سلسلة (كيفية عمل الادارة الصحية)

تقرير الجودة الصحية- إعداد: عبدالرحمن المحمادي

 

بمجرد الانتهاء من صياغة خطط المنظمة وبناء هيكلها التنظيمي وتوظيف العاملين فيها، تكون الخطوة التالية في العملية الإدارية هي توجيه الناس باتجاه تحقيق الأهداف التنظيمية. في هذه الوظيفة الإدارية يكون من واجب المدير تحقيق أهداف المنظمة من خلال إرشاد المرؤوسين وتحفيزهم.

وظيفة التوجيه يشار اليها أحيانا على أنها التحفيز، أو القيادة، أو الارشاد، أو العلاقات الإنسانية. لهذه الأسباب يتعبر التوجيه الوظيفة الأكثر أهمية في المستوى الإداري الأدنى لأنه ببساطة مكان تركز معظم العاملين في المنظمة.

مفهوم التوجيه :-

– يعرف التوجيه بأنه الوظيفة الإدارية التنفيذية التي تنطوي على قيادة الأفراد والإشراف عليهم وتوجيههم وإرشادهم عن كيفية تنفيذ الأعمال وإتمامها وتحقيق التنسيق بين مجهوداتهم وتنمية التعاون الاختياري بينهم من أجل تحقيق هدف مشترك.

 والمقصود بالقيادة في إطار هذا التعريف هو القدرة على الحصول على تعاون ومساعدة الافراد على قبول توجيه نشاطهم بطريقة اختيارية أي أن السلطة التي يتمتع بها القائد إنما تنبع في حقيقة الامر من الذين يقومون بتوجيه نشاطهم وبذلك يعمل فريق العمل في شكل منسق ومترابط.

– ويعرف ” الجيوسي” التوجيه أنه الكيفية التي تتمكن بها الإدارة من تحقيق التعاون بين العاملين في المنظمة وتحفيزهم للعمل بأقصى طاقتهم وتوفير بيئة العمل الملائمة والتي تمكنهم من إشباع حاجاتهم وتحقيق أهدافهم.

– كما يعرفه “جيفشنى” بأنه عبارة عن إحدى الوظائف الإدارية التي يقوم بها المدير في المنظمة وينطوي على كل الانشطة التي صممت لتشجيع المرؤوسين على العمل بكفائه وفاعلية في كل من الفترة القصيرة والمدى الطويل كما ينظر للتوجيه على انه مهمة مستمرة لصنع القرارات وتسجيلها في أوامر وتعليمات سواء كانت هذه الأوامر او تلك التعليمات عامة او خاصة.

وظيفة التوجيه:-

– تشجيع المرؤوسين على العمل بكفائه وفاعلية.

– مهمة مستمرة لتنفيذ القرارات.

– تسجيل الأوامر والتعليمات بصورة محددة.

– الإشراف على العاملين خلال عمليات سير العمل.

– تحقيق السياسات العامة للمؤسسة.

– انجاز الأعمال في ضوء الأهداف التنظيمية.

– رفع مستوى الأداء التنظيمي والمهني للمؤسسة.

 

مبادئ التوجيه:-

1- مبدأ تجانس الأهداف: ويرتبط هذا المبدأ بالتوجيه وذلك عن طريق سياسات العمل الإداري والتنظيمي والمهني بالمنظمة ولاكن ينبغي أن يكون هناك نوع من التجانس بين الأهداف الفردية والجماعية والهدف العام للمنظمة.

 

2- مبدأ وحدة الأمر: يعتبر هذا المبدأ أحد الوظائف الأساسية الإدارية وخاصة عندما يقوم الأفراد أو أعضاء المنظمة بمناقشة قرارات أو تعليمات المنظمة أو الفئة الإدارية العليا ومحاولة تنفيذها والتي تصدر في صور متعددة من التعليمات أو الأوامر ولذا يجب أن توحد هذه الأوامر عن طريقة عملية التوجيه الذي تقوم به الإدارة.

 

أسس التوجيه الفعال:-

-يعتبر التوجيه بمثابة القلب في أعمال الإدارة لأنه هو الذي يحفز على العمل ويشمل التوجيه ضمن ما يشمل القيادة أو الملاحظة أو إعطاء الأمر أو الإرشاد. وأياً كان اللفظ الذي يطلق على هذه العملية فإن معناه أن يعمل شخص على تنفيذ الأوامر والقرارات والخطط والبرامج التي تم اتخاذها والواجبة التنفيذ للوصول إلى أهداف معينة عن طريق الغير.

