ثقافة المشاركة     

 

  المشاركة هي نشاط إنساني إيجابي يمارسه البشر منذ قديم الأزل فكلّنا نشارك ونتشارك، فالمشاركة هي أن يسمح كل شخص للآخرين بإستخدام واستثمار ممتلكاته ومقتنياته، إماّ لسد حاجة أو لتحقيق غاية. 

   أسباب عدم المشاركة: 

 

 الوقت  

  عدم توفرّ الوقت اللازم لمشاركة الغير في نشاطاتهم هو العذر الأكثر شيوعاً لعدم المشاركة، إلا أن المشكلة لا تكمن في الافتقار للوقت بقدر ما هي عدم القدرة على إدارة الوقت بفاعلية وتنظيم..  

  الأمان   

 عدم الاحساس بالأمان عند مشاركة الغير في اهتماماتهم وتوجهاتهم، من المعتقدات الخاطئة التي يتبناها الانسان ظناً منه أن المشاركة تجعله أقلّ أماناً عن طريق التعرض لمواقف غير مألوفة يصعب عليه التحّكم في كل متغيّراتها.  

  المال   

 حين يفكّر البعض أنّ التعاون في تعميم المشاركة وبناء مجتمع قائم على التلاحم بالمشاركة يحتاج إلى إنفاق المال فإنّ هذا يثنيهم عن مجرّد المحاولة، ويغفلون عن أنّ المال ليس المقياس الوحيد للقيمة. فجوهر المشاركة لها قيمة لا تساويها أموال ولا تزنها مقاييس وقوانين إدارة الأعمال.   

 الثقة    

إنّ انعدام الثقة بالآخرين قد يحدّ من المشاركة الفاعلة، إلاّ أنّ الطريقة المُثلى للتعامل مع انعدام الثقة هي المبادرة بتقديم حُسن النيّة مع الصدق والصراحة والشفافيّة فهذه جميعها هي أهمّ مقومّات المشاركة الفعّالة.  

 

 المزايا المباشرة للمشاركة: 

 دعم الاقتصاد المحلّي من خلال: 

    تحفيز المشاركة المجتمعية  

 تحفيز الابداع وروح المبادرة 

  توزيع الثروات بشكل مُنصف حتى تصل إلى الجميع 

   حماية البيئة من خلال:  

   تقليص حجم المخّلفات  

 الحدّ من استهلاك الطاّقة  

 تحفيز الابتكارات الصديقة للبيئة 

   توفير المال من خلال:  

   تخفيض حجم التكلّفة وزيادة العائد بتقليل حجم المخاطرة 

 

 العناصر القابلة للمشاركة: 

 

  1. السلع والبضائع: وأفضل طريقة لتشاركها هي عن طريق “المبادلة”، سواءً عن طريق التواصل المباشر وجهاً لوجه، أو التواصل الاليكتروني.

 

  1. المهارات / الوقت: الأعمال الجماعية (التطّوعية) وشبكات الإنجاز تساعد كثيراً على إنجاز المهام والأعمال بوقت قصير وبطريقة مهارية احترافية عالية.

 

  1. السكن: من خلال الاسكان المشترك يتم اتخاذ القرارات بشكل عادل وبالتالي تنفيذها دون تذمّر، كما يكتسب الأشخاص من خلال التجمّعات السكنية المشتركة العلاقات الوطيدة مع شركائهم والاعتماد على النفس والآخرين أيضاً.

  

  1. المواصلات: تحتلّ وسائل المواصلات العاّمة الصدّارة في عدد المستخدمين لرخصها وتوافرها على مدى الساعة، كما أنّ بعض شركات النقل الخاصة والحكومية وفرتّ خدمات المواصلات الآمنة والمميّزة لقاصديها.

 

  1. الطعام: لا تقتصر مشاركة الطعام على منح الأطعمة الغذائية للمحتاجين، فمشاركة الطعام في جوهرها تتعّلق بالتوزيع وليس في الطعام بحدّ ذاته، وبالوقت والقيمة والتكلفة التي تترتّب على إنتاجه وتحضيره ونقله.

 

  1. الحيّز والمكان: يُشكّل “العمل المشترك” أي اشتراك أكثر من شخص في مكان عمل واحد البديل الأمثل، إذ يستطيع أصحاب الأعمال الحُرّة أن يستثمروا هذا الحيّز في استقبال العملاء والزبائن، والتعاون مع من يتقاسمون معهم مساحات المكان بشكل مُثمر.

 

  1. المال: لا يعني مشاركة المال التنازل عنه تماماً، لكن يعني توفيره لمن يحتاجه في الوقت المناسب. عن طريق إقراضه و من ثم إعادته بعد الانتهاء من استخدامه، أو عن طريق منحه بدون الحاجة لإعادته كالتبرع به للجمعيات الخيرية.  

 

 المشاركة المجتمعية:  

 

  يعتبـر برنامـج المشـاركة المجتمعيـة فـي وزارة الصحـة الأول مـن نوعـه علـى مسـتوى الأجهـزة الحكوميـة، حيــث تأســس عــام 2017 لينســجم مــع التوجهــات الحديثــة التــي ترســم العلاقة بيــن الجهــاز الحكومــي والمجتمــع فــي ســبيل تحقيــق تطلعــات رؤيــة 2030. حيث يعمـل برنامـج المشـاركة الاجتماعية مرتكزا على ضرورة تضافــر الجهــود مــن كل أصحــاب العلاقة (قطاع عام، قطاع خاص، وقطاع خيري) للمســاهمة فــي تحقيــق تنميــة صحيــة وتلبيــة الاحتياجــات المتناميــة والمتنوعــة للمجتمــع فــي المجــال الصحــي. خاصة وأن المجتمــع بــكل مكوناتــه وكياناتــه قــادر ومؤثر في تحقيق الرقـي بالصحـة العامـة للمجتمـع، إذا مـا وجـد البيئـة المناسـبة لذلـك.  

 

  من أهداف البرنامج: 

    زيادة دور القطاع غير الربحي في التنمية الصحية 

  إشراك المجتمع بجميع مكوناته في تجاوز التحديات الصحية  

 تفعيل دور أفراد المجتمع بالأفكار والمبادرات الصحية 

  تهيئة بيئة تشريعية محفزة للمشاركة المجتمعية

 
 

 
 

 
د. اميرة عبد الرحمن أحمد برهمين مستشفى النور التخصصي / باحثة مارس 2018م