تقرير الجودة الصحية- إعداد: بيداء كفية

 

الشيخوخة أو التعمّر: هي عملية الهرم والتقدم بالعمر التي تصيب الكائنات الحية نتيجة تناميها.

 التعريفات المؤخرة لعملية الشيخوخة تعتبرها عبارة عن خلل وتلف في عمليات النظام مع مرور الوقت والزمن، هذا التعريف يسمح بظهور ووجود أنظمة لا تهرم (لا تشيخ) non-ageing systems، نتيجة تداخلات مضادة للشيخوخة (عندما يمكن إصلاح الخلل المتراكم). الشيخوخة أصبحت تدرس حاليا كعلم يتناول النواحي الثقافية والاقتصادية ودراسات الوعي والتغيرات الاجتماعية والديمغرافية أما النواحي الفيزيولوجيا فتوصف بعملية هرم

الهرم:

في علم الأحياء والفيزيولوجيا : تعتبر) الهَرَم (senescence عبارة عن اجتماع مجموعة عمليات خلل وظيفي (تلف) تلي فترة من التنامي للعضوية. يهتم علم رعاية المسنين بشكل خاص بعملية الهرم هذه ويدخل في ما يدعى : إطالة العمر life extension.

الهرم الخلوي Cellular senescence ظاهرة تحدث فيها فقدان الخلايا لقابلية الانقسام وبالتالي التجدد.

 كنتيجة لتضرر الـ DNA  في الخلايا (بشكل أساسي الوصول لقصر شديد للتوليمير ( يحدث إما هرم أو تدمير ذاتي) استموات( في حال عدم القدرة على تصحيح الخطأ.

 يستخدم هنا بكثرة مصطلح شيخوخة aging أو تعمير كمصطلح مرافق ومشابه لمصطلح هرم.

الشيخوخة تتميز بقابلية متناقصة للاستجابة للضغوطات، اضطراب في الاتزان  الحيوي Homeostasis وزيادة خطورة التعرض لأمراض. نتيجة ذلك يكون الموت هو النتيجة الحتمية للشيخوخة.

 

متى تبدأ الشيخوخة عند الإنسان؟

أثبت العلماء أن الشيخوخة عند الإنسان تبدأ بعد بلوغه سن الـ39 وأنه لا يمكن التهرب منها حتى في حالة الاستمرار بممارسة الرياضة، لأن الأخيرة تقوي نظام المناعة وتحسن المزاج لا أكثر، ولا يمكنها  أن تؤخر شيخوخة الخلايا.

ففي هذا العمر تبدأ عملية انتاج المايلين “Myelin ” بالانخفاض، ما يؤدي إلى إضعاف عمل الدماغ والقلب وظهور اضطرابات في وظيفة الجهاز العضلي الهيكلي للشخص، وتبدأ خلايا الجلد في هذا العمر بالشيخوخة وتظهر التجاعيد ويفقد الجلد مرونته ويبدأ الشعر بالتساقط.

ويشير العلماء إلى أن مستوى “المايلين” يبدأ بالانخفاض في متوسط العمر، ولكن لدى الإنسان ما يكفي من الوقت لاتخاذ ما يلزم للتأثير في عملية شيخوخة الدماغ وتأخير أمراض الشيخوخة مثل الزهايمر وغيره.

هناك طرق عديدة لتقليل انخفاض مستوى المايلين، من ضمنها تناول الفيتامينات والتغذية السليمة، التي تضم معادن وزيوتا خاصة متوفرة في حميات غذائية منتقاة بصورة صحيحة مثل: حمض الفوليك وفيتامين “بي 12 “، والأحماض الدهنية الأساسية، فيتامينات C، D ، والشاي الأخضر، ونبات “مارتن – Martin” و الصفصاف الأبيض وزيت الزيتون والسمك والمكسرات والكاكاو وأفوكادو والبقول والسبانخ.

بالمقابل أظهرت دراسة أجراها علماء في الولايات المتحدة أن الشيخوخة لا يمكن أن تبدأ في نفس العمر لدى الرجال والنساء، لأن عمر النساء أطول، ما يعني منطقيا أن مرحلة شيخوختهن ينبغي أن تبدأ في عمر أكبر.

  

*التغيرات التى تصيب أجهزة الجسم المختلفة مع التقدم فى العمر:
يوضح الجدول الآتى التغيرات التى تحدث فى أجهزة الجسم المختلفة مع التقدم فى العمر وما تؤدى إليه هذه التغيرات .

