تقرير الجودة الصحية- إعداد: بيداء كفية

 

تزايد استخدام العلاج بالإبر الصينية في الآونة الأخيرة سواء في العيادات الخاصة والمستشفيات أو مراكز العلاج الطبيعي والتأهيل. مما يستوجب مناقشة أسباب استخدامه بين جميع الأخصائيين بما فيهم أخصائيو الطب الطبيعي والتأهيل والعلاج الطبيعي وهل هم مؤهلون لاستخدام هذا النوع من العلاج؟

نشأ الوخز الإبَريّ في الصّين قبل أكثر من ألفي سنة. وهي عبارة عن إبر رفيعة جدًا لا تحتوي على أي دواء، تغرز في أماكن محددة من الجسم لعلاج بعض الأمراض أو الوقاية منها.

وهم يعتقدون أنها تعمل على إعادة التوازن في الجسم. فالطاقة (تسمى باللغة الصينية «تشي») تسير في مسارات متعددة مختلفة في جسم الإنسان، ولسبب ما قد يصاب بعض هذه المسارات بخلل فيتأثر سريان الطاقة، ويمكن إعادة التوازن عبر غرز الإبر في مواضع معينة من هذه المسارات.
في بداية الأمر كان هناك حوالى 365 نقطة متفرقة في الجسم تغرز فيها الإبر، لكن عدد هذه النقاط زاد كثيرًا مع تطور العلاج.

ماهو الوخز الإبري؟

يعد الوَخز الإبَريّ جزءاً من الطب التكميلي والبديل. ويستخدم لعلاج العديد من الأمراض والعِلل، إلا أنه يستخدم بشكل رئيسي لضَبط الألَم وللمساعدة على ضَبط الغَثيان والقيء.

 لا يَعرف الباحثون تماماً كيف يؤثّر الوَخز الإبَريّ؛ فقد يؤازر فعاليّة مواد الجسم الكيميائية المسكنة للألم.

 كما قد يُؤثر في كيفية إطلاق المواد الكيميائية التي تنظم ضغط الدم وجريانه. من المهم تنفيذ المعالجة بالوَخز الإبريّ على يدي ممارس مؤهل يستعمل مجموعة جديدة من الإبر التي لا تستخدم إلا مرة واحدة، لكل مريض.

 

كيف يعمل الوخز بالإبر الصينية؟
توجد نظريات عديدة حول كيفية تأثير الوخز بالإبر على الأمراض والآلام، ومنها:

– تخفيف الألم عن طريق تحفيز إفراز الاندورفينز (Endorphins) المخففة للألم، وهي المواد التي تنقل إشارات الأعصاب من المخ وإليه.
–  التأثير على الجهاز العصبي.
–  تحفيز الدورة الدموية.
–  التأثير على الكهرباء في الجسم.

 

حالات استعمال الإبر الصينية:
استعملت الإبر الصينية بنجاح في علاج الآلام وخصوصًا المزمنة منها، وبالإمكان في كثير من الأحيان الاستغناء عن المسكّنات التي يمكن أن تسبب الكثير من الآثار الجانبية، وحتى أنه يمكن الاستغناء في حالات معينة عن العمليات الجراحية.
وقد أجريت دراسات كثيرة لإثبات فعالية الإبر الصينية في علاج الألم، وأظهرت النتائج أن الذين عولجوا بها قلّت آلامهم بنسب ذات دلالة إحصائية عالية.
تستعمل الإبر الصينية الآن لعلاج آلام الظهر والرقبة، ولعلاج الصداع والصداع النصفي ولتخفيف آلام الولادة أو ما يسمى الولادة من دون ألم، ولتخفيف آلام المفاصل وتشنج العضلات.
وتستعمل كذلك للمساعدة في علاج الإدمان والإقلاع عن التدخين وتخفيف الوزن، كما أنها مفيدة في علاج التوتر والقلق والاكتئاب، ولها دور فعال في تخفيف الغثيان خصوصًا ذلك المصاحب للحمل، وعندما يكون هناك حذر من استعمال الأدوية المضادة له.
كذلك تستعمل الإبر الصينية في علاج التهاب الجيوب الأنفية، نزلات البرد، التهاب المفاصل، تقلصات الدورة الشهرية، أزمات الربو، العقم والأرق والعديد من الأمراض.

 

*المنافع:

يتمثّل الاستخدام الأكثر شيوعاً للوَخز الإبَريّ في علاج ألم الظهر، ويُتبع بألم المَفاصل وألم الرقَبة والصداع.

