تقرير الجودة الصحية_إعداد: أسماء الحامد

 

 

كثيراً ما نسمع في البرامج التلفزيونية وفي نشرات الأخبار عن أشخاص قاموا بابتلاع و تناول مواد غريبة من زجاج و صابون و حديد و ادوات واصباغ وغيرها من المواد ، وقد تشاهد بنفسك طفلاً يقوم بابتلاع كل ما يستطيع التقاطه من الأرض .. مما يعاني هؤلاء الأشخاص؟ وكيف يمكن مساعدتهم في التخلص من هذا السلوك الخطير ..!

 

 

تعريف بالمرض :

 مرض الشراهة “بيكا” في الأصل هي كلمة لاتينية تشير إلى الغراب الذي يأكل بشراهة كل شيء. و سمي هذا المرض بهذا الاسم نسبة إلى اسم لاتيني إغريقي لطائر البيكا و هو طائر الغراب من نوع ماجباي؛ و الذي يعرف بقدرته و نهمه بتناول كل شيء، و كل ما لا يمكن أكله.

 

متلازمة “بيكا” هي مرض يصيب الإنسان من مختلف الفئات العمرية، ومن الجنسين ومن كل الاعراق، لكنه يصيب فئات اكثر من فئات اخرى، مثل الحوامل والاطفال في المراحل المبكرة، والاطفال الذين يعانون من التوحد .

 

و يفسر انه عبارة عن اضطراب صحي في شهية المريض؛ حيث يشتهي المريض في هذه الحالة المواد المضرة بالصحة؛ و هذا يعتبر خروج عن الطبيعة ، ومرضى “بيكا” يعانون من حبهم لالتهام أشياء غير قابلة للاكل، كالتراب والطين، وحتى الأوساخ والطلاء والشعر واي شيء آخر.

 

كما يذكر ان ما بين 20 و 30 بالمئة من الاطفال حول العالم يعانون من مرض “بيكا“، وما يقارب 20 بالمئة من اولئك الاطفال يعانون من مشاكل عقلية.

 

 

تصنيفات المرض :

لهذا المرض فئات صنفها العلم حسب نوع المادة التي يلتهمها المرضى، فإن كانوا يأكلون التراب والطين فهذا النوع من الاكل يدعى (geophagia)، والثلج يدعى (pagophagia)، والنشويات غير القابلة للاكل (amylophagia)، واكل اعواد الثقاب المشتعلة يعرف بـ (Cautopyreiophagia)، اكل الخشب (Xylophagia), واكل الزجاج (Hyalophagia).

هناك الكثير الكثير من المواد الاخرى التي يتم تناولها كالشعر والصباغ ورقائق من الحائط والرماد وعقائب السيجار وغيرها كثير.

 

 

 الاسباب :

– اسباب غذائية :

ان نقص عنصر الحديد عند الحوامل طوال فترة الحمل يؤدي الى تحولهن الى مرضى “بيكا“، ويعتقد بأن نقص المواد الأساسية المغذية في الجسم مثل الحديد والزنك والكالسيوم والثيامين والنياسين وفيتامين “سي” و“دي” أهم أسباب المرض.

 

– أسباب نفسية :

المسببات ذات المنشأ النفسي عديدة، ونذكر منها نظرية عدم امتلاك القدرات العقلية التي تساعد على التفرقة بين ما يصلح وما لا يصلح للاكل، اضف اليها التوتر العاطفي الناتج عن اهمال الوالدين للاولاد، او المشاكل العائلية بين الوالدين حيث ان هذا الاضطراب يعود سببه إلى الإهمال الأسري، و القلق أو الحرمان، و نقص التفاعل بين الآباء و الأبناء.

و غالبا ما يعاني المدمنون على هذه الظواهر الغريبة من اضطراب السلوك القهري؛

 

– أسباب فيزيولوجية :

 احدى النظريات الفيزيولوجية تختص بمشكلة انزيمات منظمة الشهية في دماغ الانسان، حيث ان تم تعطيلها او تغييرها يؤدي إلى تغير شهية الشخص تجاه الطعام الذي يصادفه، خصوصا ان كان لديه نقص في احد العناصر، عندها يحاول الدماغ حث الشخص على تناول اشياء اخرى على امل ان يجد فيها العنصر الناقص، بعد ان يكون الدماغ قد يئس من الحصول عليها من المصادر المعروفة كالطعام المعتاد.

 

 

المشاكل التي تواجه مرضى “بيكا“ :

 ليس من المستغرب ان تكون عواقب تناول الأطعمة وخيمة، لكن من الضروري الاشارة إلى ان ذلك يختلف باختلاف ما يتم تناوله بالضبط. والتسمم هو اهم تلك العواقب، خصوصا بعد تناول رقائق الرصاص التي تتواجد في اصباغ الحائط. التهابات حادة: وبالتأكيد فإن اكل القاذورات وخصوصا الطينية منها يعرض المريض للالتهابات والاصابات بالديدان. وثمة مشاكل أخرى، منها ما يصيب الجهاز الهضمي، مثل المريء والمعدة (النزيف والقرحة والانسداد)، وأخرى تصيب الاسنان واللثة واللسان، كما ان تساقط الشعر يكون اسرع لدى المرضى بهذه المتلازمة.

 

 

العلاج :

العلاج الطبي لهذا المرض عادة  يكون بتعويض جسم المريض عن جميع المغذيات  المفقودة في الجسم، و إعطائه بعض الأدوية المناسبة و يكون العلاج بحسب التشخيص الذي توصل اليه الطبيب المختص، فإن كان هناك نقص في عنصر كالحديد او الزنك وغيرها، فإن إمداد المريض بتلك المعادن الناقصة تعد العلاج الامثل.

 

واذا كان السبب نفسي فانه من الجيد اعطاء المرضى ادوية تعزز عمل الناقل العصبي المسمى الدوبامين وأدوية اخرى تساعد المرضى على التخلص من التوتر العاطفي، ويعيدهم الى حالة نفسية متوازنة. يجب أن يتم حل جميع المشاكل الأسرية، و خلق جو أسري مريح بين الأبناء و الآباء.

ويترافق اعطاء هذه الادوية مع علاج سلوكي من خلال مراقبة المريض وتعليمه على تناول انواع محددة وسليمة من الاطعمة، والعمل على تعزيز الحس الشعوري لدى المرضى، واستخدام اجهزة وقاية خاصة توضع في الفم لمنعهم من تناول اي شيء.

 

 

 

المصادر: