الابتكار الصحي/ إعداد: أ.عبدالكريم الصقعبي

 

كان قطاع الرعاية الصحية من المجالات المتأخرة في مواكبة آخر التطورات في أساليب دمج البيانات بين الأجهزة والأنظمة الطبية. لكن مع جائحة كورونا والتغيّرات المفاجئة على الصعيد العالمي كان لابد من اتخاذ قرارات حازمة. بالإضافة إلى ذلك فإن تطور تقنية الشبكات والطب الحديث مثل الهواتف الذكية  والطب اللاسلكي (Telemedicine) والأجهزة القابلة للارتداء (Wearable Devices) هي من العوامل الرئيسية التي ‏تساهم في تنمية التشغيل التفاعلي البيّني للأجهزة الطبية.

تتوافق عملية الدمج التكاملي للأجهزة الطبية مع عدة مصطلحات مختلفة  منها التشغيل البيّني والاتصال  والتواصل. ‏ بالمجمل العام، يتضمن النظام القدرة على تبادل البيانات واستخدامها بأمان ‏وسلامة وفعالية تامة بين عدد واحد أو أكثر من الأجهزة والتقنيات والأنظمة.  ‏وهذا يشمل الأجهزة الطبية ونظم المعلومات الصحية (HIS) مثل السجلات الطبية الإلكترونية (EMR)  والسجلات الصحية الإلكترونية  (EHR).

‏ تسعى المؤسسات الصحية إلى إيجاد الطريقة الأنسب والأكثر موثوقية لدمج الأجهزة الطبية المختلفة بمنظور مالي مناسب. ‏علاوة على ذلك الحصول على أفضل النتائج بجودة واستمرارية فعالة.  ‏كما أثبتَ انه في حال تحسين رعاية المرضى ‏يمكن توفير أكثر من 30 مليار دولار من المدخرات السنوية في مجال الرعاية الصحية.

خلال نوبة الممرضين والممرضات المعتادة، فإنهم يعملون على جهاز طبي واحد على الأقل ويتعامل الأغلبية مع جهازين أو أكثر. في خلال هذه الفترة من المناورات ‏يتم الكشف عن العديد من أخطاء الأجهزة الطبية بسبب سوء في نسخ البيانات وتحليلها بشكل دقيق.  ‏حيث يتعيّن ‏أن تدوّن المعلومات والبيانات يدويًّا.  ‏لذلك من الضروري ‏تنفيذ نظام أوتوماتيكي مجهز جيدًا لدمج معطيات هذه الاجهزة بأمان وكفاءة.

خلال نوبة الممرضين:

وتشمل فوائد آلية التشغيل التفاعل البياني للأجهزة الطبية ما يلي:

  • تطوير ‏الملفات الشخصية للمريض و النماذج التنبؤية.
  • تعزيز القدرة على اتخاذ القرارات الطبية.
  • تحسين كفاءة سير العمل.‏
  • التقليص من نطاق الأخطاء البشرية و إضاعة الوقت.
  • تقليل استعمال الأوراق والوثائق.
  • تحسين أنظمة الإنذار.
  • الفوائد المالية.

 

مع التطور والنمو الملحوظ في المجال الطبي لا تزال هنالك ‏بعض التحديات المتعلقة بدمج البيانات الطبية مثل جودة الخدمة وامن الأجهزة الطبية المتصلة بالأنظمة والإنترنت.  ‏حيث انه قبل عام من تفشي وباء كورونا تأثر القطاع الطبي بزيادة تصل إلى %49 ‏من القرصنة مما أدى الى التأثير على اكثر من 40 مليون سجل طبي للمرضى.

 

‏المتطلبات الرئيسية لتطبيق التشغيل التفاعل البياني بالقطاع الطبي يتضمن ما يلي:

  • يجب أن يتوافق النظام مع هيكل الحكومة بموجب اللوائح والشؤون التنظيمية.
  • يجب تأسيس النظام وفق الاجراءات السريرية الحالية للمؤسسة الصحية وأيضا وفق الأنظمة المعلوماتية التابعة لها.
  • يستلزم أن يكون النظام آمنًا‏، ‏حيث يأخذ الأمن السيبراني أهمية اكبر في هذا المعيار.

كما اعتمدت صناعات أخرى أساليب دمج البيانات، ‏على سبيل المثال يمكن استخدام وحدات التحكم في المحرك او أنظمة السلامة الإلكترونية على مختلف المركبات في صناعة السيارات.  ‏من ناحية أخرى يمكن للمنتجات الإلكترونية مثل أجهزة التلفاز الذكية الاتصال بجهاز الواي فاي وتشارك البيانات.

من الممكن تعزيز التطورات لقطاع الرعاية الصحية بالمستقبل القريب من خلال دمج إنترنت الأشياء،(IoT)  عن طريق الاتصال بالبنية التحتية للأجهزة والأنظمة الطبية، ‏بالإضافة الى التواصل مع التطبيقات البرمجية والخدمات الصحية.