اثناء تجربتي العملية في وزارة الصحة  على مدى قرابة ثماني سنوات قدر لي أن أعيش أنماطاً إدارية ذات أشكال مختلفة تتشكل وفقاً لشخصية المدير الجديد فمثلاً ً نموذج التزمت والمركزية الخانقة وتارة التساهل المفرط وتارة أخرى الطيبة الزائدة وتغليب الجوانب الانسانية على سائر الجوانب الأخرى وايضاً هناك جانب 

المزاجية والعلاقات الشخصية 
جميع تلك الانماط مررت بها وعايشتها بشكل متواصل وكل منهم يقلب نمط الحياة العملية  في محيطة رأساً على عقب وفقاً لتوجهه ،  ومنهم من يأتي إلى كرسي الإدارة وهو يحمل الكثير من السلبية تجاه المدير السابق له وعندها تأتيك أنماط من  الشللية وتصفية  الحسابات 
عدا ذلك من هدم ما يبنيه كل مدير من المدير التابع له وهكذا تجد نفسك في متاهة لا تنتهي وضغوط نفسية لا تتوقف
والسؤال:                          
أين هي الإدارة الإستراتيجية ؟ 
بدلاً  من استحداث أقسام إدارية وفنية  تزيد من عجز القوى العاملة وتعمل على صنع بطالة مقنعة ،  لماذا الى الآن لم تفعل اقسام الإدارة الإستراتيجية على مستوى جميع المنشئات الصحية أي أن  هناك  قسم في المنشأة الصحية يكون فيه من المتخصصين في مجال الإدارة مهمتهم الرئيسية  وضع خطط طويلة المدى على مدى عشرون عاماً أي أننا بعد عشرون عام سنكون في النقطة (س) وكل مدير يأتي الى المستشفى يجد نفسه أمام خطط مدروسة تمتد من عشرين  الى خمسين  سنه أي أن باب الاجتهاد والمزاجية  مقفل أو تم الحد منه 
ويكون هذا القسم مرتبط مباشرةً بمديري مديريات الشئون الصحية في المناطق أو بوكيل الوزارة للإدارة الإستراتيجية هذا إن  وجد أو يستحدث للأهمية هذا القسم  ، وقتها سيتم الحد من التخبطات التي لاتعد ولا تحصى من الكوادر الإدارية والإجتهادات المبنية على التخمين لا التحليل والدراسة   والخطط العلمية و العملية 

نتسآئل لماذا لاينصب على كل منشأة صحية خريطة الخطة الإستراتيجية لتلك المنشأة بحيث أن كل موظف ينتمي الى تلك المنشأة يعلم انه يسير وفق منظومة منظمة  لها هدف مستقبلي تشعرة بالإنتماء والولاء لمنشأته.

أخيراً أقرأ بين الفينة والأخرى أن الكوادر الإدارية ستقوم بإدارة المنشئات الصحية أفضل من الكوادر الطبية ولكن الحقيقة الصادمة أن كليهما لن ينجح في غياب أهم عناصر الإدارة وهو التخطيط الإستراتيجي 

تحياتي.                         
يحيى الزهراني.

بكالوريوس إدارة خدمات صحيةومستشفيات  + دبلوم عالي في تخصص الصيدلة