في نهاية ديسمبر ٢٠١٩ وبالتحديد ٣١ تم إبلاغ منظمه الصحة العالمية WHO عن إلتهاب رئوي مجهول السبب في مقاطعه ووهان الصينيه ومن هنا ابتدأت القصة مع فيروس COVID-19.

بعد هذا تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن مجموعة مصابين بهذا الإلتهاب الرئوي دون وفيات في هذه المقاطعة للتحقيق والتحري عن أسباب هذا المرض. WHO زادت من العمل مع الحكومه الصينيه لمراقبة الازمه ونشر التفاصيل عن الحالات عالميا عبر تقاريرها المختصة.

بتاريخ ١٠ يناير ٢٠٢٠، بدأت منظمة الصحة العالميه بنشر تقرير مراجعة القدرات الوطنيه لفيروس كورونا الجديد وإرساله لجميع الدول. كان الهدف الرئيسي من هذا التقرير هو تحسين فهم القدرات الموجودة في مجال الكشف والاستجابة لفيروس كورونا الجديد الذي يعد حيواني المنشأ ويسبب أمراض تنفسيه، تم تطوير هذه الأداة المرجعية مع فيروسات اخرى مثل SARS-COV و MERS-COV من خلال البحث والمشاورة مع الدول الأعضاء.

حتما ستساعد هذه المعلومات السلطات الوطنية على تحديد الثغرات الرئيسية، اجراء تقييمات للمخاطر والتخطيط لإجراء 

تحقيقات إضافية وإجراءات الاستجابة والرقابة.

في تاريخ ١٢ يناير ٢٠٢٠، نشرت وزارة الصحة الصينية مع منظمه الصحة العالميه WHO التسلسل الجيني للفيروس التاجي الجديد، وكان مهما جدا للبلدان الأخرى لتطوير الطرق التشخيصية محدده لهذا المرض.

بدأت الحالات عالميا بالانتشار خارج الصين وابتدأت بتايلندا، كوريا الجنوبية، اليابان وسنغافورة. كردة فعل عقد الاجتماع الأول للجنة الطوارئ بشأن تفشي فيروس كورونا الجديد. من خلال هذا الاجتماع دعى المدير العام لمنظمة الصحة العالميه لجنة الطوارئ للنظر في اعلان التفشي لفيروس كورونا الجديد عالميا بعد انتشاره في الصين. ولكن اعتبر العديد من الأعضاء انه من السابق لأوانه الإعلان عن حالة طوارئ صحية عمومية ذات أهمية دولية ولكن سوف ينظر لهذا القرار بعد ١٠ ايام على حسب تزايد الحالات المصابة.

وفعلًا ازدادت الحالات وبتاريخ ٣٠ يناير ٢٠٢٠، أعلنت منظمة الصحة العالميه حالة الطوارئ العالميه لمواجهة هذا المرض. كان هذا القرار مبني على تفشي هذا الفيروس في خمسة دول تابعة لمنظمة الصحة العالمية في شهر واحد وقد لاحظت ان اكتشاف الحالات المبكره وعزلها وعلاجها وتتبع المصابين والمخالطين لهم اجتماعيًا تماشيا مع مستوى الخطر قد تساعد في الحد من انتشاره.

في الشهر التالي بتاريخ ١٢ فبراير ٢٠٢٠ تم تغيير اسم مرض فيروس كورونا الجديد الى COVID-19 من قبل WHO. وكان تغيير الاسم بناءً على الإرشادات الإلزامية التي تشير الى ان اسم المرض لايمكن ان يشير الى موقع جغرافي، حيواني، فرد او مجموعة من الناس، حيث  يجب ان تكون متصلة بالمرض وهذا يساعد في الحماية من استخدام أسماء اخرى قد تكون غير دقيقة.

بعد تغير المسمى، اجتمع أكثر من ٤٠٠ باحث وعالم عالمي في جنيف لتسريع البحث العلمي لوقف الفيروس وقد تناول الاجتماع تطوير تشخيصات سهلة التطبيق، تسريع انتاج لقاحات ومنع انتشار العدوى.

توالت الأحداث العالمية بتدخل الامم المتحدة حيث قامت بتنشيط فريق اداره الأزمات بقياده منظمة الصحة العالمية.

في إجراءات المنع للانتشار لهذا الفيروس، قامت منظمه الصحة العالميه بشحن إمدادات معدات الوقايه الى ٢١ دولة، حيث 

بإمكان ٤٠ دوله افريقيه و٢٩ دوله غير الأمريكيتين القدرة على اكتشاف الفيروس. أعلنت بعد ذلك WHO عن تطوير أكثر من ٢٠ 

لقاح وبعد الأدوية تدرس فعاليتها في دراسات بحثية. ولكن أكدت ان كل فرد يجب ان يقوم بالوقاية الشخصية لحماية نفسه وغيره.

اليوم مع تفشي الفيروس عالميا ووصوله الى مملكتنا الغالية يجب اخذ الحذر والوقاية الشخصيه وتتبع الإرشادات الوقائية من وزاره الصحه للحد منه. بكل بساطه الوقاية مهمه ضد ‫كورونا ولكن الذي يحدث في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض القنوات الإعلامية مبالغ فيه ويدعو لترهيب العامة.

