الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

تُجري المنظمة مشاورات مكثفة من أجل وضع إطار جديد لتوجيه إتاحة وسائل تشخيص مرض كوفيد-19 وعلاجاته ولقاحاته بشكل عادل ومنصف في جميع البلدان.

 وتعد هذه المبادئ الشاملة مفتاح تعزيز إتاحة هذه المنتجات الصحية الأساسية بشكل منصف وتوزيعها على نحو عادل ليكون لها أكبر أثر ممكن على الصعيد العالمي.

 فعلى سبيل المثال، بمجرد تحديد لقاح ناجح، سيقدم الفريق الاستشاري الاستراتيجي التابع لمنظمة الصحة العالمية توصيات بشأن استخدامه على نحو مناسب وعادل.

 ويُقترح أن تُنفّذ عملية توزيع اللقاحات على مرحلتين.

 في المرحلة الأولى، تُوزّع الجرعات بشكل متناسب على جميع البلدان المشاركة في آن واحد بهدف الحد من المخاطر الإجمالية.

 وفي المرحلة الثانية، ستولى عناية للتهديدات وأوجه الضعف في البلدان.

 وتُعطى الأولوية للعاملين في الخطوط الأمامية في سياقات الرعاية الصحية والاجتماعية لأنهم يؤدون دورا أساسيا في علاج السكان وحمايتهم، فضلا عن أنهم يخالطون بشكل وثيق الفئات المعرضة لمعدلات عالية من الوفيات.

 وقد أظهرت البيانات الأولية أن البالغين الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة والذين يعانون من حالات المراضة المصاحبة هم أكثر الفئات عرضة لخطر الوفاة بسبب مرض كوفيد-19. 

 وبالنسبة لمعظم البلدان، فإن المرحلة الأولى من التوزيع التي تشمل ما يقرب من 20 في المائة من السكان من شأنها أن تغطي احتياجات معظم الفئات المعرضة للخطر.

 وإذا لم نحمِ هؤلاء الأشخاص الأكثر عرضة للخطر من الفيروس في كل مكان وفي آن واحد، فلن نتمكن من تثبيت النظم الصحية وإعادة بناء الاقتصاد العالمي.

 هذا هو الهدف المنشود من المرحلة الأولى الحاسمة من آلية توزيع اللقاحات.

هناك ترابط شديد بيننا جميعا.

 وكمثال بسيط، قد يحتاج اللقاح الذي يُستحدث في بلد ما إلى أن يُعبّأ في قنينات ذات سدادات مصنوعة في بلد آخر، باستخدام مواد لتصنيع الزجاج العالي الجودة لا تتوفر إلا في بلد آخر كذلك.

 وسيتعيّن تصنيع مليارات الجرعات بسرعة بغية إتاحتها لجميع الأشخاص الذين هم بحاجة إلى اللقاح، مما يستلزم توافر مئات الملايين من القنينات الزجاجية وتحديد طرق نقلها بفعالية.

 ويعني كل هذا أن ثمّة حاجة في الوقت الحالي إلى تخطيط ممتاز على أعلى المستويات استعدادا لتطعيم وعلاج سكان العالم مع ظهور تكنولوجيات جديدة في طور الإعداد. 

 وبينما نعكف على تسريع وتيرة التقدم العلمي، لابد من التحلي بروح التضامن من أجل إيجاد حل مشترك للجائحة.

 ويعد مرفق كوفاكس لإتاحة اللقاحات المضادة لكوفيد-19 على الصعيد العالمي الآلية الضرورية للقيام بعمليات شراء مشتركة والمشاركة في تحمّل المخاطر من خلال عدة لقاحات، ولهذا السبب وجّهت اليوم رسالة إلى جميع الدول الأعضاء لتشجيعها على الانضمام إلى هذا المرفق.

نحن مثل جوقة الأوركسترا، بحاجة إلى العزف على جميع الآلات بشكل متناغم لكي نتمكّن من أداء الموسيقى التي يهواها الجميع.

 فلن يكفي العزف على آلة واحدة أو آلتيْن بمفردهما بينما العالم بأسره ينتظر ويصغى باهتمام.

 وسنسعى جاهدين إلى جمع شمل أعضاء هذه الجوقة من أجل تعزيز العلم والحلول والتضامن لأننا نؤمن في أعماق وجداننا بأن عملنا يكون أفضل عندما نضطلع به معاً.