تمهيد

 

في ظل تنافسية مؤسسات العمل على تقديم خدمات مميزة بإختلاف تخصصاتها، و تزامناً مع التسارع التقني المخيف في أنظمة العمل ، و التسابق المحموم على استقطاب أكبر عدد من الزبائن لتحقيق معدلات ربحية غير مسبوقة.. ظهرت أهمية الموارد البشرية لتحقيق أهداف المؤسسة، و دورها الذي تلعبه  في توفير بيئات عمل مميزة لتقديم خدمات مميزة.

 

        تعتبر الموارد البشرية ممثلة في العاملين بالمؤسسة من مختلف الفئات والمستويات والتخصصات هي الدعامة الحقيقية التي تستند إليها المؤسسة الحديثة. فالعاملين هم الأداة الحقيقية لتحقيق أهداف الإدارة، فهم مصدر الفكر والتطوير، وهم القادرون على تشغيل وتوظيف باقي الموارد المادية المتاحة للمؤسسة. كما تساهم الموارد البشرية مساهمة فعالة في تحقيق أهداف المؤسسة إذا توفرت الظروف الإيجابية التي تدفع الإنسان إلى العمل والعطاء.(1)

 

حدد الباحثون المداخل الفكرية لإستراتيجيات الموارد البشرية بمدخلين أساسيين هما: مدخل التطوير البشري  Human Development Approach ، و المدخل الاستراتيجي Strategic Approach. وسنركز في ورقتنا هذه على المدخل الفكري الأول المتعلق بالتطوير البشري  والذي يتناول مجموعة من التطبيقات الهادفة إلى التطوير المستمر للمهارات والمعارف، وذلك من خلال المشاركة ، والتدريب والاتصالات التي تخلق العاملين المبدعين المرنين والملتزمين. و علّل مؤيدي هذا المدخل أفضليته على غيره لصلاحيته لتنافسية المنظمة مع غيرها في ظل البيئة المتغيرة بإستمرار..(2)

 

يتلخص المنطق الأساسي لإدارة الموارد البشرية الجديدة في ضرورة احترام الإنسان واستثمار قدراته وطاقاته بتوظيفها في مجالات العمل الأنسب له، واعتباره شريك في العمل وليس مجرد أجير. وفي ذلك فإن مفاهيم إدارة الموارد البشرية الجديدة تختلف جذرياً عن مفاهيم إدارة الأفراد أو إدارة الموارد البشرية التقليدية على النحو التالي: (1)

 

إدارة الموارد البشرية التقليدية إدارة الموارد البشرية الجديدة
¾       اهتمت بالبناء المادي للإنسان وقواه العضلية وقدراته الجسمانية، ومن ثم ركزت على الأداء الآلي للمهام التي يكلف بها دون أن يكون له دور في التفكير واتخاذ القرارات. ¾       تهتم بعقل الإنسان وقدراته الذهنية وإمكانياته في التفكير والابتكار والمشاركة في حل المشاكل وتحمل المسئوليات.
¾       ركزت على الجوانب المادية في العمل، واهتمت بقضايا الأجور والحوافز المالية، وتحسين البيئة المادية للعمل. ¾       تهتم بمحتوى العمل والبحث عما يشحذ القدرات الذهنية للفرد، ولذا تهتم بالحوافز المعنوية وتمكين الإنسان ومنحه الصلاحيات للمشاركة في تحمل المسئوليات.
¾       اتخذت التنمية البشرية في الأساس شكل التدريب المهني الذي يركز على إكساب الفرد مهارات ميكانيكية يستخدمها في أداء العمل دون السعي لتنمية المهارات الفكرية أو استثمارها. ¾       التنمية البشرية أساساً هي تنمية إبداعية وإطلاق لطاقات التفكير والابتكار عند الإنسان، وتنمية العمل الجماعي وشحذ روح الفريق.

 

إن خلق بيئة عمل صحية وجذابة من شأنها توفير إحساس المرح والسعادة والراحة للموظفين، ورغبتهم الشغوفة في المجيء للمؤسسة والعمل بجد وإخلاص وتسخير كل كفاءاتهم وخبراتهم للرقي بالمؤسسة لتحقيق أهدافها ورسالتها بأكمل وجه. فيما يلي نستعرض لكم التقنية اليابانية لتنظيم بيئة العمل لجعلها بيئة صحية ونظيفة وسعيدة….   

