مما لاشك فيه أن لكل علم حدود لا أستطيع تجاوزها ,وثوابت لا يمكن التشكيك بها أو تغييرها بشكل سريع ,وهذا الشيء يعتبر من أساسيات معظم العلوم التي تدرس بالجامعات لكن مهلاً! بعض العلوم لاينطبق عليها هذا المنطق والدراسات العلمية المتوالية تغير بعض الأساسيات التي كانت تدرس في الكليات والكتب الجامعية،  

ومن هذه العلوم المستثناة من قاعدة الأساسيات الثابتة علم التغذية ، وهو علم واسع وبحر كبير يرتبط بكثير من التخصصات سواء الطبية أو العلمية والذي يجعل علم التغذية مختلفاً هو عدد الدراسات العلمية الكثيرة المنفذة بشكل سنوي التي تدرس جميع جوانب التغذية سواء سلامة الأغذية أو التغذية العلاجية للأمراض أو حتى الأغذية الوظيفية والعادات الغذائية واختلاف أساليب وطرق البحث العلمي في هذه الدراسات هو ماجعل نتائج وتوصيات هذه الأبحاث ينظر لها بالماضي بقليل من التدقيق في الطرق العلمية المستخدمة بالدراسة وذكر كلمات كالعلاقة وضعفها أمام كلمات كالسببية أو المسبب والتي تعتبر أقوى حجة وبرهان.  

وهذا ما تم الانتباه له خلال الفترة الأخيرة والبدء في جمع الدراسات السابقة وعمل مراجعة شاملة لها للتأكد من قوتها أو من نتائجها وهل هي متوافقة مع مايعتبر أساسا في علم التغذية ، فعلى سبيل المثال وجدت مراجعة شاملة للدراسات السابقة عن مدى فعالية مكملات فيتامين (د ) للتخفيف من الإصابة بالكسور إن مكملات فيتامين( د ) لم يكن مؤثراً بشكل فعال في الوقاية من الكسور وهذا الأمر يعد مفاجأة قوية للمتخصصين بالتغذية ومع ذلك سيكون هناك تقبل لهذه الدراسة المرجعية لأنهم يعرفون تمام المعرفة إن التغذية علم متجدد وسريع التغير حتى في توصياته الثابتة منذ زمن . 

والكلام أيضا يطول الدراسات التي يستند عليها بعض الأدلة الإرشادية للأغذية حول العالم والتي تعتبر قوية في مرحلة سابقة وتغير هذا الاعتقاد الآن بسبب أنهم وجدوا أن الطرق المستخدمة في هذه الدراسات كانت ضعيفة وغير مناسبة لأن تكون توصياتها بتلك القوة ولهذا فهناك مطالبة بتحديث هذه الأدلة الغذائية والاستناد على دراسات أكثر موثوقية وحديثة لتواكب هذا العلم الذي يتجدد بسرعة الضوء فلذلك من المهم للمختصين دائماً الاطلاع والقراءة بشكل مستمر حتى يستطيعوا تقديم أفضل خدمة للمرضى ومن يسعى للاستفادة من خدماتهم المهمة لكل شرائح المجتمع.  

ودمتم بخير