كثير ما تعاني المنشآت الصحية من عدم وجود أي أسرَة شاغرة وهذا الأمر يؤدي للأسف إلى عدم تقديم الخدمة اللازمة للمرضى الاكثر حاجة لهذه الخدمة ، وهذا الأمر يؤدي في كل الأحوال لإكتساب المنشأة الصحية لتقييمات سيئة ، ولا تعكس بأي حال من الأحوال المجهود الذي يقدم لخدمة المرضى طبياً ، والعناية بهم صحياً في جميع التخصصات المتوفرة بالمستشفى ، ومشكلة عدم وجود سرير، لها أكثر من سبب بعضها ممكن حلها وبعضها من الصعب جداً حلها لأنه لم يتم التخطيط الجيد عند إنشاء المنشأة الصحية ودراسة استيعابها المفترض العمل به ،ولذلك من أهم الأسباب التي ممكن لتخصص التغذية وبالاشتراك مع اخصائيين التثقيف الصحي معالجتها ووضع حلول لها هي. تكرار مراجعة وتنويم المرضى المصابين بأمراض مزمنة وذلك بعد تدهور حالتهم بسبب عدم فهمهم لمرضهم وكيفية التعايش معه كنمط الحياة الخاطئ وتناول اغذية غير مناسبة لحالتهم وتغيير العادات الخاطئة بشكل عام.

ومما يجعل حل هذا السبب مهماً ،وعلاجه سيحل مشكلة ندرة الأسرة بالمستشفيات هو ان نسبة كبيرة ممن يشغر هذه الأسرة هم من هذه الفئة،

ومشكلتهم واضحة وحلها يأتي بتعاون اخصائيي التغذية والتثقيف الصحي على حد سواء.

ومن هذه الحلول المقترحة والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجودة ايضاً هي وضع معايير قياس لمدى فاعلية انتاجية اخصائيي التغذية والتثقيف الصحي من خلال نماذج معينة وتدرس بعناية وتكون موجهة للمستفيد وبلغة بسيطة يستطيع فهمها المريض ،وايضاً دراسة منح الاخصائيين صلاحيات التوصية بخروج المريض  عندما يتحقق الهدف المطلوب من المريض الا وهو بإختصار استيعاب المريض مدى خطورة التساهل في عدم الانتظام المستمر على خطة غذائية كما هو منتظم على الخطة الدوائية سلفاً ، وايضاً اهمية تعديل النمط الحياتي الخاص به ليصبح صحي ومناسب مع حالته الصحية الحالية.

وعموماً فهذا المقترح مثلاً يحتاج الى تعاون مستمر واجتماعات بين المختصين لتحديد الأهداف المطلوب تحقيقها لكل المصابين بالأمراض المزمنة ووضع أدلة إرشادية يتم اتباعها وتكون ملزمة لمن يعمل سواء في التثقيف التغذوي أو التثقيف الصحي.

ولعل النتائج لو تم الاهتمام بهذا المشروع وتم تطبيقه بالفعل، والإستفادة من الكفاءات والكوادر المؤهلة في تخصصات مثل التغذية والذي يرتبط ارتباط وثيق بهذا المشروع وفتح مجال التوظيف لهم سيوفر ملايين الريالات التي تنفق في معالجة مرضى الامراض المزمنة مع انه يمكن تجنب كل ذلك، بل وتوفر أسرة لمرضى الحالات الطارئة بتوظيف الكفاءات المدربة، والمؤهلة ليساعد المريض بفهم حالته والخطة الغذائية المناسبة له وانه سيعيش بشكل طبيعي مادام مستمر على خطته الغذائية والدوائية بنفس الاهتمام والانتظام.

وفي الختام هناك مقولة ومثل يتكرر كثيراً ولكن من يشعر به ويثمنه قليل ألا وهو (درهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج)

 

 

دمتم في رعاية الله وحفظه