التغير الذي يحدث مع تقدم العمر التأثير الذي يسببه
الجهاز العصبي CNS : فقدان بعض الخلايا العصبية Neural loss . زيادة اضطراب درجة الوعي .
تحلل القوقعة Cochlear change ضعف السمع Presbyacusis و خصوصاً للأصوات العالية .
زيادة صلابة عدسة العين طول النظر Presbyopia ، وضعف القدرة على القراءة .
عتامة عدسة العين Lens pacification الإصابة بالمياه البيضاء ( الكتاركت )
ضعف الأعصاب الطرفية ضعف العضلات و فقدان كتلتها
فقدان وظائف الحبل الشوكى                           (العمود الظهري ) Dorsal column loss عدم ضبط التوازن أثناء المشي وعدم الإحساس بالأرض .
الجهاز التنفسي :قلة مرونة أنسجة الرئة Reduced lung elasticity ، و ضعف الحويصلات الهوائية Alveolar support .

زيادة صلابة القفص الصدري

 ضعف وظائف الرئة الحيوية والتنفسReduced vital capacity ، وعدم القدرة على النفخ .

عدم القدرة على إخراج هواء الزفير كاملاً مما يسبب ضغط على الرئة Increase residual volume

ضعف جهاز المناعة سهولة العدوى بأي مرض مثل : الإصابة بنزلات البرد والالتهاب الرئوي .
القلب والأوعية الدموية :انخفاض عدد ضربات القلب .

تمدد الشريان الأورطى نتيجة ضعف جداره .

قلة عدد البؤر الكهربية في القلبReducing number of pacing myocytes in sino-atrial node

 عدم القدرة على ممارسة النشاط أو احتمال المجهود .

يظهر في الأشعة السينية Chest X rayكبر حجم الشريان الأورطى .

من الممكن أن يؤدى إلى عدم انتظام ضربات القلب Atrial fibrillation .

الغدد : قلة حساسية الخلايا للأنسولين زيادة احتمالية الإصابة بالسكري .
الجهاز البولي : فقدان النفرونات ( وحدة تركيب الكلى ) و انخفاض معدلات الترشيحReduced glomerular filtration rate وضعف وظائف أنابيب الكلىReduced tubular function يؤدى إلى فقدان التوازن بين السوائل الداخلة والخارجة مما يؤدى إلى الجفاف أو احتباس السوائل داخل أنسجة الجسم ، وعدم تنقية الجسم من السموم والمواد الضارة .
الجهاز الهضمي : قلة حركة الأمعاء حدوث الإمساك
العظام : قلة كثافة العظام reduced bone material density زيادة فرصة حدوث ترقق العظمOsteoporosis 

 

أهم المشاكل التى يتعرض لها كبار السن :

*السقوط المتكرر:

يتعرض حوالى 30% من من هم فوق 65 سنة للسقوط المتكرر أثناء المشى ، مما قد يتسبب عنه الكسور والإصابات وأشهرها كسر عظمة الفخذ Fracture neck of femurمما يتطلب تركيب مسامير طبية وشرائح لإصلاح الكسر حيث لا يلتئم الكسر تلقائياً فى هذا السن ، مما يسبب الخوف من الحركة والمشي خشية السقوط ، ومن الأسباب المؤدية إلى السقوط المتكرر:

*السقوط نتيجة ضعف الإبصار وعدم رؤية الطريق جيداً .

*حدوث إغماءة نتيجة وجود أمراض أخرى حادة مثل النزلة المعوية ، النزلة الشعبية.

*أمراض القلب:

وأشهرها ضيق الشريان التاجى Ischemic heart disease وذلك نتيجة إنسداد الشريان التاجى المغذى للقلب  ، تصلب الشرايين Atherosclerosis  وذلك لترسب الدهون على جدر الشرايين مما يؤدى إلى تصلبها وضعفها وإنسدادها وذلك يتسبب فى عدم وصول الدم للمخ جيداً ، إعتلال عضلة القلب Cadiomyopathy

 

*مرض الزهايمر Alzheimer’s dementia:

وهو مرض ينتج عنه قصور فى وظائف الذاكرة والتركيز بالمخ مما ينتج عنه كثرة النسيان ، وعدم التركيز فى أى شىء.