 

تنظيم بيئة العمل بخمس خطوات 5S

 

        هي فلسفة الاعتناء بمكان العمل بتنظيمه وتنظيفه. وهي تتكون من خمس خطوات أساسية وكل خطوة تسمى باليابانية بكلمة تبدأ بحرف S ومن هنا جاء مُسمى 5S. وقد اشتهرت هذه الفلسفة عالميا بهذا الاسم حتى أنه تم ترجمة هذه الكلمات اليابانية الخمس إلى كلمات إنجليزية تبدأ بحرف S لكي تكون التسمية سارية. أو خمسة ت بالعربية وهي: (تصنيف، تنظيم، تنظيف، تنميط، تثبيت.)

 

تتكون خمسة ت من خمسة عناصر هي:

  1. تصنيف Sorting : الاعتناء بمكان العمل يبدأ بتصنيف كل ما فيه. ومكان العمل أو بيئة العمل هو الورشة أو المكتب أو المصنع أو المستشفى أو أي مكان للعمل وكل مكان فيه. فهو يشمل مكان التصنيع والمكاتب الإدارية وأماكن تناول الطعام والممرات والورش والمخازن وساحات التخزين. التصنيف هنا يعني تقسيم الأشياء إلى أشياء لازمة للعمل في الوقت الحالي وأشياء غير لازمة ، فنتخلص من الأشياء غير اللازمة ونحتفظ بتلك اللازمة و هي كل الأشياء التي نستخدمها في العمل مثل: الأدوات، الملفات، الخامات، المخلفات، الأوراق، المعدات وغيرها.
  2. تنظيم Set in Order : بعد ذلك تأتي عملية التنظيم والتي تهدف لحفظ الأشياء التي تم الاحتفاظ بها بطريقة منظمة تساعد على أداء العمل بكفاءة. وهناك نوعان من الأشياء التي نحتفظ بها فنوع نحتاج له بشكل يومي ونوع نحتاجه من آن لآخر. فنضع ما لا نحتاجه بصفة مستمرة في مكان للتخزين ونضع ما نحتاجه بشكل يومي قريبا جدا من منطقة العمل. ونفكر أثناء عملية التنظيم في ترتيب الأشياء بشكل منطقي بأن نضع الأشياء المتشابهة بجوار بعضها وأن نجعل الأدوات الأكثر استخداما أقرب ما يكون لأيدينا.
  3. تنظيف أو تلميع Shining : التنظيف يعني هنا تنظيف كل شيء من أرضيات وأدوات ومعدات ومكاتب ونوافذ ومخازن وصولا لدورات المياه. الخلاصة أن الهدف هو بيئة عمل نظيفة جدا. هذه العملية هي عملية تتم بشكل دوري ، وهناك أشياء ينبغي أن ينظفها الشخص الذي يستخدمها أو يتعامل معها مثل أدوات العمل من مفاتيح وأدوات تجميع ولحام وتثبيت وكذلك المعدات والأجهزة. والهدف من ذلك أن العامل الفني عندما ينظف هذه الأشياء فهو ينظفها بأسلوب يتناسب مع طبيعتها فلا يتلفها وهو كذلك يكتشف أي عيوب بها فيصلحها أو يستبدلها. فقد يكتشف بعض المشاكل البسيطة أثناء تنظيف المعدات فيقوم بإصلاحها وقد يكتشف تلف بعض الأدوات فيقوم باستبدالها باخرى جديدة.
  4. تنميط Standardize : بعد كل هذا الجهد والخبرة في التنظيم والتنظيف فإنه ينبغي وضع قواعد محددة لما ينبغي أن يكون عليه الحال في مكان العمل. وهذا يشمل تحديد مسئوليات كل فرد ووضع طرق قياسية لعملية التنظيف وإعلان كل ذلك بحيث يعرف كل فرد الواجب الذي عليه بصفة دورية وكيفية أدائه. وكذلك توضع قوائم لفحص عمليات النظافة أي قوائم بها بنود محددة بحيث يستخدمها المشرف أو العامل كل يوم للتأكد من المحافظة على كل الأعمال السابقة من تصنيف وتنظيم وتنظيف. وكذلك يتم توحيد استخدام الألوان  التي تستخدم لتحديد المسارات الآمنة والتي تستخدم للعلامات التحذيرية.
  5. تثبيت Sustain : ونأتي للخطوة الأخيرة وهو وضع نظم للتأكد من استمرارية هذه العملية كلها. فمثلا يتم وضع نظم لمراجعة نظافة الأماكن. ومن الطرق الفعالة أن يقوم طرف بالتفتيش على طرف آخر فيقوم مندوب من قسم بالتفتيش على عملية حفظ الملفات لدى قسم آخر أو نظافة موقع العمل لدى قسم آخر ويتم تحديد نقاط الضعف أي الأشياء التي تحتاج إعادة تنظيم أو وضع لوحات إرشادية أو تنظيف ثم يتم متابعة تنفيذ هذه الملاحظات. وكذلك يجب أن يقوم المدير بزيارة الموقع دوريا وتدوين ملاحظات عن التنظيم والتنظيف وذلك من خلال زيارة غير مخططة وزيارات مخططة ومعلنة. (7/8)

