الجودة الصحية (متابعات) حنين المحمود

تم إطلاق حملة رائدة عالمية جديدة لتعبئة الشباب من أجل الاستثمار في حلول وأنشطة يتولى الشباب زمامها استجابةً لجائحة كوفيد-19، وتوسيع نطاق الأنشطة الشبابية القائمة في هذا المجال. وقد أطلقت هذه المبادرة بفضل تحالف بين كبرى الحركات والمنظمات الشبابية في العالم، جنباً إلى جنب مع منظمة الصحة العالمية ومؤسسة الأمم المتحدة.

وتقود مبادرة “التعبئة الشبابية العالمية من أجل جيل مضطرب”  المنظمات الشبابية الست الكبرى (وهي: جمعية الشبان المسيحية، وجميعة الشابات المسيحية العالمية، والمنظمة العالمية لحركة الكشافة؛ والرابطة العالمية للمرشدات وفتيات الكشافة؛ والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، وجائزة دوق أدنبره الدولية)، حيث يشارك فيها بنشاط أكثر من 250 مليون شابة وشاب، وتهدف إلى دعم الشباب لتشكيل الجهود الرامية إلى عكس مسار آثار الجائحة والمشاركة فيها.

وستتضمن مبادرة التعبئة العالمية للشباب عقد مؤتمر قمة عالمي للشباب في نيسان/أبريل 2021، وإنشاء صندوق بقيمة 5 ملايين دولار لدعم المنظمات الشبابية المحلية والوطنية، بما في ذلك تقديم منح للحلول التي يقودها الشباب، بالإضافة إلى برنامج لتسريع جهود الاستجابة الحالية وتوسيع نطاقها.

وتدعو قيادات منظمة الصحة العالمية والمنظمات الست الكبرى والمنظمات الشبابية في جميع أنحاء العالم الحكومات والشركات وصناع السياسات إلى دعم جهود التعبئة العالمية للشباب والالتزام بالاستثمار في مستقبل الشباب. وستدعم هذه التدابير مباشرة الشباب المنخرطين على مستوى القاعدة الشعبية في التصدي لبعض التحديات الصحية والمجتمعية الأكثر إلحاحاً الناجمة عن هذه الجائحة.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام للمنظمة: “إنه شرف للمنظمة أن تنضم إلى هذه الحركة العالمية المثيرة والقوية حقاً لتعبئة وتمكين الشباب في جميع أنحاء العالم ليصبحوا القوة الدافعة للتعافي من جائحة كوفيد-19.” وأضاف قائلاً “إن جهود المنظمات الست الكبرى ومؤسسة الأمم المتحدة تتيح للمنظمة وللعالم فرصة فريدة للتعلم من مئات الملايين من الشباب والاسترشاد بحلولهم المستدامة لمساعدة المجتمعات المحلية على إعادة البناء بشكل أفضل في أعقاب هذه الجائحة.”

وفي حين أن الآثار الصحية المباشرة للجائحة على الشباب كانت أقل حدة عموما، فإنهم يتأثرون بشكل غير متناسب بالعواقب الطويلة الأمد لهذه الجائحة. وتشمل هذه الآثار اضطرابات التعليم، وعدم اليقين الاقتصادي، وفقدان فرص العمل أو انعدامها، والآثار على الصحة البدنية والنفسية، والصدمات النفسية الناجمة عن العنف المنزلي. فعلى سبيل المثال، وُجد أن 90 في المائة من الشباب تقريباً يعانون من القلق النفسي الناجم عن كوفيد-19؛ وأكثر من مليار طالب في كل بلد تقريباً تأثروا بإغلاق المدارس؛ فيما فقد 1 من كل 6 شباب في جميع أنحاء العالم وظائفهم أثناء الجائحة.

وفي الوقت نفسه، يمسك الشباب أيضاً بزمام التغيير وينفذون الحلول استجابةً لـكوفيد-19 من خلال إجراءات تقوم على التدخلات المجتمعية والخدمة التطوعية، كالقيام بدور المستجيبين الأوائل وتقديم الأغذية والإمدادات إلى المحتاجين. وستلفت مبادرة التعبئة العالمية للشباب الانتباه إلى الحاجة الملحة لإيجاد حلول تدعم الشباب، وتبرز الدور القيادي الحاسم الذي يؤدونه في مجتمعاتهم المحلية لمواجهة آثار الجائحة.