تقرير الجودة الصحية – إعداد: عبدالمجيد الحارثي

 

الأخطاء الطبية: هي عبارة عن أخطاء يتم ارتكابها في المجال الطبي نتيجة انعدام الخبرة أو الكفائة من قبل الطبيب الممارس أو الفئات المساعدة.

أو هي نتيجة ممارسة عملية أو طريقة حديثة وتجريبية في العلاج أو نتيجة حالة طارئة يتطلب السرعة على حساب الدقة أو نتيجة طبيعة العلاج المعقد.

تصل نسبة حالات الوفاة نتيجة خطأ طبي إلى معدلات عالية سنويا في معظم أنحاء العالم ومنها الدول المتقدمة ففي الولايات المتحدة على سبيل المثال يقدر حالات الموت الناتجة من اخطاء طبية إلى مايقارب 98,000 حالة وفاة سنويا.

 إن العمل الطبي هو نشاط يتوائم في كيفية وظروف أدائه مع القواعد والأصول الراسخة في علم الطب، ويتجه في ذاته إلى شفاء المريض، وهو لا يصدر إلا من شخص مرخص له قانوناً بمزاولة مهنة الطب، ومن أهم ما يتطلَّبه القانون لإعطاء هذا الترخيص حصول طالبه على المؤهل الدراسي الذي يؤهِّله لهذه المهنة، اعتباراً بأن الحاصل على هذا المؤهل هو وحده الذي يستطيع أن يباشر العمل الطبي طبقاً للأصول العلمية المتعارف عليها، والأصل في العمل الطبي أن يكون علاجياً أي يستهدف بالدرجة الأولى تخليص المريض من مرض ألمَّ به أو تخفيف حدته أو تخفيف آلامه.

يُعَدُّ كذلك من قبيل الأعمال الطبية ما يستهدف الكشف عن أسباب سوء الصحة، أو مجرد الوقاية من مرض.

وأن إباحة عمل الطبيب مشروطة بأن يكون ما يجريه مطابقاً للقواعد والأصول العلمية المقرَّرة، وعلى ذلك يمكن القول إن العمل الطبي هو عمل مشروع حتى ولو ساءت حالة المريض، ولكن إذا اقترن هذا العمل بخطأ ما, سئل الطبيب عنه مسؤولية غير عمدية. بمعنى أن الطبيب غير مسئول عن نتيجة العلاج إذا قام بأداء واجبه كاملا حسب الأصول الطبية .
أوضح تقرير حديث صادر عن وزارة الصحة للعام الماضي أن عدد قرارات الإدانة في حالات وفيات الاخطاء الطبية 129 قراراً اي ما نسبته 49.8 بالمائة بينما بلغت عدد قرارات عدم الإدانة 130 قراراً وتشكل النسبة 50.2 بالمائة. 
كما بلغ عدد القضايا المعروضة على الهيئات الطبية بالمملكة 1356 قضية, منها 722 قضية واردة مشيراً الى ان محافظة جدة سجلت أعلى عدد للشكاوى من الاخطاء الطبية بعدد 287 ومن ثم الرياض 280 وسجلت الاحساء اقل عدد في الشكاوى ب (46) شكوى فقط 
وتبعا لذات الإحصائية التي أوردها التقرير التابع لوزارة الصحة ان الهيئات اصدرت 650 قراراً لحالات وفيات اي مانسبته 39.8 بالمائة. 
من جانبه اوضح المدير العام للمكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة الخليجي الدكتور توفيق بن أحمد خوجة أن الدراسات المسحية في المملكة أكدت أن نسبة الأخطاء الطبية التي تحدث أثناء الولادة تبلغ 27% وأثناء العمليات الجراحية 17%، وفي الحالات الباطنية 13% وفي الأطفال 10%.
الأخطاء الطبية، كما يقول خبراء الصحة: تأخذ أشكالاً عدة أكثرها شيوعاً الأخطاء المتعلقة بالأدوية مثل إعطاء المريض دواء خطأ، أو إعطاء المريض الدواء في وقت غير مناسب، أو إعطائه دواء غير مرخص به، بل وتشمل أيضاً الإغفال عن إعطاء المريض الدواء الذي يحتاجه .

 

لقد توصلت دراسة إلى أن 20% من جرعات الأدوية التي تعطى للمريض تتم بشكل خاطئ وأن هناك 7000 حالة وفاة في أمريكا نتجت عن أخطاء في تناول أدوية بعضها ناتج عن سوء الخط الذي يكتب به الأطباء الوصفات الطبية للمرضى.

وتؤكد الدراسة أن جهاز التمريض بالمستشفيات يتحمل جزءاً من هذا الخطأ، حيث سبب سوء تصرف الممرضين في الولايات المتحدة في وقوع 1720 حالة وفاة و9584 إصابة سنوياً.

 

ويقول الخبراء يجب ألا نغفل أيضاً المضاعفات الناتجة عن الأدوية، وهي في الغالب لا تكون مسؤولية الجهاز الطبي حيث تتحكم فيها عوامل كثيرة بعضها يرتبط بطبيعة المرض نفسه والآخر يتعلق في الغالب بالحالة الصحية للمريض.
ويبقى الطبيب هو المتهم الأول دائماً في هذه المشكلة الصحية نظراً لكثرة الأخطاء التي تقع منه إما عن إهمال أو جهل.

الأطباء كما يرى بعضهم هم السبب رقم 3 الأكثر تسبباً في الموت، لكن البروفيسور ستارفيلد يرى أنهم السبب رقم “1” لفشلهم في التعامل مع كثير من الحالات المرضية ولعدم إخبارهم المرضى بحقيقة حالتهم الصحية.

 

المصدر:

http://www.nshrs.com/e/articles-action-show-id-43.htm