التثقيف الصحي _ إعداد : ا / إلهام المنقاشي

 

 

إن الأدوية التي يصفها الطبيب لعلاج حالة طبية ويسيء الشخص استخدامها في غير اغراضها الطبية المخصصة لها، من الممكن أن تغير من نشاط المخ وتؤدي إلى اعتماده الإدماني عليها، ومن بين الأدوية التي تسبب اعراضاْ إدمانية عند إساءة استخدامها او استخدامها في الأغراض غير المخصصة لها، مثل مشتقات الافيون التي توصف غالبا لعلاج الآلام ومثبطات الجهاز العصبي المركزي التي توصف لعلاج القلق واضطرابات النوم والمحفزات التي توصف لعلاج السمنة والاضطرابات المتصلة بتشتت الانتباه والقدرات الذهنية الأخرى.

علامات وأعراض سوء استخدام الأدوية المقررة بوصفة طبية
⦁ العقاقير أفيونية المفعول (الإمساك، الغثيان، بطء معدل التنفس، النعاس، التشوش، تفاقم أو زيادة الحساسية للألم مع جرعات اعلى “فرط التألم” ).
⦁ الأدوية المضادة للقلق والمهدئات ( النعاس، التشوش، المشي غير المتزن، تداخل الكلام، ضعف التركيز، الدوار، مشاكل في الذاكرة).
⦁ المنبهات ( زيادة الانتباه، الشعور بالانتشاء، ضربات قلب غير منتظمة، ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع درجة حرارة الجسم، فقد الشهية، الأرق، القلق، البارانويا).
وتشمل العلامات الأخرى:
السرقة، التزوير أو بيع الوصفات الطبية، أخذ جرعات أعلى من المقررة، تقلبات مزاجية مفرطة أو عدائية، ضعف صنع القرار، طلب الوصفات الطبية من أكثر من طبيب.

عوامل الخطر:
يخشى بعض الناس من أنهم قد يصبحون مدمنين على الأدوية الموصوفة للحالات الطبية، مثل مسكّنات الألم الموصوفة بعد الجراحة، ولكن يمكنك تقليل المخاطرة عن طريق اتباع تعليمات الطبيب بعناية حول كيفية تناول الدواء، يمكن أن يحدث سوء استخدام للأدوية المقررة بوصفة طبية في أي عمر، ولكن عادة ما يبدأ في سن المراهقة أو البالغين.

تتضمن عوامل الخطر الشائعة لسوء استخدام الأدوية المقررة بوصفة طبية ما يلي:
⦁ الإدمان في الماضي أو الحاضر على المواد الأخرى، بما في ذلك الكحول والتبغ.
⦁ تاريخ عائلي لسوء استخدام المواد.
⦁ بعض الأمراض النفسية الموجودة بالفعل.
⦁ التعرض لضغوط من الأقران أو البيئة الاجتماعية حيث يوجد تعاطي المخدرات.
⦁ سهولة الوصول للأدوية التي تصرف بوصفة طبية، مثل الحصول على الأدوية الموصوفة في خزانة الدواء المنزلية.
⦁ نقص المعرفة عن الأدوية المقررة بوصفة طبية والأضرار المحتملة.

الاعتماد الجسدي والإدمان
يسبب الاستخدام الخاطئ للأدوية المقننة بوصفة طبية تحفيز مركز المكافأة في الدماغ، وهذا ما يجعل الاعتماد الجسدي عليها وإدمانها ممكنًا.
⦁ الاعتماد الجسدي (ويطلق عليه أيضا التحمل) هو استجابة الجسد للتعاطي طويل الأمد، يحتاج الأشخاص المصابون بالاعتماد الجسدي على أحد الأدوية لزيادة الجرعات للحصول على نفس التأثير، كما أنهم قد يمرون بأعراض انسحاب عند قطع الدواء أو التوقف عنه فجأة، يظهر الاعتماد الجسدي كذلك عند التوقف عن تناول دواء اعتاد الجسم على وجوده، حتى لو لم يطلب زيادة الجرعة.
⦁ الإدمان، يُصاب المدمنون بالاعتماد الجسدي، إلا أنهم يبحثون عن الدواء بنهم شديد ويستمرون في استخدامه حتى لو سبّب لهم مشاكل في حياتهم.

العلاج:
إدمان الأدوية قابل للعلاج، كما أن العلاج الفعال تتعدد صوره وكثير من الدراسات التي تم إجراؤها على مدار سنوات عديدة توصلت إلى ان إدمان الأدوية او المواد الأخرى هو مرض يصيب المخ مثل باقي الأمراض المزمنة و يمكن علاجها بفعالية، لا يوجد علاج واحد بعينه يفيد كافة المدمنين، حيث يوضع في الاعتبار نوعية الدواء و استجابة الجسم له.

هناك برامج متعددة من العلاج، لكن الأكثر فعالية منها تلك التي تجمع بين:
برامج تخليص الجسم من السموم التي دخلته، وبين العلاج النفسي وأخيراً العلاج الدوائي، والمدمن يكون بحاجة الى تكرار العلاج من أجل الشفاء الكامل.

إن العلاج السلوكي لإدمان الأدوية يقف جنبا إلى جنب مع العلاج الدوائي، ففي البداية يقوم العلاج السلوكي بتشجيع الشخث المدمن على:
⦁ إيقاف استخدام الدواء.
⦁ تلقينه كيفية ممارسة حياته بدون الاعتماد عليه.
⦁ كيف يتعامل مع أعراض الانسحاب التي تنتابه عندما يتلاشى تأثير الجرعات.
⦁ كيف يتجنب الدواء في المواقف التي تحفزه على استخدامه مرة أخرى.
⦁ كيف يتعامل مع حالات الانتكاسة.

وإذا قام المدمن بقبول العلاج السلوكي بشكل فعال تبدأ الخطوة الثانية، وهي حاجته الى الدعم النفسي من المحيطين مثل الأقارب والأصدقاء وزملاء العمل لمحاولة استعادته لعلاقاته الاجتماعية التي فقدها بسبب إدمانه.
ثم يأتي دور العلاج الدوائي، وذلك لمواجهة تأثير الدواء الذي أدمنه الشخص وما أحدثه في المخ والسلوكيات من تغيير، كما ان هذه الادوية تعمل على تخفيف أعراض الانسحاب أو لمعادلة تأثير الجرعات العالية التي اعتاد جسم المدمن عليها، من الممكن ان يكون العلاج السلوكي بمفرده او ذلك الدوائي بمفرده أيضا فعالا في علاج إدمان الأدوية إلا ان الأبحاث أظهرت أن المزج بين العلاجين سويًا يزيد من نجاح علاج الإدمان المتصل بالأدوية.

 

المصادر:

الأول

الثاني