ويتضح مما سبق أن التوجيه يقوم على عنصرين أساسيين هما الاتصال والقيادة ومن ثم يشمل التوجيه كل ما يستعمله المدير للتأثير على سلوك معاونيه أو مرؤوسيه خلال أعمالهم لحين إنجازها.

 

أسس ممارسة وظيفة التوجيه:-

– ضرورة تحديد الهدف.

– وحدة التوجيه ووحدة الأمر أساس لتجنب التعارض في الأوامر والتعليمات الصادرة للمرؤوسين كأفراد أو كمجموعات.

– ضرورة التعاون بين الرؤساء والمرؤوسين وبين الزملاء في نفس المستوى التنظيمي فالتعاون هو دعامة أي عمل جماعي ناجح.

– العدالة في المعاملة مع المرؤوسين وضرورة بناء واتخاذ القرارات المرتبطة بأي حالة من حالات التمييز في منح الثواب أو توقيع العقاب على أسس موضوعية.

– تنمية مفهوم الرقابة الذاتية كوسيلة لدعم الثقة بين الرئيس والمرؤوس من ناحية، وكذلك تنمية روح الولاء والإحساس بالمسؤولية من ناحية أخرى.

– توفر المعلومات الضرورية فلا يمكن أن تتم عملية التوجيه الا عن طريق توافر قاعدة معلوماتية شاملة حول طبيعة العمل وكيفية تطوير أداء العاملين على مختلف مستوياتهم وذلك من أجل تحسين الأداء الوظيفي والمهني للمنظمة ككل.

– المحافظة على النظام ومكافأة المجد بما يشعره بتقدير اجتهاده وحماسه في العمل.

تحفيز الافراد على الإنجاز لتحقيق ما يتوقعه المدير منهم من كفاءة في الإنجاز والوصل إلى هذه الكفاءة ما أمكن.

وباختصار فالتوجيه هو جعل الغير يعمل بكفاءة بعد الاعداد الذي اتمه المدير لإتقان الإنجاز.

 

أهمية التوجيه:-

يستمد التوجيه أهميته من كونه الوظيفة التي تعكس حسن أو سوء أداء العملية الإدارية ككل، فبعد أن يتم تحديد الأهداف وتوزيع الواجبات بوضع الفرد المناسب في المكان المناسب فلا بد من إعلام الأفراد وإرشادهم وتشجيعهم وقيادتهم نحو تحقيق الأهداف وهذه هي وظيفة التوجيه.

إذا تمت العملية الإدارية واكتملت بدقة فان مسؤولية التوجيه تصبح سهلة وميسرة وأما اذا اختلت هذه العملية في احدى مراحلها او لم تلقى العناية التي تستحثها فلابد وان ينعكس هذا الاختلال في وظيفة التوجيه.

ووظيفة التوجيه وإن كان يتعين اداؤها جميع مستويات الإدارة إلا أن أهميتها تتزايد في المستويات الدنيا حيث تكون العلاقة مباشرة بين الرئيس والمرؤوسين أفراد وجماعاتففي هذا المستوى يتم اتصال المدير بالمرؤوسين مرات متعددة.

بالإضافة إلى أن عملية التوجيه ليست سهلة فهي عملية ذات صعوبة كبيرة بالنظر إلى أن الانسان قوة مركبة من حاجات ودوافع وميول ورغبات لا يعرف عنها إلا القليل أضف إلى ذلك أن المنظمة تضم أفراد عاملين جاؤوا من بيئات وعادات وثقافات مختلفة وذلك ينعكس على سلوكهم وادائهم ولهذا يجب اختيار المدير المؤهل والناجح الذي يستطيع أن يقوم بمهمة التوجيه نظرا للأهمية البالغة لهذه الوظيفة داخل المنظمة لضمان استمراريتها.

 

 

أدوات التوجيه :-

1- الرقابة.

2- الدافعية.

3- الاتصال.

4- اتخاذ القرار.

 

ختاما نقول بأن عملية التوجيه في المنظمة تعتبر من أهم مقومات الوظائف الأخرى من تخطيط وتنظيم، فالمدير الناجح هو الذي يملك سلطة إصدار الأوامر الناجحة التي تضمن الاستمرارية وتحقيق الأرباح والوصول إلى الأهداف المرجوة.