تعد التوعية الصحية حجر الأساس في بناء صحة الإنسان ولا خلاف بأن المنبع التقليدي للمعلومة الصحية هو العامل الصحي بمختلف التخصصات، ويعد التثقيف الصحي من أهم واجباته إلا أن هذا الدور التقليدي ليس كافٍ لترسيخ وعيٍ مجتمعي وبناء سلوكٍ صحي، حيث يقع على الإعلام مسؤولية كبيرة في نشر المعلومة الصحية وإيصالها لأكبر شريحة ممكنة وهي في الواقع تقوم بهذا الدور ولكن ماذا عن تطبيق الجودة ومواصفاتها في هذا الجانب لضمان وصول الرسالة التوعوية بشكل سليم وفعال.
إن التطورات الصحية تفرض علينا أن نرتقي بعملية التثقيف الصحي بشقيه التقليدي والإعلامي ونقدم محتوى ذا جودة عالية، فتطبيق الجودة في هذا الجانب كفيل بإنجاح وصول الرسالة إلى المستفيد بشكل واضح كما أنه يقلل الهدر في المال والجهد. ففي غياب تطبيق الجودة نرى أن هناك حملات تقام بتكلفة مالية كبيرة وبتغطية إعلامية ويبذل فيها جهود جبارة لكنها لا تؤدي الغرض الذي أقيمت من أجله ولا ترفع من وعي الجمهور قيد أنملة ولا تؤثر في تشكيل السلوك الصحي بل ربما مع غياب الجودة عن الفعاليات التوعوية نشاهد في الحملة ما يناقض محتواها فترى حملةً أقيمت عن التغذية الصحية ويقدم فيها غذاءٍ غير صحي!، وعلى الصعيد الإعلامي يقود عدم التزام معايير الجودة في نقل المحتوى التثقيفي إلى إيصال رسائل ناقصة أو مشوشة أو تثير الجدل لكونها لا تستند للبراهين العلمية، فلا تضيف للوعي الصحي شيئا أو أنها تقدم في قالب غير مناسب إضافة إلى أنه في عصر وسائل التواصل الاجتماعي تطغى بعض الأصوات والحسابات الشخصية ذات المحتوى الطبي على الحسابات الصحية الرسمية ، ونجح الكثيرون عبر هذه الحسابات من كسب ثقة المتلقي ويتم تداول محتواها بين الناس بشكل واسع بغض النظر عن دقة وصحة محتواها وهذا يضع على الجهات الصحية مسئولية إيصال المعلومة الصحيحة وبشكل يتناسب مع رغبة الجمهور ويجعلهم يتداولون المعلومات الصحيحة وذات الموثوقية وجودة المحتوى والقالب.

 

 

 

أ\إبراهيم الأكلبي 
– ممارس صحي تابع لوزارة الصحة 
– مدير تحرير صحيفة الواجهة الالكترونية  
– تويتر: @ibrahimalaklobi