فوائد تطبيق 5S على بيئة العمل

  1. تقليل الوقت الضائع في البحث عن المستندات أو الأدوات
  2. تقليل الإصابات وذلك نظرا لنظافة الأرضيات وعدم وجود أي شيء ملقى هنا وهناك ووضوح أماكن المرور الآمنة
  3. تقليل أعطال المعدات نظرا لاكتشافها مبكرا
  4. التخلص من المجهود الزائد  والحركات التي لا داعي لها وذلك بعملية التنظيم الجدية
  5. الشعور ببيئة عمل جميلة نتيجة لعملية النظافة والتنظيم
  6. استبدال الأدوات التالفة فور تلفها بدلا من اكتشاف ذلك متأخرا وتعطيل العمل
  7. اكتشاف الأشياء المفقودة بسهولة
  8. تقليل الأعطال التي كانت تحدث بعد عمليات الصيانة نتيجة لدخول بعض الأتربة للمكونات الدقيقة.
  9. تقليل مشاكل الجودة التي كانت تحدث بسبب التلوث والأتربة. (7/8)

23 طريقة لجعل بيئة العمل أفضل

 

صحيفة ذا بيست ديلي سألت اصحاب الشركات و الخبراء لإعطائهم  أفضل النصائح، و هذه مجموعة من النصائح التي ذكروها لجعل بيئة العمل أفضل:

  1. توظيف الأشخاص الملائمين. نوع الأشخاص الذين يتم توظيفهم هو الذي سيحدد بيئة العمل لأنهم سيساهمون فيها.
  2. التخلص من السموم. من المذهل  أن نرى كيف أن تصرفا سيئا واحدا يؤثر على أداء الجميع بشكل سيء. لذلك فإن التخلص من الموظفين السيئين  هي خطوة على الطريق الصحيح.
  3. الحفاظ على مقر العمل نظيفًا و مريحًا و مزينًا بشكل جميل. كتوفير أجواء تدعوا للاسترخاء مع أثاث مريح.
  4. التـأكد من أن الإضاءة ممتازة. و توفير مكان للموظفين بإضاءة طبيعية ليست ضعيفة ولا قوية جداً.
  5. توفير مكان للاستجمام. كتوفير مكان منفصل للاسترخاء بعيد عن إزعاج الموظفين الباقين لتجديد النشاط العقلي.
  6. وضع سبورة على أحد الجدران. لتعزيز الروح الجماعية في العصف الذهني. وإمكانية إضافة أفكارهم متى شاءوا.
  7. ترك الحرية للموظفين لإختيار مكاتبهم بأنفسهم والأثاث الذي يشعرهم بالراحة في عملهم.
  8. تشجيعهم على ترتيب وتزيين مكاتبهم كما يرغبون بدلا من توحيد المكاتب للجميع.
  9. تعزيز التعاون. وترك مكان واسع للعمل معاً.
  10. الأكل سوية. وهي طريقة فعالة في تحسين علاقاتهم ببعضهم.
  11. تقديم الأنشطة الترفيهية خلال اسبوع العمل. لزيادة الروابط بين الجميع.
  12. جعل الموظفين يتحركون. فحرية الحركة تؤدي إلى حرية الفكر.
  13. التركيز على الصحة و الرياضة.
  14. استخدام مكالمات الفيديو مع الموظفين.
  15. إعادة صياغة التعليمات. فبدل كلمة يجب عليك يمكن استخدام دعنا نقوم بالعمل…
  16. عدم تحميلهم مالا طاقة لهم به. فمن من أكثر أسباب ترك الموظف لعمله هي أن مديريه يوكلونه بأعمال شخصين أو أكثر.
  17. المرونة.
  18. جعل الشفافية شعار العمل.
  19. تدريب  الموظفين جيدًا.
  20. وضع قاعدة واضحة لاسخدام الهاتف أثناء الاجتماعات.
  21. إعطاء ردة فعل إيجابية دائما.
  22. تقبل لردود الفعل أيضا.
  23. قول كلمة شكرا لك. لخلق ثقافة التقدير بين أفراد الفريق. (5)

