ما هو الوسواس القهري؟

هو وسواس يُعرف ب (   Obsessive-Compulsive Disorder  ) , وهو أحاسيس غريبة تتأثر بالإنفعالات والأفكار الغير مرغوب بها عند المريض تتسبّب في تعكير مزاجه ، فتثير من المخاوف والقلق التي تترتب عليها عادات مستمرة ليس لها معنى، لتصل إلى إنهاك طاقة المريض النفسية فيؤدي به إلى الشعور بالوهن والعجز. ومن الممكن أن يؤثر الوسواس القهري على النساء والرجال والأطفال. وغالباً تظهر أعراضه عند الإقتراب من سن البلوغ. 

وقد أظهرت بعض الدراسات أن إصابة بعض النساء بالوسواس القهري أثناء الحمل أو بعد الولادة كالتحقق المستمر من تنفس الطفل. 

يتطلب تشخيص الوسواس القهري وجود وساوس تستغرق وقتاً طويلاً (أكثر من ساعة في اليوم) فتسبب إزعاج وإرهاق , فيؤثران على الطاقة الجسدية والإجتماعية. كأن يلمس المريض شيئاً معيناً فيظن أن يديه أصبحتا قذرتين فيبدأ في غسلهما ولكن بعد غسلهما يشعر بعدم الإرتياح والقلق فيرجع لغسلها مراراً وتكراراً ثم ما يلبث حتى يدخل في شكٍ آخر بأن المنشفة التي إستخدمها غير نظيفة. 

أو كأن يصبح الشخص مهووس في فحص إغلاق الأبواب بشكلٍ مستمر دون توقف للحصول على الطمأنينة. أو كجمع وإحتفاظ بأشياء ليس لها قيمة شخصية أو مالية ، فيستغرق المريض ساعات من يومه فتعيقه من الحياة والأنشطة الطبيعية. 

هل الوسواس القهري موَّرث جيني؟

نعم من المرجح إصابتك بالوسواس القهري إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً به. فإنخفاض أو إرتفاع مادة السيروتين في الدماغ تسبب عدم التوازن العقلي ولكن من الممكن إكتساب الوسواس القهري من العوامل البيئية والإجتماعية : 

  • التعرض للتنمر والإهمال. 
  • التعرض لصدمات نفسية كوفاة أحد أفراد الأسرة أو صديق قريب. 
  • التغيرات في الوضع المعيشي. 

الصور التي يأتي بها الوسواس القهري 

  • وجود إحساس بالسيطرة الكاملة للوسواس وقوته. 
  • أن يدرك المريض عدم واقعية تلك الأفكار ومحاولة مقاومة الرغبة والتخلص منها, ولكن لا ينجح في ذلك.
  • أن يشعر المريض بعدم الراحة و تنتابه حالة من التوتر والقلق الشديدان فيؤثران على الوضع الإجتماعي والنفسي. 
  • الوساوس القهرية كالأفكار. 
  • الوساوس الخيالية – وهي صورة تفرض نفسها على المريض نتيجة التأثير التلقائي. 

من غير المحتمل التخلص من الوسواس القهري دون العلاج والدعم المناسبين. 

إن الإصابة بالوسواس القهري لا يعني بأنك (مجنون) فهي حالة صحية مثل أي حالة أخرى. 

قم بإحالة نفسك إلى خدمة العلاج النفسي، فلا يوجد ما يدعو للخجل، فهنالك بعض العلاجات الرئيسية، وهي العلاج النفسي الدوائي – الذي يتلقى فيها المريض أنواع من الأدوية المضادة للإكتئاب فتساعد بدورها على التوازن الكيمائي بالدماغ .

العلاج السلوكي – يساعد في مواجهة المخاوف والأفكار فيتم تصحيحها خلال جلسات علاجية يتعرض فيها المريض لمواقف مخيفة دون حدوث أي شيء فضيع ، فيرى المريض أن أفكاره مجرد وهم، و بأنه يستطيع التعامل مع ذلك الهوس بإستخدام الحلول القائمة على الأدلة والواقع. 

بعض النصائح التي ممكن العمل بها بشكل فردي :- 

  • قم بإنشاء صورة ذهنية قوية ثم قم بتدوينها وأخبر نفسك عنها ، مثال – قل لنفسك الإنارة مغلقة الآن , أستطيع أن أراها مغلقة دون التحقق من ذلك مرة أخرى, ثم قم بتدوين ذلك.
  • قاوم الوسواس القهري ، وتعني التعرض والإستجابة. سيطر على أفكارك و سلوكياتك القهرية بمقاومة الرغبة كأن تغلق الإنارة وبعدها يقوم شخص بفتحها فتبدأ الرغبة في الإغلاق ، لا تسمع لنفسك، قاوم رغبتك، وحاول إشغال نفسك بشئ آخر.
  • واجه مخاوفك بالأقل حدة ثم إنتقل إلى المتوسط ثم إلى الأكثر حدة. 
  • إستغل فترة القلق لتحدي الأفكار وإسأل نفسك ما هو دليل صحتها؟ هل خلطت بين الفكرة والحقيقة؟
  • تواصل مع عائلتك وأصدقائك بشكل مستمر، فمن الممكن أن يزداد الوسواس القهري عندما تشعر بالعجز والوحدة. فكلما كنت أكثر إرتباطاً بعائلتك وأصدقائك, قلَ شعورك بالضعف. 

 كيف يمكن للعائلة أو أصدقاء المصابين بمرض الوسواس القهري مساعدتهم؟ 

  • كن صبوراً قدر الإمكان. إمدح أي محاولة ناجحة له في مقاومة الوسواس القهري. 
  • لا توجه له إنتقادات شخصية فسلوكياته أعراض مرضية وليست عيوب في شخصيته.
  • لا تلقي اللوم عليه وتشعره بالتأنيب المستمر.
  • لا تطلب منه التوقف عن أداء تلك الطقوس فالضغط عليه من الممكن أن يؤدي إلى التفاقم في السلوكيات.
  • إن التعليقات والأنتقادات السلبية من شأنها أن تجعل الوسواس القهري أسوأ. 
  • إن البيئة المحيطة في مريض الوسواس القهري تلعب دوراً كبيراً في تحسين نتيجه العلاج فكن داعماً له إيجابياً.