يتخرج الطالب من الثانوية العامة بمعدل مرتفع و لكنه لا يعرف الى أين يتوجه فينصحه والداه بالمجال الصحي لأنهم يبحثون عن المفاخرة به و هذا الطالب قد لا يحب ذاك المجال و لا يهتم به فيدخله فقط إرضاء لأهله أو أنه يريد المال أو أنه يبحث عن الأمان الوظيفي أو يبحث هو أيضا عن الفخر متناسيا أنه سيحمل مسؤولية عظيمة و مهمة ثقيلة سيكون مُسائله فيها هو الله سبحانه و تعالى .

فيمر بأعوام من التخبط ينجح تارة و يرسب تارة و يتململ من الدراسة و لا يحسن الصنعة بل و لا ينجح فيها بمعدل يؤهله للتميز و إذا درس يدرس فقط للنجاح و بعد أن يتخرج يجد نفسه في مواجهة المريض فإما أن يطببه بشكل صحيح أو يخطئ في حقه , للأسف الكثير من هذه النماذج موجودة و الكثير منهم غير منتجين بل و يسببون الكثير من الأخطاء و الخطر على حياة المريض فقط بحثاً عن الفخر و التشريف .

لا أتحدث عمن دخل المجال الصحي غصباً و من ثم تحمل المسؤولية و أبدع فيها بل أتحدث عمن كره المجال و  دخله فخراً و أخطأ في عمله غير مباليا بحياة الناس و لا الأمانة التي تحمّلها من الله .

عندما خلق الله سبحانه ادم نفخ فيه من روحه و أسجد له الملائكة دلالة على قيمة آدم عند الله جل في علاه .

يقول تعالى في محكم التنزيل (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر و البحر و رزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً)

هذه قيمة ادم و أبناءه على مر الزمان عند خالقهم , و حياتهم و تعاملاتهم فيما بينهم من أولويات جميع الأديان.

في مجالنا الصحي نحن نتعامل مع هذا المنتج الرباني المكرم

 اذا هل عملنا تكليف ام تشريف ؟

في التعامل مع الإنسان و ما يخص صحته مسؤولية ربما لا يلقى الكثيرين لها بالا , إذا أخطأ العامل في مصنع فإن مديره سيحاسبه و هكذا لو كان في شركة و لكن إذا أخطأ أي مهني صحي ( طبيب أو ممرض أو صيدلي أو غيرهم ) فان الله هو من سوف يسائله فهو قد أخطأ في حق إنسان له قيمة عظيمة عند خالقه .

أن تتحمل مسؤولية عظيمة مثل تلك يجب ان تبقى دائما و أبدا أهلاً لها ، و تحمل المسؤولية حتى تستطيع أن تكن ناجحا في مجالك و كفؤا في عملك و مميزا في مهنتك و ليس خاطئاً أن تفتخر إن كنت تحسن القيام بمهامك

المهنة الصحية تكليف يثقل ضمائرنا بالكثير من التفكير و المحاسبة و تشريف يعزنا بإنجازاتنا و يشرفنا بأعمالنا و يجعل الفخر بعملنا حقا إن كنا فيه من المنجزين فالإنسان ليس آلة ننتجها ليستخدمها العالم  ، الإنسان روح نحررها من سجن المرض لحرية الحياة بإذن و قدرة الله عز و جل.

 

 محمد عصام منصور .

تويتر : @MHDE23

فايسبوك : MOHAMMED MANSOUR