إدارة تطوير العمل والإبداع بوزارة الصحة

 

في بادرة جميلة من وزارة الصحة تم استحداث إدارة تطوير بيئة العمل والإبداع التي تهتم بتوفير بيئة عمل مناسبة فندقية للعاملين في القطاعات الصحية، وبدأت الوزارة بإزالة الحواجز بين الموظفين والمراجعين وعمل ديكورات رائعة وتأثيث مكتبي راق، وعممت التجربة على المديريات. وتعد هذه الخطوة بداية الطريق للاهتمام بالموظف وتحفيزه على الإنتاجية والتواجد في مقر عمله! .. إلا أن  الديكورات الشكلية والورود الصناعية والمكاتب الفاخرة لا تساوي شيئا بعين الموظف الذي يتجرع كل صباح فنجال الألم بسبب تأخر ترقيته! أو تحسين وضعه، أو حقوقه المالية، أو بسبب تحميله أعباء وظيفية لا تخصه، أو رفض نقله، أو التهميش!

 

عوامل كثيرة تجعل من الموظف غير مبال بالعمل والإنتاجية، والمحبطون من الموظفين لا تعني لهم الديكورات واللوحات الجدارية إلا مجرد جرعة مسكن موقت! فعلاج الأعراض لا يكفي لمعالجة الأمراض!.. و المطلع على حال موظفي الصحة يدرك تماما أنهم يعانون من تأخر مستحقاتهم المالية مثل: الانتدابات، وبدل العمل بالأعياد والحج، والأحكام القضائية، وبدل الإشراف، وبدل التميز.. وغيرها، وهذا يؤثر سلبا على أدائهم وإنتاجيتهم!. فبيئة العمل الصحية تحتاج إلى إصلاحات كثيرة تضمن العدل والمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات، لذلك فمسوؤلي الوزارة مدعوين للاهتمام بمطالب العاملين بجميع أنواعها، والعمل على صرف حقوقهم، وتجاوز المعوقات التي تواجههم، وتبني أساليب تحفيزية متنوعة تساعد على بث روح العمل والتنافس بين العاملين مثل: منح ساعات راحة أسبوعية، وصرف خارج دوام، وصرف انتداب، وتمكين من موقع قيادي، وغيرها، مع الأخذ بعين الاعتبار وجود أنظمة رادعة تنال المقصرين. (6)

 

سرد “Inc” تسعة عناصر لا يتحملها الموظف الكفء وتدفعه نحو الاستقالة، وربما يجب عدم تواجد هذه الأشياء في بيئة العمل لكي لا يؤثر سلبياً على الشركة أو المؤسسة التي يعمل لصالحها، فلطالما شكا مديرون من رحيل عاملين أكفاء بسبب أشياء بعينها.هي كالتالي (4):

 

أسوأ 9 أسباب تدفع الموظفين الأكفاء للاستقالة من العمل
الترتيب السبب التوضيح
01 إرهاق الموظفين في العمل بشكل مبالغ فيه ¾       يتسبب إرهاق الموظفين أثناء العمل في تسريع وتيرة استقالتهم، ويتسبب لهم في حيرة وملل مع استنفاد طاقاتهم البدنية والذهنية.

¾       يشعر الموظف بأنه يعاقب على أدائه الجيد، كما يقلص طاقته الإنتاجية، فقد أثبت بحث أجرته جامعة “ستانفورد” أن الإنتاجية تتراجع كثيراً حينما يتخطى عدد ساعات العمل الأسبوعية 50 ساعة.

