الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

فتُتحت جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعون المستأنفة، على أنغام الأغنية الكلاسيكية الشهيرة “نحن أسرة واحدة” لفريق “سيستر سليدج”، وجوقة الممرضات في مملكة تونغا، وخطاب قوي ألقاه المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ودعا فيه إلى تمويل المنظمة على نحو مستدام وقابل للتنبؤ به، وبدء استعراض شامل للصحة والتأهب، وضرورة “إعادة بلورة” القيادة العالمية و”إقامة عهد جديد من التعاون” يجسّد العبر المستخلصة من جائحة كوفيد-19.

ودعا الدكتور تيدروس الدول الأعضاء إلى “معالجة اختلال الموازين الصادم والمتزايد بين الاشتراكات المقدرة والمساهمات الطوعية المخصّصة في معظمها”، مشيراً إلى أن الميزانية السنوية للمنظمة تعادل ما ينفقه العالم على منتجات التبغ في يوم واحد.

وحذّر من أن “اللقاح لا يمكن أن يعالج نقص الاستثمار العالمي في وظائف الصحة العامة الأساسية والنظم الصحية القادرة على الصمود، ولا الحاجة الملحة إلى اتّباع نهج “الصحة الواحدة” الذي يشمل صحة الإنسان والحيوان والكوكب الذي نتقاسمه. كما أنه لا يوجد لقاح للفقر أو الجوع أو تغيّر المناخ أو عدم المساواة”.

ودعا إلى “القيادة القائمة على الثقة المتبادلة والمساءلة المتبادلة، من أجل القضاء على الجائحة ومعالجة أوجه عدم المساواة الأساسية التي تشكل الأسباب الجذرية للعديد من مشكلات العالم.”

وقال إن “الوقت قد حان ليتعافى العالم من ويلات هذه الجائحة والانقسامات الجيوسياسية التي تدفعنا الى مزيد من التردي في مستقبل تتناقص فيه آفاق الصحة والأمن والعدل. فيجب علينا أن نختار الصحة اليوم وكل يوم. فنحن أسرة كبيرة واحدة”.

وقدم مدير المنظمة التنفيذي المعني بالطوارئ الصحية الدكتور مايك راين أحدث المعلومات عن جائحة كوفيد-19، وأشار إلى وصولنا إلى “مرحلة مؤلمة” بلغ فيها عدد الحالات 50 مليون حالة في العالم.

وقدم رئيس لجنة الخبراء المستقلين الاستشارية في مجال المراقبة المعنية ببرنامج المنظمة للطوارئ الصحية تقرير اللجنة الذي شمل عدة توصيات وخلص إلى ما يلي: “أثبت برنامج المنظمة للطوارئ الصحية خلال السنوات الأربع الماضية، قدرته على إدارة حالات الطوارئ المتعددة وساعد على تأكيد مكانة المنظمة بصفتها الرائدة في مجال الصحة العالمية… لكن جائحة كوفيد-19 أبرزت التحديات التي تواجهها المنظمة في التعامل مع الجوائح العالمية بروزاً كبيراً، ووضع برنامج المنظمة للطوارئ الصحية تحت أنظار العالم المتفحصة”.

وقدم رئيس لجنة المراجعة المعنية بتنفيذ اللوائح الصحية الدولية (2005) أثناء الاستجابة لكوفيد-19، البروفيسور لوثار ه. ويلير، رئيس معهد روبرت كوخ بألمانيا، أحدث المعلومات عن عمل اللجنة واستنتاجاتها الأولية.

وقدم كبير مستشاري المدير العام، الدكتور بروس إيلوارد، إحاطة إلى الدول الأعضاء بشأن التقدم المُحرز في مبادرة تسريع إتاحة أدوات مكافحة كوفيد-19، مشيراً إلى الإنجازات الرئيسية المتعلقة بالاختبارات السريعة، والعلاجات المنقذة للأرواح، ومرفق كوفاكس وإطاره الخاص بالتوزيع العادل.

 وأشار إلى أن مدى إتاحة هذه الأدوات المهمة يتفاوت تفاوتاً كبيراً من بلد إلى آخر، ويمكن أن يتدهور إذا لم تُتّخذ إجراءات عاجلة لسد الفجوة في تمويل مبادرة تسريع الإتاحة التي بلغت 4,5 مليارات دولار أمريكي.

ومُنحت جائزة قادة الصحة التي يقدمها المدير العام للمنظمة للقيادة المتميزة في مجال الصحة العالمية لصاحبة السمو الملكي الأميرة منى الحسين، أميرة الأردن، وجوقة الممرضات في مملكة تونغا.

ونظرت جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعون في اقتراح بشأن إدراج بند تكميلي في جدول الأعمال بعنوان “دعوة تايوان إلى المشاركة في جمعية الصحة العالمية بصفة مراقب”.

ونُظر في الاقتراح وفقاً لعملية متفق عليها لإجراء مناقشة منظمة، تعرف باسم ترتيب “اثنين زائد اثنين”. وقرّرت جمعية الصحة العالمية الثالثة والسبعون بعد إجراء هذه العملية، عدم إدراج هذا البند في جدول أعمالها.

وهذه هي المرة الخامسة عشرة منذ عام 1997 التي يقدم فيها هذا الاقتراح.

ووفقاً لقرار مماثل للجمعية العامة للأمم المتحدة، قرّرت جمعية الصحة العالمية، بموجب القرار ج ص ع25-1 لعام 1972، “(…) الاعتراف بممثلي حكومتها بوصفهم الممثلين الشرعيين الوحيدين للصين لدى منظمة الصحة العالمية (…)”. ومازال هذا القرار سارياً، بعد 48 عاماً.

وعلى الرغم من أن مسألة عضوية تايوان في منظمة الصحة العالمية ومشاركتها في جمعية الصحة العالمية مازالت تمثل مسألة بالنسبة إلى الدول الأعضاء، فإن المنظمة تعمل مع جميع السلطات الصحية التي تواجه جائحة فيروس كورونا الحالية، بما في ذلك خبراء الصحة التايوانيون.