كثيراً ما يُحذرنا الأطباء بأن نقص فيتامين د يعرضك للمتاعب والأمراض،

لكن يندر أننا حُذّرنا بأن زيادة فيتامين د قد تكون أخطرعلى الصحة من نقصانه.

 

هذا ما سأحاول جاهداً أن أكشفة لك عزيزي القارئي بالإعتماد على نتائج الابحاث الحديثة.

بالتأكيد فيتامين د مهم للصحة بل أن كل خلية يحيط بها مستقبلات فيتامين د والتي بدورها تؤثر على أكثر من ٢٠٠ جين في الجسم.

لا يخفى على دارس أن فيتامين د يعزز امتصاص الكالسيوم في الأمعاء ممايحافظ على 

مستوى متوازن من الكالسيوم والفوسفات في الدم وبتالي يقلل من خطورة الإصابة

بهشاشة العظام و كساح الاطفال ويعزز عمل الجهاز المناعي.

مما سبق يتضح أن فيتامين د متداخل في كثير من الوظائف العصبية والعضلية لذلك نقصة يعتبر أمر شائع و مقلق طبياً.

أثبتت الدراسات أن نقص فيتامين د يقود إلى الأمراض التالية:

-ارتفاع خطورة الإصابة بالنوبات القلبية

-ارتفاع خطورة الإصابة بالسرطان

-ارتفاع خطورة الإصابة بالسكري

-ارتفاع خطورة الإصابة بالربو

-فقدان الشهية وخسارة الوزن

-ارتفاع خطورة الاصابة بحصوات الكلى

-انخفاض كثافة العظم

 

حياتنا في القرن الخامس عشر الهجري في ظل المشاغل اليومية ونمط الحياة السّريع، 

بدت الحياة وكأنها لا تتسع لدقائق معدودةنُحّتمها في الجدول اليومي لتّعرض لأشعة 

الشمس.

 

فإذا كان نقص فيتامين د يصل إلى ٧٠٪‏ في وسط الشعب الأمريكي، وذلك حسب دراسة 

المؤسسة الدولية لهشاشة العظام؛ اتسأل كمهي النسبة في عالمنا العربي؟ 

 

في ظل هذه المخاوف لنقص فيتامين د أكاد أجزم أنك لن تجد عائلة

إلا و أُوصيّ فرد أو فردين بتناول أقراص فيتامين د “٥٠٠٠-١٠٠٠٠وحدة دولية”.

 

الجدير بالذكر والذي يجب أن يُعتبر من قبل من يصفون لمرضاهم فيتامين د أن يكونوا 

على دراية تامة بما أُثبت في أبحاث حديثة أن”زيادة فيتامين د في الدم لا تقل خطورة عن 

نقصة”. 

 

في دراسة أجراها المعهد الطبي في ٢٠١١ حُدد الحد الأمثل لفيتامين د في الدم

وهو ٢٠-٥٠ ng/ml وللوصول لهذا الحد التعرض لأشعة الشمس بشكل دوري كافي للوصول للتركيز المثالي.

 

هنالك أربعة عوامل تجعل سمية أقراص فيتامين د “٥٠٠٠-١٠٠٠٠” وحدة دولية

 تظهر على البعض دون الآخر:

-الكمية الكافية من فيتامين أ، ك قد تحمي من سمية ٥٠٠٠ وحدة دولية من فيتامين د.

-الكمية الكافية من البوتاسيوم والمغانيسيوم في الدم قد تؤجل أعراض سمية فيتامين د.

-خطوط الطول والعرض التي يعيش فيها المجتمع

-العامل الجيني

 

ماهي الكيفية التي يصنع بها الجسم فيتامين د عندما يتعرض الجلد لأشعة الشمس؟

عند التعرض لأشعة الشمس فيتامين د يولد مركب ٧ديهايدروكوليسترول وينتقل هذا 

المركب من الجلد الى الدم ومن ثم الى الكبد وفي الكبد تضاف مجموعة الهيدروكسيل 

الاولى للمركب ويفرز الى الدم وتضاف مجموعة الهيدروكسل الثانية الى المركب في 

الكلى وهذا المركب هو الشكل الفعال لفيتامين د.

 

لماذا أشرح هذي العملية المعقدة، لأقول لك قارئي العزيز أن معظم معامل الأبحاث

التي تحدد مستوى فيتامين د تقيس الشكل  المبدئي الغير فعال لفيتامين د الناتج

من الكبد وتتجاهل الشكل الفعال الناتج من الكلى.

 

“إذا هنالك خلل نسبي لتحديد مستوى فيتامين د في الدم” 

 

نقطة أخرى لاتقل أهمية عن سابقتها، مستوى الشكل الفعال لفيتامين د لا يعكس المتناول 

اليومي لفيتامين د لأن اضافة مركبالهيدروكسيل والتي تتم في الكلى تعتمد على هرمون 

الغدة الدرقية. 

هرمون الغدة الدرقية ينشط في الدم عندما ينخفض مستوى الكالسيوم والنتيجة رفع كفاءة 

امتصاص الكالسيوم من الامعاء وتحلل الكالسيوم من العظام حتى يتوازن مستوى

 الكالسيوم في الدم. لذلك ارتفاع هرمون الغدة جارالدرقية قد يزيد من تحلل العظام لوزن الكالسيوم في الدم

والنتيجة انخفاض كثافة العظم ومن ثم هشاشة عظام. 

 

من خلال عملية الأيض يتضح أننا لا نستطيع أن نحكم على مستوى فيتامين د في الدم

إلا من خلال معرفة مستوى هرمون الغدة الدرقية والكالسيوم.

فقد يكون الخلل ليس في مستوى فيتامين د في الدم وانما في مستوى هرمون الغدة الدرقية

وتناول أقراص فيتامين د لن تجدي نفعاً بل ستأتي بنتائج عكسية؛ 

فهل كشف طبيبك على مستوى هرمون الغدة الدرقية، الكالسيوم؛ قبل التسرع بكتابة غير

 مقروءة على الوصفة الطبية 

“يصرف للمريض فيتامين د”؟!