المشهد الاول:

الطبيب: بتشكي من إيه؟

المريض: أحس بألم في رقبتي وظهري.

الطبيب: تعرضت لإصابة أو وقعت على الارض أو حصلك أي حادث؟

المريض: لا بس قبل كم يوم نمت وصحيت وانا مو قادر احرك رقبتي.

الطبيب: بسيطة إن شاء الله وعشان نتأكد من سلامتك نعمل شوية تحاليل واشعه على الرقبة والظهر عشان لو فيه أي حاجة نعالجها .

المريض: طيب أنا احتاج إجازة عشان الشغل .

الطبيب: روح إعمل الاشعه  و بعدين نشوفها وعلى اساسها نقرر نعمل أيه و تحتاج إيه .

المريض: حاضر .

ذهب المريض لإجراء الاشعة المطلوبة وعاد مرة أخرى للطبيب .

المريض: ها يا دكتور … إيش لقيت ؟

الطبيب: إطمن حضرتك .. الاشعة بتاعت رقبتك وظهرك كويسة والحمد لله بس فيه شوية شد عضلي من النومة الخطأ ممكن تكون نمت على مخده عاليه عليك أو مش مزبوطه و الافضل إنك تغير المخدة و ها كتبلك على مسكن للألم و دهان تدهن بيه رقبتك و إذا عملت كمادات ميه سخنه عشان الشد يفك يكون أحسن و إذا ما اتحسنتش حالتك كمان اسبوع ممكن تراجعنا ثاني عشان نحولك على عيادة العلاج الطبيعي .

المريض: طيب والاجازة ؟

الطبيب: أنا ممكن أديك يومين ترتاح فيهم لحد ما الشد يخف .

المريض: إيش ؟؟؟ يومين ليه ؟؟؟ أنا ابغى اسبوعين أو على الاقل  اسبوع .

الطبيب: إزاي أديك أسبوعين وأصلاً حالتك ما تستدعيش حتى ثلاث أيام .

المريض: أقول بلا إزاي و لا إزاي أنا ابغى اسبوع .

الطبيب: وأنا ما اقدرش اديك أسبوع .

المريض: حاضر أنا راح اشتكيك و أنا أوريك كيف … 937 ألو لو سمحت أبغى أقدم شكوى على الدكتور … في مستشفى .. عشان ما كشف عليا مزبوط و أنا رقبتي و ظهري بيألموني و احس أني اموت من الالم و مو قادر احرك رقبتي وهو بيقول أن مافيا شيء .

بعد أسبوع يصل للطبيب خطاب طلب للتحقيق لسوء التشخيص الطبي و متضمن إيقاف عن السفر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المشهد الثاني :

يعود المريض مرة أخرى لنفس المستشفى ولنفس العيادة ولكنه يجد طبيب آخر

الطبيب: وعليكم السلام ، اتفضل اجلس هنا ، أيش يوجعك .. بتشتكي من إيش ؟

المريض: أحس بألم في رقبتي وظهري.

الطبيب: تعرضت لإصابة أو وقعت على الارض أو حصلك أي حادث؟

المريض: لا بس قبل اسبوع نمت وصحيت وانا مو قادر احرك رقبتي وجيت هنا والدكتور اللي قبلك كشف عليا واعطاني مسكن بس ما فاد.

الطبيب: طيب عملك أشعة؟

المريض: إيوه

الطبيب: طيب أنا ها شوف الاشعة اللي الدكتور طلبها ليك في النظام …. كلو تمام مافي أي مشاكل عظام الرقبه سليمه و عظام الظهر سليمه بس فيه شويه شد عضلي .. ها شوف الادوية اللي كتبها الدكتور … حتى الادوية صحيحه  وما يحتاج أي تعديل خليك مستمر عليها و هاعملك تحويل للعلاج الطبيعي يعملولك و يعلموك شوية تمارين عشان العضلات المشدودة تخف .

المريض: طيب يا دكتور أنا محتاج إجازة أسبوع.

الطبيب: ما يحتاج أي إجازات وبالنسبة لليوم تقدر تروح لمدير العيادات يعطيك مشهد بوجودك ومراجعتك للمستشفى اليوم، مع السلامة.

المريض: شكراً جزيلا.

الطبيب: عفواً … المريض الثاني لو سمحتي.

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 هذه قصة من بعض القصص التي تحدث للممارس الصحي في مستشفياتنا، حيث أنه لا يوجد لدى بعض المرضى أو المرافقين ثقافة التعامل مع الكادر الصحي، فتجد المريض ومرافقه عندما يذهب لطلب الرعاية الطبية ويجد مقدم الخدمة من جنسية أخرى أو من فئة غير الذي ينتمي إليها (سواءً كانت من الكادر التمريضي أو الكادر الطبي أو الاداري) يقوم بطلب أشياء ليست من صلاحياته وعند التزام هذا الممارس بالصلاحيات التي يستطيع ممارستها وبمهام عمله يقوم المريض بتقديم شكوى للإضرار به. ولكن حينما يجد مقدم الخدمة من هو في مستواه فإنه يتعاون معه بدون أي شكاوى أو بلاغات للرقم 937 والتي في بعض الحالات تكون بلاغات كيدية تستنزف الكثير من الوقت والجهد والتي تكون في آخر مطافها إغلاق الشكوى لعدم وجود خطأ طبي ولكن متى ؟؟ بعد أن تعرض هذا الممارس للكثير من الضغط العصبي والكثير من التوتر والقلق وضياع الوقت والجهد هذا بالإضافة إلى الاضرار باسمه وسمعته كطبيب وأيضاً مما يطاله من حرمانه من السفر والذهاب إلى عائلته أو التمتع بإجازته السنوية.

أخي العزيز وأختي العزيزة …

ليكن في ذهنك بأنه عند تقديمك شكوى ضد أي ممارس صحي سوف تعرض نفسك للمساءلة القانونية من قبل هذا الممارس في حال أثبت بأن هذه الشكوى كيدية، حيث قامت الدولة رعاها الله بالحفاظ على حقوق الممارس الصحي وقد أصدرت وسنت الانظمة والقوانين التي تكفل هذا الحق كما قامت الهيئة السعودية للتخصصات الصحية بإنشاء خدمة (تحمينا نحميك) https://www.scfhs.org.sa/eservices/Practitioners/Pages/weProtectYouDescription.aspx

لمساندة الممارس الصحي والحفاظ عليه، وعلى حقوقه المادية والمعنوية.

 

 

 

 

 

 

بقلم : ثناء صادق