هناك ظاهرة قاتلة في المجتمع البشري قد لا يُنظر لها باهتمام تجري كالغدق بلا صوت وكالوباء بلا رادع تُكبل النفس والفكر عن الاستجابة والعطاء فيكون الإنسان بها على شفا حفرة سحيقة من عبودية الظروف .

 

المرض الوهمي بمعناه العلمي هو الانشغال المستمر بالمخاوف من وجود مرض عضوي خطير وذلك بسبب التفسير الخاطئ لبعض الأعراض الجسمية ورغم التأكيد المستمر من قبل الأطباء سواء بالفحص الطبي المتكرر أو التحاليل بأن جسمه سليم عضوياً .

 

خُلق العقل ليميز به بين الحقيقة والخيال بين المعقول واللا معقول بين صحاح الأمور وخواطئُها , التفسير الخاطئ يعني حدوث تغير في برمجة النظم المعرفية في العقل , أهم هذه التغيرات الخبيثة “القلق”,زيادة القلق تجعل من التوهم مرض عضال, فكما قال د “مصطفى السباعي” رحمه الله (اللذة والألم ينبعان من تصور النفس لحقيقتهما)تصور النفس لما يحدث لها منبع التأثيرات الناجمة سلوكياً أو اعتقادياً بجانبيهما الايجابي والسلبي فيحيل النفس السوية عصية عن الحل والبت,  القلق مقود التوهم و أساس كل سبب يؤدي إليه فهو الطريق للدخول في دوامة من الوساوس والإحباط تعزل الفرد عن مجتمعه تفاعلا وانجازاً ومشاركة .

 هناك دراسة بأن هذا الاضطراب العصبي يصيب الجنسين في الغالب ما بين 20 إلى 30 سنه , وهذه الحالة تعرف بالنفسوجسديه (سيكوسوماتيه) تأثيرها السلبي يؤدي إلى التوترات العضلية التي بدورها تؤثر على بعض مناطق الجسم فيُخيل لمصابها وجود مرض خطير نسبةً لأعراض شائعة أُصاب بها .

 

“قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ”  من منطلق البصيرة والتفكر جاء علاج عمى العقول , من هذه الأساليب العلاجية :

1)العلاج العقلاني المعرفي . بحقيقة أن سلوك الفرد تحكمه إلى حد كبير عوامل معرفيه فكريه , هناك مسلمه  في النظرية السلوكية تقول ” زُملة الأعراض النفسية عبارة عن تجمع لعادات خاطئة متعلمة ” , وهناك أيضاً مسلمه تقول أن ” الأساس والأصل في السلوك الإنساني يكمن في وجود دوافع فسيولوجية أوليه لدى الفرد وعن طريق التعلم يكتسب الفرد دوافع جديدة قد تترتب بأساليب تعلم غير توافقية ” أي سلوك نفسي نتج عن القلق والتوهم يُفسر وجود دوافع ومعتقدات لدى الفرد ويمكن تقويمها بتعزيز السلوك السوي وتحديد السلوك المراد تغييره وتصحيحه بتصحيح أساليب التعلم لدى الفرد التي لابد وان تختلف هذه الطرق من شخص لأخر باختلاف الدافع العقدي .

2)البرمجة اللغوية العصبية .

فيقام بها إدارة الحواس وتوظيفها في خدمة الأهداف الموضوعة للتغير

3)العلاج الذي لا يمكن الاستغناء عنه “العلاج الديني “

“وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ”                      

 

 

نُهى سعيد