بدأ القطاع الصحي ينمو بشكل ملحوظ خلال العقدين الأخيرين، حتى باتت هناك حاجة ملحة لتخصص الإدارة الصحية
أسوة بالتخصصات الصحية الأخرى كالطب، التمريض، الصيدلة، .. وغيرها. حيث أن تخصص الإدارة الصحية لا يقل أهمية
عن التخصصات الصحية الأخرى الآنفة الذكر في تقديم خدمة صحية متكاملة تلبي إحتياجات المرضى وأصحاب المصلحة من
الخدمة الصحية والطبية على حد سواء.
تلبيةً لهذا الطلب المتزايد على هذا التخصص (أعني تخصص الإدارة الصحية)، إتجهت العديد من الجامعات الدولية
والمحلية إلى إعتماد مثل هذه التخصصات ضمن برامجها الأكاديمية وبدرجات علمية مختلفة (بكالوريوس، ماجستير، دكتوراة)،
وذلك لمواكبة التطور العلمي وتلبية احتياجات سوق العمل.
ومع هذا التوسع واعتماد تلك البرامج، نلاحظ ظهور العديد من المسميات المختلفة، والتي تبدو من الوهلة الأولى أنها
متشابهة أو متقاربة أو يمكن استخدامها كبديل لبعضها البعض. هذه المسميات والتي سوف نتحدث عنها في مقالتنا هذه هي:
– إدارة الرعاية الصحية.
– إدارة الخدمات الصحية.
– إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات (التنفيذي وغير التنفيذي).
– إدارة الصحة والمستشفيات.
– الإدارة الصحية.
– إدارة المستشفيات.
لذا، ومن أجل إيضاح أوجه الشبه والفروقات الجوهرية بين تلك المسميات، قمنا بالمبادرة في كتابة هذه المقالة البسيطة،
كبداية لمقالات أخرى علمية أكثر شمولاً وعمقا لنفس الموضوع من قبل المتخصصين المهتمين من الأكاديمين والتنفيذيين.
في هذه المقالة، سوف أتطرق لأوجه الشبه والفروق بين التخصصات المذكورة أعلاه كخلاصة لبعض المصادر العربية
والأجنبية، وكذلك نقاشات المتخصصين أصحاب الخبرة والمعرفة والإثراء العلمي في المواقع العلمية المتخصصة المعروفة.
وفي نهاية المقال سوف نختم بخلاصة لتلك القراءات.
أولاً. أوجه الإختلاف:
مما لاشك فيه أن تعدد المسميات يعكس إختلافا فيما بين تلك التخصصات، وإلا لما كان هناك العديد من المسميات لنفس
التخصص. حيث لاحظنا وجود تلك المسميات الآنفة الذكر في جامعات عديدة دولية ومحلية وكذلك بعض المعاهد التي تقدم
برامج دبلوم. ومن خلال قراءاتنا، تم استخلاص بعض الفروقات والاختلافات بين تلك المسميات، والتي تعود للأسباب التالية:
– عمدت بعض الجامعات، خصوصا الأجنبية منها، إلى إعتماد بعض المصطلحات والتي تختلف في المعنى عن
مصطلحات أخرى تم استخدامها من قبل بعض الجامعات، مثل استخدام كلمة (Management و
Administration ). حيث ترى بعض الجامعات أن تخصص (Healthcare Management )يختلف عن
تخصص (Healthcare Administration )اختلافا جوهريا.ً
– تندرج بعض التخصصات التي تحت الأقسام الطبية وتختلف في مسمياتها عن المسميات التي تندرج تحت الأقسام
الإدارية، كقسم إدارة الأعمال أو الإدارة العامة. حيث نلاحظ أن تخصص إدارة المستشفيات غالبا يقدم عن طريق
الكليات والأقسام الإدارية.
– بعض الجامعات التي تستخدم مصطلح (Management )في مسمياتها للتخصص، لديها فلسفتها الإدارية. فهي تعني
بهذا التخصص، أنه يهتم بالأمور الاستراتيجية للمنظومة الصحية وبنظام الرعاية الصحية وبرسم السياسات الصحية
وبإدارة هذا النظام الصحي ككل. بينما ترى تلك الجامعات أن استخدام مصطلح (Administration )يشير إلى
المستوى التنفيذي والتشغيلي للمنظمة الصحية وبإدارة الأفراد والممارسين الصحيين لتحقيق احتياجات ومتطلبات
المرضى وأصحاب المصلحة على حد سواء.
– بعض الجامعات تبنت مسمى إدارة المستشفيات، وذلك لتأهيل كفاءات قادرة على إدارة هذا النوع من المرافق الصحية