¾        إذا أراد المدير زيادة الأعباء والمهام على الموظف الكفء، فعليه تحسين حالته ووضعه في العمل أيضاً، فهو لا يمانع من بذل مزيد من الجهود شريطة التقدير في شكل زيادة الراتب أو الترقية وغيرها من الأمور التي لا تجعله ثابتاً في موقعه، وإلا سيحاول البحث عن وظيفة أخرى تمنحه ما يستحق.

02 عدم الاعتراف بالجهد المبذول والمكافأة عليه ¾       من السهل التقليل من قدرات شخص ما من وراء ظهره خاصةً مع الأكفاء الذين لديهم حافز ذاتي.

¾        يحب الجميع أن يسمعوا إطراءً، وفيما يتعلق بأفضل الموظفين، فهذا يشكل فارقاً بالنسبة لهم.

¾        يحتاج المديرون للتواصل مع موظفيهم لاكتشاف ما يجعلهم يشعرون بالتحفيز والسعادة سواء من خلال زيادة الراتب أو غيره.

03 عدم الاهتمام بالموظفين ¾       أكثر من نصف الموظفين الذين يستقيلون من عملهم عادةً ما يكون بسبب علاقتهم غير الجيدة بمديريهم.

¾       تفرض الشركات الذكية على مديريها إحداث التوازن بشكل مهني وإنساني مع الموظف، فهناك من يحتفلون بنجاح العمال، ومن يواسيهم في مصاب جلل أو في ظروفهم الصعبة.

¾       لو فشل المدير في إظهار الاهتمام بالعامل وبشؤونه ولا يركز فقط سوى على إنتاجيته، فإن ذلك ينعكس سلبياً على حالته النفسية، ويجعله يشعر باللامبالاة.

04 عدم الوفاء بالتعهدات ¾       حينما يعلن المدير التزاماً معيناً أو يقطع على نفسه تعهداً، فإن الموظفين ينظرون إليه بشكل جدير بالثقة.

¾        لو فشل رئيس العمل في الالتزام بتعهداته، ربما يسقط من نظرهم، ولا يأبهون لأوامره، ويفقد أيضًا احترامهم.

05 توظيف وترقية الشخص غير المناسب ¾       يحب الموظفون الأكفاء العمل مع محترفين وأشخاص مهنيين بشكل كبير، وعندما يتم توظيف من هم دون ذلك، فإنه يثبط من عزيمتهم.

¾       يتخذ بعض المديرين قرارات بترقية أشخاص غير مناسبين، وهذا أسوأ، فعندما يعمل الموظف بجهود كبيرة، ولا يتم ترقيته، يشعر بالمهانة، ويفكر بشكل جدي في الاستقالة.

06 عدم ترك الموظفين يتبعون حماسهم ¾       من المعروف عن الموظفين المهرة أنهم حماسيون، وإذا منحت لهم الفرص لاتباع هذه الحماسة، فسوف تتحسن إنتاجيتهم ورضاهم عن العمل.

¾       يفضل بعض المديرين أن يعمل الموظفون وفق نمط معين وإطار محدد لهم، وهذا ما يشتت تركيزهم، وأوضحت دراسات أن من يمنحون فرصة اتباع حماسهم، تزيد إنتاجيتهم عن غيرهم.

07 الفشل في تطوير مهارات الموظفين ¾       عندما يُسأل المديرون عن إهمالهم للعاملين، يحاولون أن يجدوا الأعذار من خلال كلمات مثل الثقة والاستقلالية والصلاحيات التي يمنحونها للموظفين، وهذا غير صحيح تماماً.

¾        المديرون المحترفون يهتمون دائماً بالعاملين ويحاولون الإنصات إليهم وتوجيههم نحو المسار الصحيح لتطوير قدراتهم ومهاراتهم.

08 الفشل في مشاركة إبداعات الموظفين ¾       يسعى الموظفون المهرة لتحسين وتطوير كل شيء أمامهم، وإذا لم تكن هناك القدرة لدى المدير للتطوير في كافة المجالات بحجة أن الوضع الراهن مريح للجميع، فسوف يجعل الأكفاء يكرهون وظائفهم.

¾        لو تم تقييد الموظف ووضعه في إطار معين لا يجب أن يحيد عنه، فهذا بمثابة تقييد للمدير والشركة أو المؤسسة أيضاً.

09 عدم التحدي بشكل عقلاني ¾       بعض المديرين المحترفين يدخلون في تحدي مع الموظفين لإنجاز مهام صعبة في بادئ الأمر، بدلاً من التقليل من قدراتهم.

