يحل علينا رمضان هذا العام ونحن محاطون بأحباب أو معارف مصابون بأمراض مزمنة كالسكري أو ضغط الدم أو قد يكون من يقرأ هذا المقال مصاب بأحد هذه الأمراض نسأل الله للجميع الشفاء العاجل منها وهنا تبدأ المشكلة الكبرى التي يواجهها كل مريض بالأمراض المزمنة ألا وهي كيف يتم التعامل مع مرضه أثناء صيامه لرمضان
ولكي نكون صريحين مع انفسنا، البعض لن يسأل هذا السؤال إما تجاهلاً أو خوفهم من طرح هذه الاسئلة على المختصين،
أما البعض الاخر فهو مدرك تماماً أن سؤاله عن التعامل الصحيح مع مرضه اثناء الصيام سيجنبه مضاعفات كثيرة، وخاصة كيف يتعامل مع غذائه وهو جزء مهم جداً ولايقبل التهاون والتجاهل فيه، وهو حجر اساس لقدرة اي مريض على الصيام وهو بصحة وقادر على اتمام طاعاته في هذا الشهر الفضيل،
وبما اننا تطرقنا للتغذية في رمضان للمرضى بالامراض المزمنة فلكل مرض نظام غذائي خاص به وارشادات للتعامل مع تغذيته، وذلك إما بشكل عام أو بشكل خاص فلكل مريض احتياجاته الغذائية المختلفة عن غيره، ومن يناسبه نظام غذائي معين قد لايناسب غيره ولو كان مصاب بنفس المرض، وذلك بسبب الاختلافات في عدة امور، منها النشاط، وتطور المرض، والعمر، وغيرها من العوامل التي تؤثر على تخطيط نظام غذائي لشخص عادي، فما بالك بشخص مريض يحتاج الى عناية خاصة عند تخطيط نظام غذائي خاص به، وفي مدة محددة مابين الافطار الى السحور ليحافظ على صحته بدون ان تحدث له اي مضاعفات عند الصيام، والامثلة على اهمية دور التغذية لصيام صحي للمرضى كثيرة، ومنها اهمية تناول الأغذية عالية البوتاسيوم لمرضى ضغط الدم عند وجبة السحور، والابتعاد عن الاغذية المعلبة والغنية بالصوديوم حتى لايتسبب في ارتفاع ضغط الدم لهم، وكذلك الحال مع مرضى السكري واهمية التحكم بمستوى سكر الدم اثناء الصيام، وعدم تجاوز المعدل الطبيعي اما بالهبوط، او الارتفاع الشديد
ولذلك من الاهمية مراجعة مرضى الامراض المزمنة الذين قرروا الصيام لأخصائي التغذية المسئول عن متابعتهم وارشادهم للطريق الصحيح والذي يضمن لهم صحة اكثر في شهر الطاعات وبالتالي لايؤثر على نشاطاتهم الدينية والدنيوية في موسم الخير واسأل الله ان يتقبل منا الصيام والقيام، وأن نكون ممن يعتقون من النار في هذا الشهر الفضيل