير احتياجاتهم وتأمينهم ، فهم بحاجة إلى دعم عاطفي خاص للشعور بالأمان والثقة تماما ً كتوفير الاحتياجات الأساسية من الغذاء والعلاج والملجأ والحماية
  • النساء بحاجة إلى عناية خاصة إذ أنهم عرضة للاختطاف أو الاغتصاب أو العنف خلال هذه الحالات، إضافة إلى الحاجات الضرورية من العناية الطبية خاصة في حال الحمل.
  • كبار السن المشاكل الصحية المتعددة التي يعاني منها أفراد هذه الفئة من المجتمع تجعل منهم أهلاً للعناية الطارئة خلال الكوارث إذ أنهم عرضة للضياع والإهمال وعدم القدرة على التصرف السريع والحفاظ على صحتهم وسلامتهم.
  • المعاقين في حالات الكوارث يصبحون أكثر عرضة للتهميش (خاصة إذا كانو يعانون منه من قبل حدوث الكارثة)، إضافة إلى عجزهم على حماية أنفسهم والتواصل من أجل الوصول للخدمات المقدمة في حالة الكوراث بسهولة، لذلك وضع برنامج وخطة خاصة بهم للتعامل معهم والحفاظ على صحتهم أمر أساسي لنجاح الخطة العامة للأمن الإنساني في حالات الطوارئ.
  • المهاجرين واللاجئين (خاصة الغير قانونين) هذه الفئة بحكم عدم وجود سجلات نظامية لهم يصبح من الصعب عليهم التحرك وطلب العون.

 

 

الخدمات التي يجب على العاملين في الصحة العامة التعاون في وضعها:

  • البيئة ( النظافة و التهوية و الملجأ )
  • النفسية (الدعم العاطفي والتعامل مع الغضب و الخوف )
  • الغذاء ( الماء و الغذاء المناسب لكل فئة )
  • العلاج ( قدرة المؤسسات الصحية في القطاع الخاص والحكومي على استعاب وتوفيرالخدمات وسهولة التواصل بينها وتوفير أدوات السلامة والحماية من انتقال العدوى للمدنيين و العاملين )
  • الخدمات (خدمات النقل للمتضررين في المنطقة و خدمات الاتصال )
  • إنشاء قاعدة بيانات بأحوال المتضررين والخدمات المقدمة لهم

 

حالات الكوارث لها أثر صحي سلبي طويل المدى إذا لم يتم التعامل معها بطريقة صحية وفق خطط معدة ومجهزة بالتعاون بين كافة الجهات المسؤولة في الدولة والجهات المساندة لها كالقطاع الخاص والخيري، لذا كلما أدرك العاملون في الصحة العامة أهمية دورهم وتفعيله بشكل أسرع بالتعاون مع الجهات المعنية الأساسية، كلما كان الأثر السلبي في حال حدوث الكوارث -لا سمح الله – أقل ويمكن تخفيفه.

 

بقلم / رانيه زمزمي

ماجستير صحة عامة

فريق الصحة العامة التطوعي