فقط نظراً لأهميته واتساعه واحتياج سوق العمل لهذا التخصص. ومع ذلك نرى هناك استخدام لمصطلحي 
(Hospital Management )و (Hospital Administration )في الجامعات. فالتخصص الأول، تصنفه بعض
الجامعات في المستوى الاستراتيجي، أما المسمى الثاني، فيصنف ضمن المستوى التنفيذي والتشغيلي للمستشفى كما
ذكرنا سابقا.ً
– بعض الجامعات السعودية : جامعة الملك عبدالعزيز، جامعة الطائف، جامعة المجمعة، لديها هذا التخصص بمسمى:
إدارة الخدمات الصحية والمستشفيات. ونجد أن جامعة الملك عبد العزيز بجدة إضافة للتخصص كلمة (التنفيذي)
لبرنامج الماجسيتر فقط، والذي يعني إهتمام هذا التخصص بتأهيل القيادات الصحية للممارسة العملية. بينما نجد جامعة
المجمعة لم تستخدم هذا المصطح (التنفيذي)، وذكرت في موقعها الرسمي أنها تؤهل المرشحين لبرامج الماجستير
إداريا وأكاديميا.ً ولم نجد سبب لهذه التسمية، غير أن هذا التخصص يؤهل خريجيه للعمل في جميع المرافق الصحية
بإختلاف أنواعها وأحجامها.
– يعود الاختلاف لبعض المسميات إلى الفئة الوظيفية المستهدفة. فتخصص إدارة الرعاية الصحية يستهدف جميع المرافق
الصحية، بينما إدارة المستشفيات تستهدف فقط المستشفيات.
– هناك بعض الإختلافات في المواد العملية والمهارات والمعارف المقدمة لدى المرشحين لتلك التخصصات. على سبيل المثال، بعض الجامعات تضيف في برامجها مادة المصطلحات الطبية (Medical Terminologies)خصوصا في
تلك التخصصات التي تندرح تحت الأقسام الطبية، بينما لا تقدم الأقسام الإدارية هذه المادة لمرشحيها.
ثانيا.ً أوجه الشبه:
بالرغم من أوجه الإختلاف السابقة الذكر، إلا أن هناك العديد من التشابه الجوهري بين تلك المسميات، نذكرها هنا
على سبيل المثال لا الحصر:
– جميع تلك المسميات تستهدف عمل الإدارة في المرافق الصحية بمختلف أنواعها وأحجامها ومرجعيتها التنظيمية
والإدارية.
– هناك تقارب كبير جدا في المعارف والمهارات التي تقدمها تلك التخصصات لمرشحيها، مما يعني أن خريجيها مؤهلون
للقيام بنفس المهام المكلف بها خريجي التخصصات الأخرى المذكورة سابقا.ً
– أغلبية هذه التخصصات تؤهل المرشح للعمل بالجهات الأكاديمية (الجامعات)وغير الأكاديمية (المستشفيات، شركات
التأمين، …. الخ).
– تهتم أغلبية تلك التخصصات بالبحوث العلمية والدراسات. حيث نلاحظ بعض البرامج تتضمن مادة مشروع بحث،
والبعض يتطلب بحث بشكل موسع في البرامج المزيجة (المختلطة)، وفي بعض برامج الماجستير والدكتوارة هي
عبارة عن برنامج بحث.
الخاتمة:
من خلال ماتم ذكره في هذه المقالة من أوجه الاختلاف والتشابه بين تلك المسميات، نستطيع تلخيص المقالة في العناصر
التالية:
– أوجه الاختلاف:
o معاني المصطلحات المستخدمة في المسميات. 
o مرجعية التخصصات في الجامعات.
o المستوى الإداري والوظيفي.
o التأهيل الأكاديمي.
o الجهات الوظيفية.
o عمق واتساع المعرفة والمهارات.
– أوجه الشبه:
o طبيعة العمل.
o المعارف والمهارات المكتسبة.
o الجهات الوظيفية بعد التخرج.
o البحوث والدراسات.
لذا، نستطيع القول بأنه لاتوجد إختلافات جوهرية بين تلك المسميات (التخصصات)، وأن جميعها متقاربة بشكل كبير جداً وقد
تكون هي نفسها بمسمى آخر، وأن خريجي تلك التخصصات يمكن الاستفادة منهم في نفس المجال والمستوى الإداري والتنظيمي
للقيام بنفس المهام.

تقبلوا تحياتي ،،

 

 

 

بقلم الأخصائي الأول/ عبدالعزيز راشد الصاعدي
باحث دكتوراة إدارة صحية ، ماجستير

إدارة خدمات صحية ومستشفيات
مهتم بالجودة وسلامة المرضى،

التخطيط الاستراتيجي والتشغيلي،

مؤشرات الأداء، ومنهجية ستة سيقما.