بحكم التخصص، كثيراً ما يُطرح عليّ السؤال في المجالس، هل القهوة مضرة أم مفيدة للصحة ؟ 
ألاحظ دوماً أن المقام وأجواء الجلسة والتي طرح فيها التساؤل لا تتسع للإجابة الوافية. فقررت أن أعتصر الإجابة على السؤال الشهير و المكرور في السطور التالية.

الدراسات العلمية كثيرة ومستفيضة والتي تثبت العلاقة الإيجابية لشرب القهوة على الصحة. فشرب القهوة يقلل خطورة الإصابة: 
– بأمراض القلب، 
–  خطورة الإصابة  بالسكري، 
– خطورة الإصابة بالسمنة،  
– يقلل خطورة الإصابة بالأمراض العصبية، مثل مرض باركنسون.

في الجانب الآخر، هنالك دراسات بنفس الزخم تُقّر أن الفوائد السابقة كلها لا تنطبق على كل البشر فهنالك أثار سلبية لشرب القهوة على بعض البشر، والعامل الجيني الوراثي قد يكون هو المحدد والفصل. 

الكافيين هو المركب الذي تركز عليه الأبحاث العلمية عند دراسة تأثير شرب القهوة على البشر. تحدث عمليات الأيض للكافيين المتواجد في القهوة عن طريق إنزيم في الكبد، والمسؤول الأساسي عن فعالية هذا الأنزيم من عدمه هو الجين CYP1A2. 
٥٠٪ من البشر عندهم تباين في هذا الجين مما يبطئ أو يسرع عملية أيض الكافيين في الكبد. 

ففي حال أن عملية أيض الكافيين في الكبد بسبب هذا الجين فالنتيجة عند شرب القهوة تكون غالباً إيجابية على الصحة، أما إذا كنت ممن يتوفرون على سرعة في عمليات أيض الكافيين في الكبد فأنت معرض للإصابة بهشاشة العظام، اذا أدمنت القهوة. 
يتضح لك قارئي الكريم، أن ليست هنالك إجابة بنعم أو لا على التساؤل “هل القهوة مضرة أم مفيدة للصحة ؟”، لكن هنالك عوامل كثيرة مؤثرة: 
– العامل الجيني الوراثي
– النشاط البدني
– النشاط الأيضي
– ميكروبات الأمعاء.

تبقى علي أن أُلخص القول: إن الإعتدال في المأكل والمشرب هي قاعدة علم التغذية، وحسبنا تأملاً بقوله تعالى:( وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين). 
لعلنا الأن نعلم كفاية لنجيب، هل القهوة مضرة أم مفيدة للصحة ؟.