في المستشفى الذي اعمل فيه حاليا في لندن ١٤ حالة إيجابيه وأربع منها تشافت بعد ٢٠ يوم وزال خطر الفيروس وتم خروجهم من المستشفى حتى لم يحدث لهم اَي مضاعفات تنفسيه تتطلب التنفس الاصطناعي.

جميع الحالات المصابة بالفيروس تم ضمهم في دراسات إكلينيكية بحثية من قبل باحثين اعرفهم شخصيًا والوضع لايستدعي 

القلق الزائد. 

عالميا اغلب وفيات كورونا من كبار السن والأشخاص الذين لديهم مضاعفات صحية كأمراض القلب، التنفس، الكلى، السكري والسرطان وغيرها وهذا شي طبيعي مناعتهم تكون اقل وتأثير الفيروس يكون اكثر حده وهذا للتوضيح ليس حصرآ على الكورونا.

الى الان لايوجد لقاح فعال ضده ‪COVID-19وتعتمد على مناعة الشخص المصاب مع العناية المعتاده من الطاقم الطبي والاهتمام بالنظافة للمستشفى وللموظفين والزوار. غالبا الكورونا ينتقل بعدة طرق: عن طريق تنفس الفيروس من خلال المسافه القريبة من الشخص المصاب بحوالي مترين او عن طريق التلامس مع الأسطح التي تعرضت للفيروس عن طريق سعال المريض او أيضاً من خلال لمس شيء معين، كان قد لمسه إنسان مصاب، ثم وضع يدك على أنفك أو فمك أو عينك.

يعتمد طول فترة بقاء أي فيروس تنفسي على عدد من العوامل، على سبيل المثال: نوعية السطح الملامس، ما إذا كان يتعرض لأشعة الشمس، درجة الحرارة والرطوبة، التعرض لمنتجات التنظيف، في معظم الحالات، كمية الفيروس المعدية على الأسطح الملوثة تنخفض بقدر كبير خلال 72 ساعة. أفضل طريقة لتقليل أي خطر للإصابة هي النظافة الجيدة وتجنب الاتصال المباشر أو الوثيق (أقرب من مترين) مع أي شخص يحتمل أن يكون مصابًا.

ينصح باستخدام الكمامات فقط من قبل الأفراد الذين يعانون من أعراض الفيروس للحد من خطر انتقال العدوى إلى أشخاص آخرين

 ‏لا ينصح بارتداء أقنعة الوجه (المعروفة باسم الأقنعة الجراحية أو N95) للحماية منه من قبل الطاقم الطبي او العامة سواءً داخل المستشفى او خارجها بإستثناء الطاقم الطبي المباشر للحالة في غرفة العزل فقط ويتم التخلص منه بعد ذلك في أماكن مخصصة له.

اخيرا منظمه الصحة العالمية ومنظمه CDC للسيطرة على الأمراض والوقاية منها العالمي أوصت الجميع بغسل اليدين بالماء 

والصابون لمده لا تقل عن٢٠ ثانية بعد الكحة او السعال، عند اختلاطك بمصاب، قبل وبعد تحضير الاكل، قبل الاكل، بعد استخدام 

دورات المياه وبعد مخالطته الحيوانات بأنواعها. عند عدم توفر الماء يجب استخدام المعقمات لليدين بحيث ان تكون نسبة الكحول في المعقم لا تقل عن ٦٠٪؜.

بتاريخ ٣ من مارس ٢٠٢٠، دق ناقوس الخطر عالميا بعد اعلان منظمه الصحة العالمية عن نقص معدات الحماية الشخصية الذي قد تهدد العاملين الصحيين في جميع أنحاء العالم حيث ان المنظمة قد اوصت المصانع ان تزيد من التصنيع بقدر ٤٠٪؜ لمواكبة نقص المعدات المتطلبة للحماية.

وأخيرا الشئ المفرح لنا جميعا COVID-19 سوف يزول مع انتاج اللقاحات المخصصة له التي قد تتطلب بعض الوقت ومع اتباع التوصيات الإرشادية سوف يقل انتشارا بإذن الله فالحمدلله الى تاريخ اليوم معدل الوفيات عالميا ٣.٤ ٪؜ 

واغلب الحالات المصابة عالميا تعافت بمعدل ٩٤.٢٢٪؜ فهذه اخبار مفرحة وتدعونا للتفاؤل.

اتمنى السلامة للجميع في وطننا المعطاء وأثق ثقة تامة ان الجهات المسؤولة في الوطن على أهب الاستعداد للوقاية والحماية من خطر 

انتشار هذا الفيروس لما نمتلك من القدرات والخبرات السابقة.

دمتم بود

 

 

 

د\جابر بن سعود القحطاني

باحث دكتوراه في طب التنفس

متخصص في أمراض الجهاز التنفسي في كلية لندن الجامعية UCL

أخصائي تنفسي في مستشفى لندن الملكي

زميل دولي في الجمعية الدولية للتنفس الصناعي

زميل مشارك في أكاديمية التعليم العالي البريطاني

مراجع معتمد لمجلات عالمية في تخصص طب التنفس