عيادات أمراض الشيخوخة وكبار السن _ إعداد أ/عبدالرحمن المزروع 

 

المسنِّين فئة عُمريَّة حسَّاسة تحتاج بشكل عام إلى الرعاية والاهتمام، والتركيز بشكل خاص على حالتهم الصحية، والأمراض التي قد تصيبهم وطرق الوقاية منها والأدوية المستخدمة، وفي معظم المجتمعات خصوصا الإسلامية لايزال ولله الحمد لكبار السن معاملة خاصة من توقير واحترام، فهم صانعوا نجاحات الأمس ونتائج الحاضر ويستحقون كل تقدير، فمن أفنى عمره في خدمة دينه ووطنه ومجتمعه يستحق أن يشعر بأن هذا المجتمع يبادله الوفاء، خصوصا بعد التقدم في العمر وظهور بعض الأعراض والاضطرابات التي تصيبهم بعد مشيئة الله.

 

 

أهم الأمراض التي قد تصيب المسنين:

 

1-السكر والقدم السكري: وهو أحد الأمراض الشائعة بين كبار السن، وقد يسبب فقدانا جزئيا للإحساس وخصوصا في الأطراف، مما يجعل المسن عرضة للإصابة بالقدم السكري، وقد تصل مضاعفاته إلى البتر لا قدر الله.

 

2- أمراض الأسنان واللثة: يصاب معظم كبار السن بالتهابات اللثة ونزفها، وبتخلخل الأسنان وتساقطها، والتعرض لالتهاب تجويف الفم، وعدم تطابق الأسنان، والعض على اللسان أثناء الكلام أو النوم.

 

3-ضعف السمع: على مدار السنوات تتأثر الأذن بالعديد من العوامل، ما يؤدي إلى الإصابة بالتهابات الأذن الوسطى، وقناة استاكيوس، الأمر الذي يؤدي إلى مشكلات بالسمع، قد تتفاقم إلى الإصابة بالصمم.

 

4-ضعف البصر: يعاني بعض كبار السن من الماء الأزرق، والماء الأبيض، ويتعرض نظرهم لضعف، وعدم وضوح في الرؤية، وقد يصابون بضعف عضلات العين، وارتخاء الجفن العلوي للعين، وقد يصاب البعض من كبار السن بتغير في لون القزحية فتصبح رمادية اللون.

 

5-أمراض القلب: تعتبر الأمراض القلبية وخصوصا احتشاء عضلة القلب السبب الأول في وفاة كبار السن بعد مشيئة الله، ويعاني بعض كبار السن من أمراض القلب والأوعية الدموية، مثل قصور القلب، وانسداد الشريان التاجي، وارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية بالدم.

 

6- مشكلة الخرف: والتي تُقسّم إلى مرض الزهايمر أو إلى مشكلة في شرايين الرأس أو المنطقة الأمامية من الدماغ، ولابدّ من الإشارة إلى أن مشاكل الخرف لا تتعلق بالذاكرة وحدها، وإنما هي أيضا نقص في القدرات العقلية التي تشمل النسيان والقدرة على التحليل وحس التوجه في الزمان والمكان والتفكير.

 

7- المشاكل النفسية: والتي قد لا يلاحظها حتى الطبيب عند المسنّ، وهي غالبا ما تكون اكتئابا أو قلقا، فالاكتئاب يتمثل بالخوف من الوحدة والمستقبل والموت، بينما يتمثل القلق بأمراض نفسية جسدية، وتبرز مشكلة الأرق عند المتقدمين في السن التي يكون باطنها قلقا فلا يتمكنون من النوم، أو اكتئابا، فيستيقظون باكرا يوميا.

 

8- خسارة الوزن والضعف: يعاني المسنّ من خسارة وزن وضعف، لعدة أسباب صحية، جسدية وحتى نفسية، مما ينعكس عليه سلبا، فيفقد القدرة على المشي باستقلالية، كما يتعرّض للسقوط ولمضاعفات أخرى جراء قلة المشي وهشاشة العظام.

