سلسلة عمل المرأة “ظاهرة صحية”

 

 

تطبيق مفاهيم الجودة الحديثة …. ظاهرة إدارية صحية

لا بأس من إستيراد المفاهيم والتقنيات الحديثة ولكن حذار من الإقتباس والتكاسل عن البناء فما ذلك إلا هدر ومضيعة للوقت والجهد والمال

 

من الأخطاء التي نقع فيها غالبا تبني المفاهيم والتقنيات الحديثة دون معالجتها لتناسب إحتياجاتنا وواقعنا مما يؤدي لفشلها وعدم جدواها لدينا. من أبرز الأمثلة على ذلك مفاهيم الجودة والتي أعطت نتائج مذهلة في مجتمعات عديدة في حين أصبحت تمثل عبء وظيفي في أنظمة العمل لدينا والسبب في ذلك سياسة “الإقتباس لا البناء” التي ننتهجها إداريا وعمليا. 

لطالما ترددت لدينا عبارات خيبة الأمل في ردهات المستشفيات بسبب عدم إستخدامنا للتقنية الحديثة والمؤلم أن ذلك ليس بسبب عدم تبني تلك التقنيات وإنما بسبب عدم تشغيلها وتفعيلها رغم تبنيها!! تبني الأحدث في التكنولوجيا الصحية والطبية من إستراتيجيات النظام الصحي السعودي إلا أنها غالبا ما تمثل هدر لا تطوير وذلك إما لعدم توفر اليد العاملة المشغلة أو لعدم توفر الصيانة اللازمة. “الإقتباس لا البناء”

إرتفاع نسبة مساهمة المرأة في كادر العمل يمثل مؤشر إيجابي في المجتمعات المتقدمة وكذلك الحال في مجتمعنا ولكن في تلك المجتمعات يتم تقييم تلك النسبة من خلال علاقتها مع متغيرات وعناصر محددة ومن ذلك مثلا معدل الإنجاب بحيث لا يعتبر إرتفاع نسبة السيدات العاملات مؤشر إيجابي إذا لم يصاحبه إنخفاض في معدل الإنجاب! في حين نقيم في مجتمعنا المؤشرات كنسبة مساهمة المرأة في كادر العمل مجردة من أي عوامل ذات علاقة سواء قوانين عمل المرأة أو أي عناصر ذات علاقة بدور المرأة في المجتمع. هنا نرتكب خطأين بمنتهى الخطورة: الأول تبني مفهوم حديث دون تعديله بما يناسب إحتياجنا والخطأ الثاني التعامل مع ذلك المفهوم بمعزل عن العوامل ذات الصلة. “الإقتباس لا البناء”

ليصبح عمل المرأة السعودية ظاهرة مجتمعية صحية لا بد من الأخذ بالإعتبار عدم رغبتنا بخفض معدل الإنجاب، خصوصية المرأة السعودية بعدم قيادتها للسيارة، عدم نضج التعليم القبل مدرسي في نظام التعليم السعودي، محدودية بدائل الرعاية لذوي الإحتياجات الخاصة لدينا، محدودية بدائل رعاية كبار السن …… ” البناء لا الإقتباس”

 

د.عبير الراشد

استاذ الإدارة الصحية المساعد/ جامعة الملك سعود