 

*مرض باركنسون Parkinson’s disease:

وهو مرض ينتج من إنخفاض عدد الخلايا المنتجة للدوبامين Dopamenrgic cells  فى جزء المخ المعرف بـ

Substantia nigra  ومن أعراض هذا المرض وجود رعشة باليدين بالإضافة إلى تصلب العضلات وعضلات الوجه بحيث لا تظهر عليه أى تعبيرات كما لا يستطيع المريض المشى بطريقة طبيعية مما يؤدى إلى عدم القدرة على أداء النشاطات اليومية

 

*الاكتئاب Depression :

 وهو من أشيع الأمراض فى كبار السن ويؤدى إلى عدم التركيز وعدم حرص المريض على نفسه نتيجة رفضه للحياة .

 

*اعتلال المفاصل Arthropathy :

 مثل وجود إلتهابات بالمفاصل الكبرى مثل مفصل الركبة ومفصل الفخذ ، ووجود خشونة بالركبة والظهر نتيجة جفاف الغضروف الموجود بينهما مع تقدم العمر ويؤدى ذلك إلى صعوبة الحركة . 

 

*إضطراب نسبة الأملاح والمعادن بالجسم مثل :

زيادة بولينا الدم Uremia ، إنخفاض الصوديوم Hyponatraemia  ، إنخفاض نسبة السكر فى الدم Hypoglycemia ، إنخفاض نسبة الكالسيوم Hypocalcaemia  ، نقص فيتامين B12 ، زيادة أو إنخفاض نسبة هرمون الغدة الدرقية ، إنخفاض درجة حرارة الجسم فجأة ، الغيبوبة الكبدية .

 

*إنخفاض نسبة الأكسجين فى الدم Hypoxia نتيجة الإصابة بإلتهاب رئوى Pneumonia  ، وجود جلطة بالشريان الرئوى Pulmonary embolism .

التسمم بجرعة زائدة من الدواء حيث ان المسنين غالباً ما ينسون الأحداث القريبة فمن الممكن أن يأخذ العلاج مرتين ، ومن أهم العقارات التى تسبب تسمم الديجوكسين Digoxin  ( أحد أدوية القلب ) ، الدوبامين ، الكحوليات.

 

*السكرى Diabetes mellitus :

 وهو من الأمراض المنتشرة فى كبار السن وخصوصاً من يعانون من البدانة  ، وذلك نتيجة عدم قدرة البنكرياس على إفراز الأنسولين ، فعند حدوث نوبات من إرتفاع السكر فى الدم Diabetic ketoacidosis يفقد المريض الوعى ويدخل فى غيبوبة سكر ، كذلك إنخفاض نسبة السكر فى الدم Hypoglycemia وذلك نتيجة اخذ الأنسولين أو الأقراص المخفضة للسكر وعدم الأكل بعدها .

 

العناية بكبار السن :

يجب عمل الفحوصات الدورية الآتية لأي مسن وهى :                                                  

  1. قياس ضغط الدم .
  2. عمل فحوصات بالدم تشمل : الكشف عن السكرى ، وظائف الكبد و الكلى ، صورة دم كاملة .
  3. عمل رسم قلب ECG .
  4. عمل تحليل بول كامل .
  5. عند الشك بوجود مرض معين يجب عمل الفحوصات الخاصة بالمرض فوراً دون تأخير.

كما يجب الكشف الدورى عند الطبيب مع ضبط الأدوية المختلفة مع بعضها البعض حتى لا تتداخل تفاعلاتها ولا تؤثر كثرة الأدوية على صحة المريض.

ويجب معاونة المسن على ممارسة حياته بصورة طبيعية وذلك بعمل الآتى :

*العلاج الطبيعى Physiotherapy : وذلك للمحافظة على صحة العضلات .

*العلاج الوظيفى Occupational therapy : وذلك من خلال:

1- ممارسة أنشطة الحياة اليومية البسيطة كالطبخ وترتيب الملابس ، وتوفير بعض الأعمال البسيطة التى تتفق مع حالته و تساعد على رفع معنوياته .

2- التغذية وأخذ الفيتامينات اللازمة وذلك من خلال الخضروات والفاكهة مع الإكثار من الألياف لتجنب الإمساك ، الإكثار من شرب السوائل لتجنب الجفاف ، و البعد عن الدهون والتوابل والأكلات الصعبة الهضم .

3- عمل علاقات إجتماعية سليمة والخروج إلى المجتمعات حتى لا يتعرض للوحدة والإكتئاب .

4- توفير من يرعى المسن بالمنزل ويراعى مواعيد علاجه والعناية به سواء أكان من أقاربه أو جليسة مسنين