الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية:

هناك حاليا تسعة لقاحات تشكل جزءا من هذه المحفظة الدينامية؛ التي يتم استعراضها وتحسينها باستمرار لضمان إتاحة أفضل مجموعة ممكنة من المنتجات.

وحتى في هذه اللحظة، هناك مناقشات جارية مع أربعة منتجين آخرين.

وهناك تسعة لقاحات أخرى يجري تقييمها حالياً على المدى الأطول.

فهذا المرفق هو الآلية الحاسمة للشراء المشترك وتجميع المخاطر عبر لقاحات متعددة، بحيث يُتاح لجميع البلدان المشارِكة في المرفق الحصول على أي لقاح تثبت مأمونيته وفعاليته.

والأهم من ذلك، أن هذه الآلية هي التي ستمكّن من تنفيذ عملية النشر المنسق للقاحات على الصعيد العالمي.

وهو ما يصب في مصلحة جميع البلدان، حتى تلك التي استثمرت مع فرادى الشركات المصنعة بشكل مستقل.  

ونحن نعمل مع مصنعي اللقاحات لتزويد جميع البلدان التي تنضم إلى هذا المرفق بجميع اللقاحات المرخصة والمعتمدة، في الوقت اللازم وعلى قدم المساواة.

ولا يتيح ذلك تجميع المخاطر فحسب، بل يعني أيضا أن الأسعار سوف تبقى منخفضة قدر الإمكان.

وتشير البحوث الجديدة إلى أن المنافسة العالمية على جرعات اللقاح يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني مقارنة بالمساعي التعاونية، مثل مرفق كوفاكس.

كما أن تلك المنافسة قد تؤدي إلى إطالة أمد الجائحة، حيث أن عددا قليلا فقط من البلدان سيستحوذ على معظم الإمدادات.

إن المنظور القومي للقاح لا يساعد إلا الفيروس نفسه. 

وقد استثمر العالم حتى الآن 12 تريليون دولار لتحريك عجلة الاقتصادات.

غير أن الاستثمار في مرفق كوفاكس هو أسرع طريقة لإنهاء هذه الجائحة وضمان الانتعاش الاقتصادي المستدام.

فمن خلال إطار التخصيص، سيكفل المرفق حصول جميع البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط والمرتفع على اللقاح في الوقت اللازم بمجرد أن يتوفر لقاح مأمون وفعال.

ولا يتوقف نجاح مرفق كوفاكس على البلدان التي تنضم إليه فحسب، بل أيضا على سد الثغرات التمويلية الرئيسية لكل من أعمال البحث والتطوير ودعم الاقتصادات المنخفضة الدخل ضمن إطار المرفق. 

إن سبيلنا الوحيد للخلاص من هذه الجائحة هو أن نقوم بذلك معا.

وفي البداية، عندما تكون الإمدادات محدودة، من المهم توفير اللقاح للفئات الأكثر عرضة للخطر في جميع أنحاء العالم.

ويشمل ذلك العاملين في مجال الصحة، لأنهم على الخطوط الأمامية في مواجهة هذه الجائحة، ولما لهم من أهمية فائقة في إنقاذ الأرواح واستقرار النظام الصحي إجمالاً.

كما يشمل الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا وأولئك الذين يعانون من أمراض معينة تزيد من تعرضهم لخطر الوفاة إذا أصيبوا بمرض كوفيد-19.

ومع زيادة الإمدادات، سيتم توسيع المرحلة التالية من نشر اللقاح استناداً إلى تقييم مدى تأثر كل بلد بالفيروس.

وهناك عدد من اللقاحات في المرحلة النهائية من التجارب السريرية حالياً، ونأمل جميعا أن يتوفر لنا العديد من اللقاحات المرشحة الناجحة التي تثبت مأمونيتها وفعاليتها على حد سواء.  

ولكي يتسنى لنا الحصول على جرعات كافية لبدء نشر اللقاحات، فإن الخطوة التالية للشراكة هي أن تقدم البلدان التزامات ملزمة بدعم مرفق كوفاكس.

ففي حين نعرب عن امتناننا للأموال التي تم الالتزام بها بالفعل لدعم مرفق كوفاكس، فإن هناك حاجة ماسة إلى المزيد لمواصلة إحراز التقدم في العمل على محفظة اللقاحات.

إن هدف الآلية هو توفير ما لا يقل عن ملياري جرعة من اللقاحات المأمونة والفعالة بحلول نهاية عام 2021.

وفي ظل استثمار الحكومات تريليونات الدولارات في التحفيز الاقتصادي، فإن مرفق كوفاكس يتيح عائداً استثمارياً ضخماً.

هناك ضوء في نهاية النفق وكما قلت في الأسبوع الماضي، يمكننا أن ننجح ما دمنا نعمل معاً.

وبينما نستثمر بشكل جماعي في البحث والتطوير في مجال اللقاحات، فإن علينا أيضا أن نستخدم الأدوات المتاحة لنا الآن لكبح جماح هذا الفيروس.

ففي حين تسعى الحكومات لتعزيز نُظمها في مجالات التتبع والتعقب والفحص والعزل ورعاية المرضى وتتبع مخالطيهم وإخضاعهم للحجر الصحي، فإن لكلٍ منا دوراً يقوم به في هذا المجال.

فإذا حرصنا جميعاً على تطبيق قواعد التباعد الجسدي وتنظيف اليدين باستمرار وارتداء الكمامات ومتابعة المستجدات، فسيكون بإمكاننا كسر سلاسل انتقال العدوى معاً.

احرصوا على تطبيق هذه الممارسات جميعها.

احرصوا على تطبيقها الآن.

لقد كان التواصل بشأن التحديات والحلول، وسيظل، عاملا رئيسيا في القضاء على هذه الجائحة.

وقد التحق أكثر من 4 ملايين شخص بدوراتنا التدريبية عبر منصتنا المفتوحة للتعلم الإلكتروني OpenWHO.org.

وقد أبرمت المنظمة شراكةً مع الاتحاد العالمي للصحفيين العلميين من أجل إيصال العلوم المعقدة والمتطورة بدقة.

وعقدت المنظمة، من خلال مكاتبنا الإقليمية، حلقات دراسية على شبكة الإنترنت بلغات متعددة للصحفيين لمكافحة المعلومات المضللة.

كما أُعدّت دورة تدريبية ضخمة على الإنترنت للصحفيين الذين يغطون أخبار الجائحة، من خلال شراكة بين منظمة الصحة العالمية واليونسكو ومركز نايت للصحافة في جامعة تكساس أوستن. 

وسجل في الدورة أكثر من 9000 صحفي من 162 بلداً.

وتم تقديم التدريب عبر الإنترنت باللغات الإنجليزية والفرنسية والبرتغالية والإسبانية، وسوف يتاح قريباً باللغات العربية والصينية والروسية والهندية.

ويمكن الاطلاع على المزيد من المعلومات حول هذه الدورات على موقعنا الإلكتروني.