“أن يلتقــي المريــض بطبيبــه عــن بعــد لمعاينتــه وتشـخيصه مـن مـكان إقامتـه، وبإلامـكان أيضـاً تقديـم الاستشــارة الطبيــة لــه وكيفيــة العــلاج عــن طريــق منظومـة إلكترونيـة صوتيـة ومرئيـة ومعلوماتيـة، عبـر أنظمــة الرعايــة الصحيــة عــن بعــد”. أوبشكل مختصرهو تقديم الرعاية الصحية عن بعد بأستخدام التقنية والأدوات المساعدة.

 

وتجدر الإشارة أن الطب الاتصالي بدأ في ستينيات القرن الماضي حينما تم تأسيس واحدة من أولى عيادات الطب الاتصالي في مستشفى ماساتشوستس العام لتقديم الخدمات الصحية المهنية والطارئة للموظفين والمسافرين من مطار بوسطن الدولي , وتزامن ذلك مع جهود كبيرة لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لمتابعة الحالة الصحية لرواد الفضاء.

 

الطب الاتصالي لم يعد ترفا ، بل واقع لتقديم الرعاية الصحية. مركز اتصال وزارة الصحة ٩٣٧ و مستشفى صحة الافتراضي أحد النماذج المحلية الرائعة في هذا المجال. حيث يقدم مستشفى صحة الافتراضي خدماته لأكثر من ١٣٠ مستشفى حول المملكة العربية السعودية ، ولأكثر من ٣٣ تخصصا دقيقا وفرعيا والتي ستكون باكورة للتوسع بشكل أكبر في تقديم الخدمات الأخرى.

 

أشار تقرير ماكينزي أن ما يقارب من ٢٥٠ مليار دولار من الإتفاق على الرعاية الصحية التقليدية سيتحول إلى خدمات الطب الاتصالي. وأشار التقرير أيضا إلى زيادة الإقبال على الطب الاتصالي ١٧٪؜ منذ ابريل ٢٠٢٠ ,كما أن خدمات الطب الاتصالي تضاعفة بمقدار ٣٨ مرة ! مقارنة بنقطة الأساس قبل جائحة كورونا.

 

وصل معدل الاستثمار في تقديم خدمات الطب الاتصالي في النصف الأول من عام ٢٠٢١ لمستويات تقارب ١٥ مليار دولار وهو ضعف الاستثمار في الطب الاتصالي خلال عام ٢٠١٩ والذي كان ٧.٧ مليار دولار ! ومن المرجح أن يصل لمستويات ٢٥-٣٠ مليار دولار !

 

أظهر تقرير لمستفيدي برنامج التأمين “Midcare” أن مجموع الاستشارات التي تم تقديمها خلال الطب الاتصالي في عام ٢٠١٩ كان ٨٤٠،٠٠٠ استشارة ، وقد تضاعف الرقم بشكل كبير جدا ووصل في عام ٢٠٢٠ لأكثر من ٥٢،٧٠٠،٠٠٠ استشارة !

 

أعلى خدمات الطب الاتصالي التي ازدهرت بشكل ملحوظ هي خدمات الطب النفسي ؛ وقد يكون سبب هذا الارتفاع هو الخصوصية التي يوفرها الطب الاتصالي بالمقارنة بالطب التقليدي ، سهولة الوصول للمختص ، ايضا انخفاض التكلفة ، حيث أشارت أحد التقارير أن المريض بصفة عامة يوفر ما يقارب ٢٠ – ٢٥ دولار بالاستشارة الصحية والتي كان الجزء الأكبر منها تكلفة المواصلات!

من أبرز التحديات التي تواجه خدمات الطب الاتصالي:

 

  • عملية استيراد وتبادل المعلومات والمحافظة على خصوصياتها.
  • تسعير الخدمات والية ربط حزمة الخدمات مقابل القيمة.
  • الموارد البشرية والتدريب والأدوات المناسبة لإدارة خدمات الطب الاتصالي.

 

هنالك الكثير من الجهود التي تبذل من قبل مشرعين الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية ومن الأمثلة على هذا:

 

  • المجلس الصحي السعودي وجهودهم الكبيرة في توحيد الجهود المبذولة في النظام الصحي وتقديم الأدلة الاسترشادية والأدلة العلمية.
  • المركز السعودي لاعتماد المنشات الصحية “سباهي” وجودهم الكبيرة في مجال تطوير المعايير وأنظمة التقييم لتجويد خدمات الرعاية الصحية وسلامة المرضى بصفة عامة وخدمات الطب الاتصالي بصفة خاصة؛ وستصدر المعايير الوطنية للطب الاتصالي قريبا.
  • مجلس الضمان الصحي ودورهم في تنظيم مجال التأمين الصحي وتضمين خدمات الطب الاتصالي من ضمن منافع وثيقة الضمان الصحي الموحدة.
  • الهيئة السعودية للتخصصات الصحية وبرامجهم التدريبية وضبط تصنيف وترخيص الممارسين الصحيين وقد اطلقوا برنامج موجه للطب الاتصالي.
  • وغيرها الكثير مما لا يتسع المجال لذكرها.

 

 

 

بقلم/

د. سلطان الحوطي

طبيب أسرة

استشاري تطوير المعايير والاعتماد الصحي