 

9- سلس البول: يواجه المسنّ مشاكل سلس البول، خاصة النساء منهم، مما يؤثر على المسن نفسيا وصحيا.

 

 

 

كبار السن وعلاجهم في المملكة العربية السعودية:

بالنظر إلى الأمراض التي قد تصيب المسنين، فإنه عند زيارة المسن للمرفق الطبي فإنه غالبا يضطر إلى زيارة أكثر من عيادة متخصصة، أو قد يضطر إلى زيارة مرفق طبي آخر لعدم وجود تخصص معين، لذلك قد يواجه المسن صعوبة في التنقل أو قد يضطر للحضور باكرا أو الانتظار طويلا أو يحتاج لعمل المزيد من التحاليل والأشعة أو تكرارها، علاوة على إعادة وصف الشكوى مرة تلو أخرى للطبيب المعالج، ومع التقدم والتحسن ولله الحمد في الخدمات الصحية في المملكة العربية السعودية، إلا أن تخصص علاج الشيخوخة وكبار السن لا يزال أقل من المأمول، حيث يتوفر بشكل محدود جدا في بعض القطاعات والمرافق، وبحسب موقع الهيئة العامة للإحصاء فإن عدد من تجاوزوا الستين عاما من المواطنين يقارب المليون ونصف من كلا الجنسين، أي ما يعادل 7% من المواطنين حاليا، والرقم مرشح للزيادة، علاوة على عدد المسنين من المقيمين، ومن المتعارف عليه لدى الممارس الصحي أن التعامل مع المريض كبير السن يأخذ من الوقت أضعاف الوقت الذي يقضيه الممارس الصحي مع مريض آخر من فئة عمرية أخرى، ويعود ذلك لحالة كبار السن النفسية والعضوية، لذلك فإن المأمول من وزارة الصحة والقطاعات الصحية الأخرى الاستعداد باكرا والمبادرة بتخصيص عيادات لأمراض الشيخوخة وكبار السن والتوسع فيها، بحيث تكون:

1- المرجع الأول والأساسي للمسنين عند مراجعة المرفق الطبي.

2-أن تكون مجهزة بطاقم متخصص للكشف عن الأمراض التي قد تصيب المسنين وطرق الوقاية منها والعلاج الأمثل لها.

3- أن يكون من مهامها القيام بزيارات منزلية للمسنين.

4- أن يطلق على العيادة والفريق مسمى يليق بمرحلتهم العمرية بدون التأثير على مشاعرهم كمسمى “تقدير أو إحسان” أو ما شابه.

 

 

فمن خلال هذه العيادة وهذا الفريق، يتم الكشف الأولي على المسن وتحويله لتخصص أدق عند الحاجة، مع الاستمرار على تقديم الرعاية والمشورة الطبية لهم لكونهم الفئة العمرية الأكثر حاجة للرعاية الصحية والأكثر حاجة للاهتمام بالوصفات الطبية التي تقدم لهم لمتابعة استخدامها ولتجنب أي تعارض بينها، كما أن ذلك سوف يخفف المعاناة التي تواجههم وذويهم كالتنقل من مرفق لآخر أو عيادة لأخرى أو طول فترة الانتظار في حال وجود عدد كبير من المرضى، كما يساعد ذلك على حصر احتياجاتهم والأمراض الشائعة لديهم مما يساهم في تقدم وتطور الخدمات العلاجية والوقائية المقدمة لهم، وسوف ينعكس ذلك إيجابيا على المرافق الطبية والمجتمع عموما وعلى صحة المريض المسن نفسيا وعضويا بشكل خاص، علاوة على أن الاهتمام بالمسنين واجب ديني ،وطني ،أخلاقي ومهني تجاه هذه الفئة العمرية العزيزة علينا جميعا والتي تستحق منا كل الوفاء.

 

 

 

المصادر: 

المصدر الاول

المصدر الثاني

المصدر الثالث