تقرير الجودة الصحية- إعداد: احمد جديبا

 

مقدمة:
لقد شهدت العقود الماضية تغيراً جذرياً في أنماط الأمراض وانتشارها بين أفراد المجتمع من الأمراض المعدية، إلى الأمراض المزمنة لاسيما الأمراض التي يعبر عنها بأمراض النمط المعيشي كأمراض الضغط والقلب والسكري
وكثير من هذه الأمراض إنما هي نتيجة لسلوك خاطئ ومن هنا فإن التثقيف الصحي هو حجر الزاوية للوقاية من هذه الإمراض بل هو أول مناشط تعزيز الصحة فمن خلاله يتم الارتقاء بالمعارف والمعلومات وبناء التوجهات وتغيير السلوكيات الصحية.

وخلال السنوات الأخيرة تم الارتقاء بمفاهيم التثقيف الصحي فأصبح علماً من علوم المعرفة يستخدم النظريات السلوكية والتربوية وأساليب الاتصال ووسائل التعليم ومبادئ الإعلام للارتقاء بالمستوى الصحي للفرد والمجتمع.

للتثقيف الصحي نظرة شرعية:
لقد اهتم الإسلام اهتماماً خاصاً بالتثقيف الصحي فكثير مما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهَّرة حول الصحة يندرج في إطار التثقيف الصحي ، وهذه النصوص الشرعية تشكل للمثقف الصحي أساساً شرعياً متيناً ينطلق من خلالها في أنشطة التثقيف الصحي ، فالتثقيف الصحي يكون أجدى وأكثر وقعاً في نفوس الناس عندما ننطلق فيه من منطلقات شرعية وتوجيهات دينية فالناس أكثر تقبُّلاً للإرشادات الصحية عندما يعلمون أنها جزء من تعاليم دينهم.

 

تعريف التثقيف الصحي:

تتعدد تعاريف التثقيف الصحي ونذكر منها ما يلي :
* عملية إعلامية هدفها حثُّ الناس على تبنّي نمط حياة وممارسات صحية سليمة.
* مساعدة الناس على تحسين سلوكهم بما يحفظ صحتهم.                           

* هو السعي المتواصل لتعزيز صحة الفرد والمجتمع, ومحاولة منع أو التقليل من حدوث الأمراض وذلك من خلال التأثير على المعتقدات, الاتجاهات, والسلوك فردياً ومجتمعياًَ.  

* هو عملية يتحقق عن طريقها رفع الوعي الصحي عن طريق تزويد الفرد بالمعلومات والخبرات بقصد التأثير في معرفته و ميوله و سلوكه من حيث صحته و صحة المجتمع الذي يعيش فيه.

ومن خلال التعاريف الماضية فيمكننا القول بأن التثقيف الصحي : هو مجمـوع الأنشطة الـهادفة إلى الارتقاء بالمعارف الصحية وبناء الاتجاهات وغرس السلوكيات الصحية للفرد والمجتمع.

 

مفاهيم في التثقيف الصحـــي:
 -التثقيف الصحـــي عملية متصلة ومستمرة وتراكمية فهي ليست عملية سهلة وبسيطة إذا أخذنا في الاعتبار أنه لا يهدف إلى إيصال المعرفة فقط ولكن إلى تغيير السلوك.
 -يمكن تشبيهه التثقيف الصحي بمثلث متساوي الأضلاع ضلع لاكتساب المعلومات ( المعرفة ) وضلع لغرس وتأصيل القيم المرتبطة بتلك المعلومة ( الاتجاه ) والضلع الأخير لتطبيق تلك المعلومات (السلوك).                                                             

– التثقيف الصحي هو أحد العناصر الأساسية للرعاية الصحية الأولية وهو يتخلل كل واحد من العناصر السبعة الأخرى ويهدف إلى دعم السلوكيات الصحية وتعزيزها.
 -التثقيف الصحي يسهل عملية التعلم وتغيير سلوك معين إلى سلوك صحي سليم.
 -التثقيف الصحي ينمي عند الناس الإحساس بالمسؤولية تجاه صحة مجتمعهم ويزيد من مشاركتهم بشكل فعال .

 

لماذا التثقيف الصحي ؟
الجميع يحتاج إلى التثقيف الصحي كباراً وصغارا ً, رجالاً ونساء , الأمي والمتعلــم لأنه يعمل على تحسين الوعي ورفع مستوى الاهتمام والإدراك لدى كافة شرائح بالمجتمع.
مواضيع المثقف الصحي:
ليس هناك حدود للمواضيع التي يمكن إن يتناولها المثقف الصحي، إذ يستطيع أن يتناول إي موضوع له علاقة بالصحة بشرط أن يتناسب هذا الموضوع مع حاجة الفرد أو المجموعة المستهدفة بالتثقيف الصحي.

متى يتم التثقيف الصحي؟
في إي وقت، ولكنه يكون أكثر فعالية إذا تم في وقت ملائم لظروف المستهدف للتثقيف الصحي واحتياجاته.
أين يتم التثقيف الصحي؟
في أي مكان.
المستهدف بالتثقيف الصحي : كل إنسان في حاجة للتثقيف الصحي.

من هو المثقف الصحي؟
إي إنسان لديه معلومات صحية صحيحة ونال حظاً من التدريب وقادر على إيصال المعلومة بما لديه من مهارات.

 

أهــداف التثقيف الصحي :
– نشر المفاهيم والمعارف الصحية السليمة في المجتمع.
 -تمكين الناس من تحديد مشاكلهم الصحية واحتياجاتهم.
– مساعدة الناس في حل مشاكلهم الصحية باستخدام إمكاناتهم.
– بناء الاتجاهات الصحية السوية.
 -ترسيخ السلوك الصحي السليم وتغير الخاطئ إلى سلوك صحي صحيح.
الهدف النهائي للتثقيف الصحي هو:
 -تحسين الصحة على مستوى الفرد والمجتمع .
– خفض حدوث الأمراض.
– خفض الإعاقات والوفيات.
– تحسين نوعية الحياة للفرد والمجتمع