أثر تطبيق المرجع الوطني لمستويات جرعات الاشعة للمرضى على جودة الأداء
أصبح التصوير الطبي والفحوصات الاشعاعية التشخيصية والتداخلية تلعب دورًا أساسيًّا وأوليًّا في تشخيص وتحديد الخطة العلاجية للمرضى. ومع ذلك ولعقود متتالية تمت مناقشة الآثار الجانبية البيولوجية التي قد تنتج بسبب الاستخدام الغير مبرر للأشعة السينية. وللتقليل من هذه الآثار الجانبية اقترحت اللجنة الدولية للحماية من الإشعاع (ICRP) ثلاثة مبادئ أساسية للحماية من الإشعاع وهي: التبرير للحاجة الماسّة لعمل الفحص، وتحسين الحماية، وتطبيق حدود الجرعات المعروف بالمرجع الوطني.
المرجع الوطني لحدود ومستويات جرعات الأشعة التشخيصية للمرضى NDRLs
المرجع الوطني هو مرجع لتحديد مستوى الجرعة الإشعاعية الوطنية لتشخيص المرضى. ويعطي المرجع الوطني مؤشرًا على جرعة الإشعاع المتوقعة التي يتلقاها مريض متوسط الحجم يخضع لإجراء تصوير لمنطقة معينة في الجسم باستخدام أحد أجهزة التصوير التي تستخدم الاشعاع المؤين. تساعد المقارنة بين مستويات التعرض النموذجية لفحوصات التصوير الشائعة مع المرجع الوطني على تحديد الفحوصات التي قد تكون قابلة لمزيد من التحسين. وقد اقرت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية هذا المرجع لغرض تحديد المستويات المرجعية الوطنية للجرعة الإشعاعية التشخيصية لمختلف تطبيقات الأشعة المؤينة التشخيصية وذلك بهدف حماية المرضى من الجرعات الإشعاعية الطبية التي قد تتجاوز الحدود والمستويات المعتمدة والتي قد تكون غير مبررة مع الحفاظ على جودة الصورة والخصائص التشخيصية لها. ويتم تطبيق هذا المرجع على أقسام الأشعة لدى مقدمي الرعاية الصحية من مؤسسات حكومية أو خاصة وتشمل التطبيقات التشخيصية الطبية والتداخلية للأشعة المؤينة التالية:
– أجهزة الأشعة المقطعية.
– أجهزة الأشعة العامة.
– أجهزة تصوير الثدي بالأشعة السينية.
– أجهزة الأشعة التداخلية.
ويتضمن المرجع الوطني تحديد مستويات الجرعات الاشعاعية لعدة مناطق مختلفة بالجسم بمختلف الأعمار. حيث يتضمن مستويات الجرعات الاشعاعية لجهاز الأشعة المقطعية للبالغين والأطفال لكل من منطقة الرأس والصدر والبطن والحوض. بالإضافة لمستويات الجرعات الاشعاعية لجهاز الأشعة العامة لكل من منطقة الصدر والبطن. واخيرًا، مستويات الجرعات الاشعاعية لجهاز أشعة الماموغرام لتحديد الجرعة الاشعاعية لمنطقة الثدي.
من المسؤول عن تطبيق المرجع الوطني؟
تعد المستويات المرجعية للتشخيص أداة مفيدة للتحسين المستمر للممارسة السريرية. ويجب أن يدرك جميع أخصائيي الأشعة الجرعات النموذجية المحلية في أقسامهم مقارنة بالمستويات المرجعية للتشخيص الوطنية والدولية.
