بما أننا نعمل بجد للحفاظ على أنظمتنا والسيطرة على انتشار فايروس كرونا المستجد وهذا هو ما يشغل كثير من العاملين وأصحاب القرار في المجالات ذات العلاقة، فإن الاستعداد لمرحلة التعافي بعد نهاية هذا الوباء قد لا تحظى بنفس مستوى الاهتمام ، إذ أن الحياة التي نعمل لتحقيق التوازن  الصحي والإنتاج العالي فيها هي حيلة الفرد و المجتمع المتأثرة بالأنظمة و السياسات، حيث أن هذا الوباء لم يؤثر فقط على الأنظمة الحكومية بل أيضا وتحديدا على الأفراد وكان هذا التأثير ماليا وعقليا وجسديا، خاصة المجموعات ذات الاحتياجات الخاصة  مثل المسنين والمعوقين، لهذا ستحتاج بعض الأنظمة مثل التعليم والدعم الاجتماعي إلى جهود إضافية للتعافي. كيف يمكن لنا تحضيرها؟ هذا هو ما سنركز عليه هنا.

 

تحليل البيانات:

حاليا هناك كمية هائلة من البيانات لجميع الأنظمة والتي لها علاقة بالوضع والخدمات الخاصة بالنظام بعد التأثر بجائحة كورونا المستجد. دراسة هذه البيانات سيساعد مثلا على معرفة لعدد الأشخاص الذين سيحتاجون إلى الخدمات التي تدعم الصحة الذهنية، وعدد الأطفال الذين يعانون من العنف المنزلي خلال هذه الفترة، وعدد الأعمال التجارية التي تعطلت، وعدد الطلاب الذين سيحتاجون إلى عناية إضافية العام المقبل، ونوع الاتجاهات الثقافية والاجتماعية التي ظهرت خلال هذه الفترة. ستشكل هذه البيانات مستقبل المجتمع وكذلك الخدمات التي يمكن تقديمها. 

 

العصف الذهني لوضع الحلول:

نظرًا لأن كورونا المستجد يؤثر على كل الأنظمة ، فيجب على كافة الأنظمة العمل معا  في مرحلة التعافي كفريق كما هو الحال الان في مرحلة السيطرة و المكافحة. كلما كانت الحلول عبارة عن مشاريع وسياسات متكاملة كلما اقتربنا من الحلول الفعالة والتي يجب أن تكون في نفس الوقت  دقيقة وواضحة وأيضا:

-جذابة في التطبيق

– استهداف المصلحة العامة والرغبة في الالتزام بها

– منخفضة التكلفة وعالية الاستدامة

يجب أن تركز هذه الحلول على الزيادة المتوقعة  في الطلبات للخدمات العامة ، والزيادة في أسعار المنتجات التجارية ، وتقليل الالتزام  بالسلوكيات الوقائية تدريجيًا.

 

الاختبارات:

اختبار وتقييم الحلول المقترحة  لقياس تحمل المجتمع لها قبل التنفيذ العام ، حيث يعتبر الاختبار خطوة أساسية لنجاح مرحلة التعافي والحفاظ على خط أساس سليم لهذه المرحلة. لذلك من المهم منحها الوقت والميزانية اللازمة إذ أنها ستحدد ما إذا كان الحل يفي بجميع مواصفات الحلول الفعالية أو لا.

في الختام ، فإن محاربة كورونا المستجد تستهلك كمية هائلة من الموارد ، وبحلول نهاية هذه المعركة ، سيتم استنفاذ الأنظمة لإدارة التعافي الصحي بكفاءة. ما لم نعمل، من أجل هذه الخطوة الآن ودراسة الوضع الحالي والمستقبل المتوقع لها .

 

 

أ\ رانية زمزمي.