تقرير الجودة الصحية- إعداد: أمل عوض الحساني

 

التنظيم و المراقبة، التخطيط و التوجيه، التوظيف و اتخاذ القرارات تعتبر من أهم العمليات الأساسية التي يرتكز عليها علم الإدارة في إنجاز المهام المتعددة لتحقيق الأهداف و تعزيز القيم و بالتالي الوصول لما يصبو إليه فلكي تحقق نجاحاً إدارياً و تميزاً في مجال إدارتك يجب أن تحتذي بتلك العمليات و ممارستها بشكل عمليٍ و خير قدوةٍ لنا في الإدارة رسولنا الكريم  محمد صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام اللذين تميزوا بها في جوانب كثيرة من حياتهم و في تعاملهم مع غيرهم من الأشخاص و فيما يلي سرداً مختصراً يذكر صوراً تاريخية من تلك العمليات في مجال الإدارة:   

 

️في عهد رسولنا محمد صلى الله عليه و سلم أولاً:  حسن اختيار القياديين

 

ومن السمات التي توخاها رسول الله عليه الصلاة والسلام في الرئيس الإداري أن يكون قوياً في الحق ولذلك امتنع عن تولية الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري منصباً قيادياً رغم فضله ومكانته وذلك لما يتسم به من عاطفة قوية قد تؤدي إلى ضياع الحقوق، وذلك باعتبار أن الوظيفة في الإسلام تكليف وليست تشريفا.

 

ثانياً: الأخذ بمبدأ الشورى

 حيث كان صلى الله عليه وسلم يتشاور مع أصحابه ليس في الأمور السياسية والحربية فقط بل في الشؤون الإدارية إنفاذاً لقول الله عزَّ وجلَّ: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ…} وكان يحث أصحابه للعمل بهذا المبدأ فمثلاً: عندما بعث معاذ بن جبل وأبو موسى الأشعري رضي الله عنهما لليمن أمرهما إذا اجتمعا أن يتطاوعا ولا يختلفا.

 

ثالثاً: الإشادة بفضل الآخرين

 فقد رُوي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر وأشدهم في أمر الله عمر وأشدهم حياءً عثمان وأقضاهم علي وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل وأفرضهم زيد بن ثابت وأقرؤهم أبيّ بن كعب ولكل قوم أمين وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح وما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر).

 

وفي عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه أولاً:: تأكيد مبدأ المسؤولية

فبعد أن تولى أبو بكر الخلافة خطب الناس قائلا: (أيها الناس إني وليت عليكم ولست بخيركم فإن رأيتموني على حق فأعينوني وإن أسأت فقوموني، الصدق أمانة والكذب خيانة والضعيف فيكم قوي عندي حتى يرجع إليه حقه والقوي فيكم ضعيف عندي حتى آخذ الحق منه) 

 

ثانياً: تفرغه كرئيس للدولة

فقد روي أن أبا بكر ذهب إلى السوق غداة توليه الخلافة لممارسة عمله في التجارة فطلب منه عمر رضي الله عنه وبعض الصحابة ترك عمله السابق والتفرغ للخلافة حيث خصص له راتب من بيت المال.

 

أما في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه من أهم الممارسات الإيجابية له: 

 

أولاً:حسن اختياره للولاة والموظفين

 وكان يقول (إني أرى رجلاً إذا كان في القوم وليس أميرهم كان كأنهم أميرهم وإذا كان أميرهم كان كأنه واحد منهم).

 

ثانياً: مراقبته ومتابعته لولاته وموظفيه

وكان يؤدب المخطئ منهم وكان يقول للناس (إني لم أبعث عمالي عليكم ليصيبوا من أبشاركم ولا من أموالكم وإنما بعثتهم ليقيموا دينكم ويعدلوا بينكم فمن فعل به غير ذلك فليقل). و ختاماً..داخل كلٌ منا ذلك الشخص الإداري  المتميز و الذي يعتمد على حسب المجالات التي تتناسب مع قيمه و مبادئة و توجهه  ليحقق مايطمح له فيجب علينا اكتشاف ذلك الإداري لمعرفة وجهتنا وكيف و أين نريد أن نصل.