مفيداً أيضاً في عِلاج:

  • ألم الأسنان.
  • الألمالعَضليّ الليفيّ.
  • ألم المَخاض.
  • مَغص الحيض.
  • الفُصال العظميّ.

هناك عدة نظريات ترتبط بطريقة تأثير الوَخز الإبَريّ في الآليات البيولوجية؛ فمثلاً، يمكن أن ينشط الوَخز الإبَريّ أنظمة معينة في الدماغ تستجيب للألم, لا يخفف الوَخز الإبَريّ الألم أو باقي الأعراض عند الجميع. وهناك أدلة تشير إلى أن موقف الأشخاص من الوَخز الإبَريّ يمكن أن يؤثر في النّتائج؛ فالمرضى الذين يظنون أن الوَخز الإبَريّ سوف يساعدهم على تَخفيف الألم يتحدّثون عن تَسكين أكبر بشكل ملحوظ للألم.

  

*المخاطر:

لم يُبلغ إلا عن مُضاعفات قليلة نِسبياً نتيجة استخدام الوَخز الإبَريّ، وهذا بالاستدلال على ملايين الناس المعالجين به كل عام. حَدثت مضاعفات بِسبب استخدام إبر غير معقمة بشكل صحيح، وبتطبيق المعالجة على نحوٍ خاطئ. يجب أن يَستخدمَ المُمارسون مجموعة إبر ذات استخدام واحد جديدة، وتؤخذ من مغلف مختوم لكل مريض. ويجب مسح أماكن العلاج بالكحول أو بمطهر آخر قبل غرز الإبَر. قد يتسبب الوَخز الإبَريّ عند عدم تطبيقه بِشكل صحيح بمشاكل صِحية خطيرة، بما في ذلك العدوى وثَقب الأعضاء.

 

  • ما قبل الوَخز الإبَريّ:

يلجأ معظم الممارسين لدمج أوجه من مُقاربات الطبّ الشّرقيّة والغَربيّة. سوف يسأل مقدم الرعاية الصحية المريض أسئلةً متعلّقة بالأعراض عنده وتصرّفاته ونمط حياته، وذلك بهدف الوصول لنوع المعالجة بالوَخز الإبَريّ الأكثر فائدة له. قد يَستغرق هذا التّقييم 60 دَقيقة. وتحتاج التجهيزات التّالية غالباً إلى نصف ساعة أو أقل. ويكون هناك حاجة إلى 6-12 جلسة معالجة عادة لضبط شكوى واحدة. وتبرمج تلك المعالجات لتأخذ بضعة أشهر.

  • في أثناء الوَخز الإبَريّ:

تَوضع نقاط الوَخز الإبَريّ في جميع أجزاء الجِسم. ولا تكون كل النقاط قريبة من منطقة الألم. سوف يخبر مقدم الرعاية الصحية المريض عن المناطق التي سوف يستخدمها في أثناء المعالجة، وفيما لو كان يجب نزع بعض قطع المَلابِس. يستلقي المريض قبيل المعالجة على منضدة مبطنة أو ذات حشوة، ويعطي هذا معالج الوَخز الإبَريّ إمكانية الوصول للنقاط المناسبة. تَكون إبر الوَخز الإبَريّ معدنية وصلبة وبسمك الشعرة.. قد يقوم معالج الوَخز الإبَريّ بعد إدخال الإبر بتحريكها أو تدويرها بِلطف. وتطبق في بعض الأحيان حرارة أو نَبضات كَهربائية خفيفة على الإبر. وتَبقى الإبر في أماكنها عادة لمدة 10-20 دقيقة. ويجب أن يبقى المريض ساكناً في هذا الوقت.

  • ما بعد الوَخز الإبَريّ:

يشعر البعض بالنشاط بعد المعالجة، بينما يشعر آخرون بالاسترخاء. قد يتسبب موضع الإبر غير المناسب، أو حركة المريض، أو وجود خلل في الإبرة بوجع وألم خلال المعالجة. لهذا يكون من الضروري السعي لتلقي المعالجة عند ممارس وَخز إبَريّ مؤهل. تكون هناك حاجة عادة إلى عدة معالجات. وفي هذه الحالة سيتوجب على المريض وضع برنامج لمقابلته التالية.. قد تَستغرق المعالجة فترة عدة أسابيع أو أكثر. لا يستجيب بعض الناس للوَخز الإبَريّ؛ فإذا لم تتحسن الأعراض في غضون أسابيع قَليلة، فقد لا يكون الوَخز الإبَريّ العلاج المناسب للمريض. وبإمكانه مناقشة ذلك مع مقدم الرعاية الصحية.