مفهوم المؤسسة:

هي منظّمة تلعب دورها في الحياة والعمل والإنتاج واثراء المجتمع من خلال جهود جماعية مشتركة وموحّدة، تتجه دائماً الى تحقيق هدف كبير وموحّد، وأهداف متعددة ومتكاملة ومتفق عليها، رغم تنوّعها وتغيّرها من حين الى آخر.

وتشمل المنظّمات أنماطاً متباينة مثل:

  • مؤسسات الأعمال الكبيرة والصغيرة
  • مراكز الأبحاث
  • شركات الأدوية
  • المستشفيات
  • البنوك
  • شركات التأمين الصحي
  • شبكات المدارس
  • رياض الأطفال
  • المعاهد والكليّات
  • الجامعات المانحة للدرجات العليا
  • المنظمّات غير الهادفة الى الربح

 

تتخذ المؤسسات واحداً من أربعة أشكال او ألوان هي: الأحمر – الأصفر – البرتقالي – الأخضر

المؤسسات الحمراء

اللون الأحمر يعبّر عن: استخدام رئيس المؤسسة لسلطاته بشكل مستمر لتنظيم قواته، الخوف يسود ثقافة المؤسسة، هناك تركيز على الأهداف قصيرة المدى، توجد هذه المؤسسات أكثر في البيئات التي تسودها الفوضى.

من أمثلتها: العصابات، ومنظمات التهريب والإرهاب، والتجارة غير المشروعة.

رمزها: قطعان الذئاب. تعيش في حركة مستمرة وتلتمس قوتها وترتحل في مجموعات، وهي مناسبة للتشكيلات العصابية التي يسودها الخوف وتزدهر في المناطق التي تسودها الفوضى.

المؤسسات الصفراء

اللون الأصفر يعبّر عن: النسقية والنمطية وقوة التأثير، تمارس فيها السلطة من أعلى قمة الهرم الإداري، وتتسّم بالاستقرار والنمطية والتماثل والهياكل النسقية. مستقبل هذه المؤسسات تكراراً لماضيها.

من أمثلتها: المدارس ومعظم الهيئات الحكومية، وتنجز عملياتها من منظور بعيد المدى (مثل خطط التعليم التي يستغرق تنفيذها وقتا طويلا ولا يتم تجديدها الا نادراُ) .

رمزها: الجيش، لأنه من المنظمات الأشّد تأثيراً والأكثر استقراراً.

المؤسسات البرتقالية

تُدار المؤسسات البرتقالية انطلاقاً من: فكرة أن العالم سريع التغير، وضرورة المنافسة ودحر المنافسين وجني الأرباح وتحقيق النمو، والتجديد للبقاء على القمة

من أمثلتها: المدارس والجامعات الخاصة والشركات العالمية الكبرى القائمة على الإحساس الدائم بالمساءلة وتطبيق مبادئ الجدارة.

رمزها: الآلة دقيقة الصنع أو الساعة السويسرية.

المؤسسات الخضراء

تعتبر هذه المؤسسات الخضراء: نفسها عائلات كبيرة، ومن ثم فهي تهتم بتمكين الموظفين، وتحفيزهم، وتأصيل ثقافة وفكرة المؤسسة الأسرة داخل عقولهم.

من أمثلتها: شركة “ساوث ويست ايرلاينز”، وشركة “جوجل”. وتقوم فلسفة هذه المؤسسات على تمكين الموظفين وثقافة القيم والاندماج في مجتمعها الداخلي ومحيطها الخارجي والعالم أجمع.

رمزها: الأسرة.

 

 

التحوّل الى مؤسسة متكاملة:

 تعدّ مؤسسة “بيروتزورج” الهولندية مثالاً للتحوّل من مؤسسة برتقالية الى مؤسسة خضراء قائمة على التمكين (وهذا هو النموذج السائد في عصرنا الحالي). وهي تحاول تحقيق معادلة المؤسسة المتكاملة لكي تتسم بما يلي:

  • كل فريق العمل مسؤول عن أداء كل مهام المؤسسة (من دون تخصص أو حواجز بين الأقسام والعمليات) فالجميع يرعون المرضى ويخدمونهم بكل الطرق.
  • التركيز على مساعدة المرضى للاعتماد عل أنفسهم قدر الإمكان.
  • لا يوجد رئيس لفريق عمل “بيروتزورج”، لأن الفريق بأسره يتعاطى مع ما يطرأ من مشكلات ويتولى حلها، كما ينظم الأهداف والأولويات ويحلل المشكلات ويضع الخطط ويقيم الأداء ويتخذ القرارات.

مقومات الأداء الاستثنائي:

 هناك ثلاثة مقوّمات للأداء الاستثنائي في المؤسسات المتكاملة:

  1. تتضاعف القوة حين يصبح الجميع أقوياء، لا حين تتركز القوة في قمة الهرم الإداري.
  2. تُستخدم السلطة بحكمة لكي يعمل الناس بإخلاص، وهذه هي الاستقامة.
  3. حين تتوائم السلطة والحكمة مع القوة الدافعة للمؤسسة: تتحقق الأهداف.

وليست القوة المتوائمة مع الحكمة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف المؤسسة: اذ لابد ان تُضاف اليهما الطاقة الإيجابية. فالتحول من المؤسسات التقليديةالى المؤسسات المتكاملة ينتج طاقة هائلة يجب توجيهها بدقة نحو المزيد من الإنتاجية. فمثل هذا الفكر يتيح لنا توصيل وتحديد الآليات التي تقود المؤسسات نحو تحقيق أعظم الإنجازات.

نستنتج مما سبق ان محاولات إعادة اختراع المؤسسات المتكاملة ستقودنا في نهاية المطاف الى ممارسات ناجحة في كل مؤسسات ومجالات الأعمال. ان المنظمات هي عبارة عن كائنات حيوية وتحتاج الى أساليب حية ومتفاعلة في رعايتها وقيادتها. لذا ما نهدف اليه هو إعادة اختراع الجيل الجديد من المؤسسات بأساليب جديدة ومفتوحة للعمل والابتكار وتحقيق الأهداف بوعي مستقبلي جريء وشعور أخلاقي نبيل لأننا كموظفين ومديرين وأعضاء فرق إيجابية ومؤسسات ذكية سنبقى دائماً ننشد الأفضل.