تعتبر الرعاية الصحية اليوم متعددة الاجراءات وتتطور بشكل سريع ومن فتره الى اخرى يقدم خبراء الرعاية الصحية اجراء حديث لتحسين مستوى الرعاية الصحية من خلال الدراسات والابحاث الدورية والتي تركز على جوانب معينة وهي التشخيص والعلاج وعلى الرغم من هذا التطور الى ان سلامة المرضى تهدد بالأخطاء المرتبطة بالرعاية الصحية والذي يؤثر سلبا على مقدمي الرعاية الصحية ومستفيدي تلك الرعاية فالمؤسسات الصحية تتعرض الى خسائر مالية بسبب علاج المضاعفات الناتجة من الاخطاء الطبية بينما  مستفيدي تلك الرعاية يخسرون حياتهم وصحتهم اضافة الى الألم الذي يشعرون به. ولأهمية سلامة المرضى وحمايتهم من أخطاء الرعاية الصحية تحركت عدد من المؤسسات والمنظمات التي تعنى بسلامة المرضى وعملت دراسات وتقارير وكان من ابرز هذه التقارير هو التقرير الصادر من معهد الطب في الولايات المتحدة الامريكية في عام 1999م وفيما يتعلق بالانشطة كانت الحملة التي نظمتها منظمة الصحة العالمية في عام 2005م تحت شعار العالم يتحالف لسلامة المرضى  هي ابرز الانشطة على مستوى العالم. وهنالك اجراءات مبذوله لتحسين سلامة المرضى مثل برامج اعتماد المنشات الصحية حيث ان جزء من معاييرمؤسسات الأعتماد تشترط وجود وثائق وسياسات واجراءات تعمل على تقديم رعاية صحية امنة. ومع اهمية كل مايقدم في هذا الجانب الى ان لتقنية المعلومات دور كبير وفعال لتعزيز سلامة المرضى وحمايتهم من أخطاء الرعاية الصحية حيث تعرف تقنية المعلومات بانها أستخدام الكبيوتر لحفظ واسترجاع ونقل المعلومات وظهر هذا الاسم في عام 1958 م حيث اقترح احد الباحثين والذي تم نشر بحثه في مجلة هارفارد للأعمال بأن يكون اسم التكنلوجيا الجديده بأسم تقنية المعلومات ولمعرفة بدابة استخدامات الكمبيوتر في مجال الرعاية الصحية فان التاريخ يشير الى العام 1950 حيث كانت بداية تطبيقات مايعرف اليوم بالمعلوماتيه الصحية وهي استخدام تقنية المعلومات في مجال الرعاية الصحية التي اسهمت بشكل كبير في تحسين الرعاية الصحية والأرتقاء بمظاهر تطبيقات سلامة المرضى وذلك من خلال استخدام تقنيات مختلفة مثل استخدام نظام قاريء البيانات (BarCode System) ونظام دعم القرار(Decision Support System) وكل واحد من هذه الانطمة له مهام مختلفه سيتم التطرق لها في هذا الموضوع:

نظام قاريء البيانات (BarCode System):

