يشعر الموظف بالاغتراب الوظيفي عندما تضعف علاقته بالمنظمة التي يعمل بها وتختلف مبادئه وأفكاره عن السائد فيها، ويبدأ انخفاض التواصل مع منسوبيها والانفصال عن المهام التي يؤديها، ويشمل هذا الضعف والاغتراب المجالات المهنية والنفسية والفكرية، ويكمن خطره بأنه يسبب الفتور للموظف وفقدان الشغف والانتماء واعتقاده بأن ما يقوم به لا قيمة له وبالتالي يضعف التزامه وتقل انتاجيته وقد تؤثر على زملائه ومنها يكون التأثير السلبي على كامل المنظمة.

والأسباب المؤدية لشعور الموظف بالاغتراب عديدة، منها غياب العدالة في الرواتب والأجور، التحيز في المزايا التي يحصل عليها الموظفين، محدودية فرص النمو والتطور للموظف في المنظمة وضبابية المسار الوظيفي، الأنانية في مشاركة المعلومات، سرقة الجهود تحت مسمى العمل الجماعي، ممارسة سلوكيات خاطئة ومخالفة للذوق العام من بعض الموظفين وتغاضي إدارة المنظمة عنها، تفشي عدم الاحترام في المنظمة، عدم المام الإدارة العليا بإدارة التنافس الإيجابي مما يزيد حدة الصراعات في المنظمة، تعزيز الشللية بين الموظفين جراء ممارسات خاطئة من بعض المديرين الضعفاء الذين لا يستطيعون السيطرة على الموظفين إلا بقاعدة فرّق تسد، وغير ذلك من الأسباب، لكن لا يقتصر الاغتراب الوظيفي على الموظف الذي يكون ضحية لأحدها، بل إن الموظف المهني والمنصف يشعر بالاغتراب الوظيفي إذا حصل على مزايا وحوافز واستثناءات لا يحصل عليها زملائه، لذلك ولاحتواء هذه المشكلة والسيطرة عليها يلزم الإدارة العليا في المنظمات أن تراجع سياساتها وإجراءات تعاملها مع الموظفين والتأكد من العدالة في كافة المزايا والحوافز، والتعامل بشفافية لقطع الطريق على الاشاعات والاحاديث الجانبية التي تخلق الجو السلبي في المنظمة، والحرص كذلك على معرفة الجندي المجهول في المنظمة وعدم الاكتفاء بما يتم رفعه من تقارير وبما يتم عرضه بتنسيق مسبق من الإدارات المختلفة والتي قد تكون متحيزة وتم التأثير عليها بآراء وتوجهات مختلفة، وهذه الإجراءات وبقدر حاجتها للمؤهلات والمهارات فهي بحاجة أشد إلى قيادات نزيهة وشجاعة ومؤثرة وواعية لا يمكن خداعها بسهولة، وفق الله الجميع لكل خير.

بقلم / أ. عبد الرحمن بن حمد المزروع

متخصص في الإدارة الصحية.