تقرير الجودة الصحية_إعداد: أمل الحساني

 

“منذ اقل من مئة وخمسين عاما كان مفهوم الادارة مجهولا ومنذ ذلك الحين غيرت الادارة نسيج أقطار العالم المتقدم وأنا أقول دائمًا، لا يوجد أنظمة ودول متخلفة وأخرى متقدمة بل يوجد إدارات ناجحة وأخرى متخلفة”

 _ عبدالرحمن تيشوري-

 

 

إدارة التميز من المفاهيم الحديثة التي ظهرت لتضاف إلى قائمة كبيرة من المصطلحات التي عرفها الفكر الإداري. وهي بمثابة فلسفة تسيير حديثة يعود الفضل في ظهورها إلى بروز تنظيمات أخذت على عاتقها مهمة البحث عن أنجح الطرق للارتقاء بأداء المنظمات وتطويرها والوصول بها إلى مستويات ترضي مختلف الأطراف من ذوي المصلحة في المنظمة وجعلته هدفها الرئيسي ومن أبرز التنظيمات في مجال إدارة التميز:

  • المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة

(European Foundation for Quality Management-EFQM)

  • منظمة مالكوم بالدريج الوطنية للجودة بالولايات المتحدة الأمريكية

(Malcom Baldridge National Quality Award-MBNQA)

  • منظمة ديمنج للجودة في اليابان

(Prix Deming)

 

وتعرف إدارة التميز بحسب المنظمة الأوروبية لإدارة الجودة:

“الممارسة الباهرة في إدارة المنظمة وتحقيق نتائج ترضي مختلف الأطراف من مساهمين، عاملين، عملاء. وتعود الممارسة الباهرة إلى مجموعة من العوامل كالقيادة ودورها في صياغة وتوجيه السياسات والاستراتيجيات والموارد البشرية والمادية والمالية والعمليات الداخلية المختلفة ونظم المعلومات وغيرها”.

ويوضح المفهوم في كتاب إدارة التميز للمؤلف علي السلمي بأنه عبارة عن بعدين:

البعد الأول:  كل ما يصدر عن الإدارة من أعمال وقرارات، وما تعتمده من نظم وفعاليات، يجب أن تتسم بالتميز أي الجودة الفائقة الكاملة التي لا تترك مجالًا للخطأ أو الإنحراف، وتهيئ الفرص الحقيقية كي يتحقق تنفيذ الأعمال الصحيحة من أول مرة.

البعد الثاني: إنجاز نتائج غير مسبوقة تتفوق بها المنظمة على منافسيها وحتى على نفسها (نتائجها السابقة) بمنطق التعلم.

 

وتعرف أيضًا إدارة التميز “بأنها مجموعة من القواعد والأساليب المنطقية الحكيمة التي توازن بين الأهداف والقدرات والممارسات في المنظمة وتقودها إلى تحقيق أفضل إنجاز”.

 

هناك أربع مداخل أساسية تحظى بالاهتمام والتشجيع من خلال المنظمات العالمية المتميزة وتسهم في تحقيق التميز وهي:

  1. الإدارة الاستراتيجية : وهي من المناهج الفكرية التي تتسم بالحداثة والريادة وتعرف على أنها الطريقة في التفكير والتصرف تؤدي إلى رسم الاتجاه العام وتصور الرؤى المستقبلية للمنظمة، وتصميم رسالتها وتحديد غايتها على المدى البعيد و بيان المخاطر والتهديدات ونقاط القوة والضعف في المنظمة لاتخاذ القرارات المناسبة على المدى البعيد.
  2. إدارة الجودة الشاملة: فلسفة إدارية ومدخل فكري لتأمين الجودة في المنظمة بهدف تكامل كافة الأنشطة مما يؤدي إلى التحسين والتطوير المستمر.
  3. إعادة الهندسة: وهي طريقة جديدة للتفكير وتغيير جذري بهدف التطوير فهي تعني البدء من الصفر وليس إصلاح أو ترميم الوضع القائم أو إجراءات تغيير تجميلية، بل التخلي التام عن إجراءات العمل القديمة الراسخة والتفكير بصورة جديدة مختلفة في كيفية تقديم الخدمات أو المنتجات وتقديمها للعملاء.
  4. القياس: وهو عملية بحث مستمرة لقياس ومقارنة الأداء في المنظمة بأفضل الرواد في نفس المجال. كما يمكن أن يكون القياس داخليًا بأن تقارن المنظمة أدائها في السنة الحالية مع أدائها في السنوات السابقة حققت فيها مستويات أفضل.

 

وفي الختام..

ماذا لو كانت إدارة التميز تطبق في القطاع الصحي بكافة مستوياته؟

ماهي الخطوات التي نحتاجها لكي نصل للتميز في القطاع الصحي؟

هل سيصبح “المريض أولًا” واقع يطبق وليست مجرد شعار؟

 

 

المصدر:

  • http://labocolloque5.voila.net/39chaoukikebtane.pdf