الجودة الصحية ( متابعات ) حنين المحمود

التقى المدير العام لمنظمة الصحة العالمية (المنظمة) الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، برئيس جمهورية الصين الشعبية، شي جين بينغ، اليوم في بيجين، حيث تناولا آخر المستجدات عن فاشية فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV) وأكّدا التزامهما بالسيطرة عليها.

 وكان بصحبة الدكتور تيدروس المديرُ الإقليمي للمنظمة، الدكتور تاكيسشي كاساي، والمدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية للمنظمة، الدكتور مايك رايان، وضمّ اللقاء أيضاً مستشار الدولة ووزير خارجية الصين، السيد وانغ يي، ووزير الصحة، السيد ما تشاوي.

 وعرضت لجنة الصحة الوطنية القدرات والموارد المتينة التي تكرسها الصين في مجال الصحة العمومية من أجل التصدي لفاشيات الأمراض التنفسية وتدبيرها العلاجي. وركزت المناقشات على التعاون المستمر بشأن تدابير الاحتواء في ووهان، وتدابير الصحة العمومية في المدن والمقاطعات الأخرى، وإجراء المزيد من الدراسات حول حدة الفيروس وقدرته على الانتقال، بالإضافة إلى مواصلة تبادل البيانات وتقاسم الصين موادها البيولوجية مع المنظمة. وستؤدي هذه التدابير إلى تعزيز الفهم العلمي للفيروس وتسهم بالتالي في وضع التدابير الطبية اللازمة لمكافحته، كاللقاحات والعلاجات.

 وقد اتفق الطرفان على أن توفد المنظمة خبراء دوليين لزيارة الصين في أسرع وقت ممكن من أجل العمل مع نظرائهم الصينيين على تعزيز فهم الفاشية وتوجيه مساعي الاستجابة العالمية.

 وفي هذا الصدد، قال الدكتور تيدروس “إن وقف انتشار هذا الفيروس في الصين وعلى الصعيد العالمي هو الأولوية العليا للمنظمة الآن”. وتابع قائلاً “نقدّر الجدية التي تتعامل بها الصين مع هذه الفاشية، لا سيما الالتزام الذي أظهرته قيادتها العليا والشفافية التي أبدتها، بما في ذلك تقاسم البيانات المتعلقة بالفيروس وتسلسله الجيني. وتعكف المنظمة بدورها على العمل عن كثب مع الحكومة الصينية لتطبيق تدابير تساعد على فهم الفيروس والحدّ من انتقاله. وستواصل المنظمة العمل جنباً إلى جنب مع الصين والبلدان الأخرى كافة من أجل حماية الصحة وصون سلامة الناس”.

 وجاءت بعثة المنظمة إلى بيجين في وقتٍ ارتفع فيه عدد الحالات المؤكدة للإصابة بالفيروس إلى أكثر من 4500 شخص حول العالم حتى 28 كانون الثاني/يناير، علماً أن النسبة الأكبر من الإصابات في الصين.

 وأعرب وفد المنظمة عن تقديره البالغ للإجراءات التي اتخذتها الصين من أجل التصدي للفاشية، والسرعة التي حددت بها الفيروس وما أبدته من انفتاح في تقاسم المعلومات مع المنظمة والبلدان الأخرى.

ولا يزال هناك الكثير مما يتعين فهمه عن فيروس كورونا المستجد (2019-nCoV). فلا يزال مصدر الفاشية ونطاق انتشارها في الصين مجهولاً. وفي حين يظل مستوى الفهم الحالي للمرض محدوداً، فإن معظم الحالات التي أُبلغ عنها حتى اليوم مصابة باعتلالات خفيفة، فيما يعاني نحو 20 في المائة من المصابين بالعدوى اعتلالات وخيمة. وأشارت المنظمة والصين معاً إلى أن عدد الحالات المبلغ عنها، بما فيها الحالات خارج الصين، تثير قلقاً بالغاً. لذلك يتعين التوصل إلى فهم أفضل لأنماط انتقال الفيروس وحدته بشكل عاجل من أجل توجيه البلدان الأخرى فيما يتعلق بتدابير التصدي المناسبة.

 وتواصل المنظمة رصد التطورات بشكل مستمر ويمكن للمدير العام أن يقرر عقد لجنة الطوارئ بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) من جديد بإشعار زمني قصير جداً. ويظل أعضاء اللجنة على أهبة الاستعداد وتجري إحاطتهم علماً بالمستجدات على الدوام.