¾        يحدد المدير أهدافاً يصعب بلوغها، ويدفع الموظف خارج المناطق المريحة، ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إنه يحاول مساعدتهم لإنجاز المهام بنجاح.

¾        عندما يجد الموظف الكفء والماهر أن كل مهامه أثناء العمل سهلة أو مملة، فإنه سيسعى للحصول على وظيفة أخرى تتحدى قدراته الشخصية.

 

u بيئة العمل المثالية … نموذج عالمي t

 

إنها تجربة عملاق من عمالقة مواقع الإنترنت، إنه ذلك الموقع الذي يزوره ملايين من مستخدمي الإنترنت يوميًّا، بل ويعتبر من أقوى محركات البحث (Search Engine)، إنه موقع جوجل (Google).. بدأت جوجل بتمويل قيمته مليون دولار، واليوم تبلغ قيمة جوجل السوقية 150 مليار دولار، وهي على الرغم من ذلك لازالت تعمل بنفس الروح والثقافة المؤسسية التي كانت تعمل بها منذ إنشائها. ولهذه المؤسسة الكبرى تجربة فريدة في صناعة بيئة عمل محفزة، فقد أدركت جوجل أنها تعتمد على الموظفين اعتماداً كليّاً في استمرار تقدمها على منافسيها، ولذا فقد أولت جوجل راحة الموظفين وتلبية احتياجاتهم أهمية قصوى؛ ولذا تصدرت مؤخراً الدراسة التي قامت بها مجلة “فورتشن” الأميركية حول أفضل مئة شركة للعمل فيها، وحصلت على المركز الأول بلا منازع.

ففي حرم الشركة الذي يقع في ولاية كاليفورنيا تتوفر جميع احتياجات الإنسان، حيث ينتشر في أرجائه 11 مقهى ومطعماً يقدمون مختلف أنواع المأكولات للموظفين مجاناً وطوال النهار. وفي حرم الشركة أيضاً تنتشر حمامات السباحة، والصالات الرياضية، وصالات الألعاب الإلكترونية، والبلياردو وغيرها من وسائل ترفيهية، يرتادها الموظفون بين الفينة والأخرى، ففي جوجل لا توجد هناك ساعات معينة للعمل، والإنتاجية تقاس بالنتائج، وليس بالحضور والانصراف، كما تقدم جوجل خدمات الغسيل والكي مجاناً للموظفين، وهناك حلاقين ومراكز تجميل ومحلات للتدليك والعلاج الطبيعي، وكل هذا مجاناً!.. وفي جوجل ليس هناك زي رسمي، فالموظف حر فيما يرتديه أثناء العمل، حتى وصل الحال ببعض الموظفين أن يعملوا بلباس النوم، أو “البيجاما” وهو أمر غير مستغرب من أناس يفضل بعضهم النوم في مكتبه الذي جُهِّزَ بغرفة خاصة لذلك، بالرغم من أن إدارة الشركة تشجع الموظفين على الموازنة بين حياتهم الشخصية والعملية.

 

يقول أحد المسؤولين في جوجل بأن إدارة الشركة تواجه صعوبات في إقناع الموظفين لمغادرة مكاتبهم في المساء والذهاب إلى بيوتهم، فهم يحبون عملهم أكثر من أي شيء آخر، وبالرغم من أن هذا الأمر يكلف الشركة أموالاً إدارية طائلة، كاستخدام الكهرباء والمأكولات وغيرها، إلا أن الشركة ترفض تقليص الصرف على هذه الجوانب؛ فراحة موظفيها هي أهم شيء بالنسبة لها. (3)

 

إن محاكاة شركة جوجل في كل ما تفعله ليس هو المهم بالنسبة لنا بقدر ما هي وسيلة لإلهامنا في كيفية خلق بيئة مثالية للعمل لأنها اليوم أصبحت محور بقاء المنظمات ونموها.. ومن خلالها  يمكن تكوين فريق عمل ناجح يقوم  بتحويل نجاح الشركة من نجاح مؤقت إلى نجاح دائم عن طريق إخراج أفضل ما في الآخرين.. تمامًا كما يصف بيتر دراكر نجاح أندرو كارنيجي فيقول: (لقد نقش على قبر أندرو كارنيجي مقولة تقول: “هنا يرقد رجل كان يعرف كيف يستعين في عمله بأشخاص أفضل منه”).