تم إدخال هذا النظام لأول مره في مجال الرعاية الصحية في نهاية العام 1970 في الولايات المتحدة الأمريكية وكان استخدامه محدود جدا وفي عام 1983 تم التوسع في استخادهه وشمل فقط استخدامه في عينات المختبر وبعد التقرير الصادر من معهد الطب في عام 1999م والذي اوصى بعدة توصيات للحد من مهددات سلامة المرضى تم البداء في تطبيق هذا النوع من التكنلوجيا في عدد كبير من المستشفيات في الولايات المتحدة الامريكية حيث ان هذا النظام قلل وبشكل ملحوظ من أخطاء الرعاية الصحية والمرتبطه بالتعرف على المرضى، الأدوية، عينات الدم او السوائل فأن عدم التعرف على المرضى بالطريقه الصحيحة يعتبر مهدد لسلامة المرضى وهو احد اسباب الأخطاء الجسيمة حيث ان عدم التعرف على المريض الصحيح يؤدي إلى اجراء عمليات جراحية الى مرضى اخرين لايحتاجونها أو الأخطاء الدوائية او خطاء نقل الدم فهذا النظام يتكون من جهاز يسميء بالماسح الضوئي وهو جهاز يقراء بيانات على شكل خطوط حيث ان هذه الخطوط  موجودة في اسوارة المريض عند تنويمه في المستشفى وموجوده ايضا على علبة الأدوية وعلى حافظات عينات الدم والسوائل وعلى اكياس الدم ويرتبط هذا الجهاز لاسلكيا بنظام المعلومات في المستشفى والذي يحتوي على ملف المريض الالكتروني فمثلا في حالة اجراءات اعطاء الادوية يتم تمرير الجهاز على اسوارة المريض ليتعرف النظام على المريض وبعد ذلك يتم تمريره على علبة الدواء المراد اعطائه للمريض ففي حالة ان هذا الدواء خاطيء لأنه غير موصوف للمريض أو ان وقت أعطاء الدواء غير مناسب أو الجرعة غير صحيحه فأن الجهاز يعطيء اشارة تحذيرية لتنبيه الممرضه بالتوقف والتاكد من اسباب الخطاء ويحدث ذلك ايضا اثناء اجرءات نقل الدم حيث ينبه الممرضة بالتوقف في حالة اكتشاف بأن الدم ليس موصوفا للمريض ويتم استخدام هذا النظام بعد ان يتم وضع الدم في الحافظات (الانابيب) الخاصة بتحاليل الدم حيث يتم تمرير الجهاز على تلك الحافظات حيث تحتوي على البيانات على شكل خطوط  ومن خلال هذى الأجراء يتم تسجيلها في ملف المريض اللاكتروني وبعد ذلك ترسل للمختيروهذا يضمن عدم حدوث اخطاء في تسليم العينات ايضا ومن خلال هذا النظام يتم معرفة مرتكبي الأخطاء فقبل القيام بأي اجراء يقوم الموظف بتمرير الجهاز على بطاقته والتي تحتوي ايضا على تلك الخطوط  ليتعرف عليه ويسجل الأجراء بأسمه.

نظام دعم القرار (Decision Support System):

هذا النظام بدا استخدامه بشكل محدود بعد استخدام الكمبيوتر في مجال الرعاية الصحية في عام 1950م وبدا يتوسع اكثر في عام 1970م في الولايات المتحدة الأمريكية حيث يساعد الفريق الصحي في عدة جوانب منها في حالة وصف الأدوية او الغذاء ففي بعض الاحيان قد يرتكب الأطباء أخطاء بسبب وصف أدوية تتفاعل كيمائيا مع أدوية  أخرى أو قد تتعارض هدة الأدوية مع حالة المريض الصحية وهذا بدوره ربما يؤدي الى احداث جسيمة تؤدي الى الوفاة وباستخدام هدا النظام يتم تلافي تلك الأخطاء حيث يتعامل هذا النظام مع ملف المريض الالكتروني ففي حالة وصف دواء يتعارض مع أدوية موصوفة مسبقا ومازال يستخدمها المريض يعطي هذا النظام اشارة تحذيرية من خلال نافذه تظهر على شاشة الكمبيوتر موضحا فيها اسباب الخطاء والحلول التي يجب اتباعها لتفادي حدوث ذلك الخطاء من خلال عرض أدوية بديله ويعطي هذا النظام نفس الأشارة في حالة وصف الطبيب أدوية تتعارض مع حالة المريض الصحية مثل وجود حساسية لذلك الدواء او وجود قرحة معدية ايضا ولهذا النظام مميزات أخرى مثل تجنب ألأخطاء بسبب عدم وضوح الكتابة اليدوية في ملف المريض الورقي أو الوصفة الطبية. ايضا يساعد هذا النظام العاملين في البحث عن معلومة متعلقة بالأدوية فمستخدم هذا النظام يستطيع الحصول على معلومات عن دواء معين فبكتابة اسم الدواء أو بتمرير جهاز قاريء البيانات على علبة الدواء تظهر على شاشة الكبيوتر معلومات كاملة عن الدواء.

التكلفة المالية:

قد يرى البعض ان استخدام هذة التكنلوجيا في المنشأت الصحية مكلف ماليا وهذا فعلا صحيح ولكن لو نظرنا إلى الخسائر المالية بسبب الأخطاء الطبية لوجدنا ان تكلفة هذة االأخطاء اكثر من تكلفة التكنلوجيا وهذا اكدته عدة منظمات تعنى بسلامة المرضى من خلال دراسات اجرتها لمعرفة تاثير استخدام تقنية المعلومات على ميزانيات المنشأت الصحية ومع نتائج هذه الدراسات فانه قد حان الوقت للاستفادة من خدمات تقنية المعلومات في مجال الرعاية الصحية للحد من ألأخطاء الطبية وتوفير الموارد المالية والأهم من ذلك اللالم الذي يشعر به المريض بسبب تلك الاخطاء حيث ان هذا الالم لا يمكن قياسه.

 

سلطان المطيري

باحث ومدرب في سلامة المرضى