تؤدي المنظمات الصحية ومراكز الأبحاث دورها في بيئة متغيرة وتنافسية. وقد أصبح بناء القدرات البحثية جانبا هاما في الساحة الصحية على مستويات متعددة، نظرا لتأثيره على تحسين صحة السكان والثروة اللازمة للتنمية المستدامة. وقد أظهرت العديد من الدراسات أن الجانب المالي، حماية حقوق الملكية الفكرية، قدرة الحكومة على تعبئة الموارد، وجودة المؤسسات البحثية، هي الأسباب الرئيسية لارتفاع الاستثمار في البحوث.

يعتبر الدعم المالي والحكومي للبحوث في المملكة العربية السعودية مرتفعا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال السنوات العشر الماضية، من المهم أن تركز المؤسسات البحثية جهودها على تحسين إنتاجية البحث من حيث النوعية والكمية. وفي ضوء القدرات البحثية، ينبغي للمؤسسات البحثية في المملكة العربية السعودية أن تبدأ برامج للأبحاث، التعلم البحثي ودراسة عائد الأبحاث على الاستثمار. مع الأخذ بعين الاعتبار، العوامل التي قد تؤثر على الباحثين والمهتمين بهذا المجال، لضمان الاستمرارية والتشجيع والحفاظ على موقف إيجابي. والسؤال الحاسم الذي يمكن طرحه هو كيف نقيس جودة البحث العلمي؟ وكمثال على ذلك، فإن العدد الكبير من المنشورات مثل المواد والمؤتمرات والكتب وما إلى ذلك، هو مؤشر معترف به على الإنتاجية البحثية نجاح تطور المعرفة. ومع ذلك، يمكن تعريف ممارسة التقييم البحثي على أنه نشاط يتم فيه التحقيق في جوانب معينة مثل نوعية البحث وأهميته. ونظرا لعدم وجود إجابة صحيحة عن السؤال السابق، فيما يتعلق بالمعايير التي تستخدم لقياس مخرجات الأبحاث أو أداء الباحثين ، هناك حاجة إلى تدابير ملموسة أو كمية لتقييم أغلبية واسعة من الأبحاث بشكل منهجي وعلمي. تختلف التدابير الكمية عن طريقة استعراض النظراء أو تقييم الأقران الذي تقدم فيه معلومات استعراض النظراء من قبل خبراء متعددين من خلال معايير تقييم نوعية متعددة. على الرغم من أن استعراض النظراء لتقييم البحوث متبعه للأغراض التعليمية، ومع ذلك فإنه لا يزال يستخدم في العديد من المجلات والأبحاث وتقييم المشاريع.

وبناء على ذلك، يمكن استخدام طريقة القياس المعياري (Benchmark) في المقاييس الكمية لزيادة الكفاءة في تقييم الأبحاث. القياس المعياري هو أكثر المقاربات المعروفة على نطاق واسع لتقييم الأداء أو مستوى الجودة بمقارنة العديد من الأبحاث بمجموعة من المعايير التي يتوقع أن تتوفر في البحث أو المقارنة بأعلى الأبحاث من حيث الجودة. مع الأخذ في الاعتبار، يمكن لنهج القياس المعياري أن يكون بدون معنى إذا تم استخدام معايير غير صالحة. وعلاوة على ذلك، فإن أهمية وأثر الأبحاث في سياق معين من المنظمة تمكن من تغذية هذه القياسات للقيام بالتحسين المستمر.هناك حاجة لنظام آلي لقياس ومقارنة جودة البحث العلمي في المملكة العربية السعودية وبناء عليه تتم عملية التقييم باستخدام المعايير الكمية ونهج القياس آليا. من هذا المنطلق، يمكن استخدام هذا النظام على مستويات أوسع، لدعم مؤسسات البحث أو منظمات البحث والتطوير في التقييم الذاتي على مستوى علماء أبحاث الانتماء، وتطوير مجموعة كبيرة من بيانات علماء البحوث المطلوبة لبرامج ومبادرات البحوث. وفي الواقع، ستوفر هذه المنهجية مجموعة كبيرة من البيانات المتعلقة بالأبحاث، والتي يمكن استخدامها كمرجع لبرامج ومبادرات البحث العلمي.

تهاني عبدالرحمن داغستاني