تلزم الهيئة العامة للغذاء والدواء مقدمي الرعاية الصحي من أطباء وفنيي الأشعة وكذلك الفيزيائيين الطبيين بتطبيق المرجع الوطني لتحديد مستويات جرعات الأشعة التشخيصية الطبية والاحتفاظ بالسجلات التي تثبت التقيد بالمستويات المحددة. ويجب أن تخضع هذه السجلات للمراجعة والمراجعة المستمرة من قبل الجهات المختصة للتأكد من أنها تعكس الممارسات الحالية. ويمكن الاطلاع على المرجع الوطني في موقع الهيئة على الرابط التالي: https://beta.sfda.gov.sa/ar/regulations/68881
أثر تطبيق المرجع الوطني على جودة أداء أقسام الأشعة
التحسين هو أحد المفاهيم الأساسية للحماية من الإشعاع في التصوير الطبي. في الممارسة العملية، يتضمن ذلك المساومة بين جودة الصورة والجرعة الاشعاعية للمريض. يجب ألا تكون الجرعة أعلى من اللازم لتحقيق جودة الصورة اللازمة للمهمة السريرية. تعد مراقبة جرعة المريض مطلبًا أساسيًا نحو التحسين. وتم تقديم مفهوم المستوى المرجعي للتشخيص من قبل هيئة الدواء والغذاء السعودية كأداة لعملية التحسين وتقديم أفضل رعاية صحية آمنة للمرضى. لسوء الحظ، الى هذه اللحظة لم يتم تطبيق هذا المفهوم في جميع أنحاء العالم.
جرعات الإشعاع في التصوير التشخيصي والتداخلي غير المبررة وعدد الأفراد المعرضين كبير ويتزايد بسرعة. لاسيما فيما يتعلق بالتعرض المهني للإشعاع، وهو ما يتعرض له العمال نتيجة لعملهم، فإن تطبيق حدود المرجع الوطني أمر مهم من أجل منع الآثار الحتمية والحد من حدوث التأثيرات العشوائية إلى مستوى مقبول.
كنقطة انطلاق للتحسين، يوصى بالخطوات التالية: أولاً، التحقق من أحدث بروتوكول لمراقبة الجودة لتحديد ما إذا كان أداء الجهاز الطبي يتوافق مع التوصيات الوطنية والدولية ومواصفات الشركة المصنعة. بعد ذلك، إذا تبين أن أداء الجهاز هو الأمثل، يتم فحص ما إذا كان هناك بروتوكول قياسي موحد لهذا الإجراء وما إذا كان هو الأمثل مقارنة بالمعايير الوطنية والدولية للممارسات الجيدة. بعد ذلك، يتم دراسة ما إذا كان جميع المشغلين يستخدمون بروتوكولًا موحدًا والتأكد من إمكانية تحسين أدائهم الفردي. بعد العثور على سبب الجرعات العالية، يجب تطبيق الإجراءات المثلى للمعدات والبروتوكولات من قبل الطاقم الطبي بالتعاون مع الفيزيائيين الطبيين ومهندسي الخدمة. أثناء جميع الخطوات السابقة، سيتم مراعاة الحاجة إلى جودة صورة مناسبة، وليس أعلى جودة للصورة. تتمثل الخطوة الأخيرة في التحسين في إعادة تقييم الجرعات النموذجية المحلية للتأكد من أنها كانت أقل من المستويات المرجعية للتشخيص. ومن خلال هذه العملية يتم ضمان تحسن جودة مخرجات اقسام الأشعة والتي تهدف الى ضمان توفير تشخيص فوري ودقيق بأقل الاضرار المحتملة للمرضى والعاملين بتكلفة فعالة نسبيا بالإضافة إلى تحقيق رضى المرضى والمستفيدين.
إن التزام اقسام الأشعة بالمرجع الوطني لتحديد مستويات جرعات الأشعة التشخيصية الطبية الخاص بجهاز الأشعة المقطعية، والأشعة العامة، وجهاز الماموغرام سيسهم في توفير أعلى معايير الأمان عند استخدام تلك الأجهزة وتعزيز مأمونيتها للمرضى بحيث يقنن الجرعات الإشعاعية التي قد تكون مفرطة وغير مبررة مع الحفاظ على جودة الصورة والخصائص التشخيصية لها. وقد ثبت علميا أن المستويات المرجعية للتشخيص هي أداة فعالة تساعد في تحسين الحماية من التعرض للإشعاع الطبي للمرضى من أجل فحوصات الأشعة التشخيصية والتداخلية.
تحديد الحد الأدنى للجرعات الاشعاعية
من الممارسات الجيدة كذلك مراجعة تلك الحالات عندما تكون الجرعات الاشعاعية أقل بكثير من المستوى المرجعي التشخيصي ؛ لأن حالات التعرض هذه قد لا توفر معلومات تشخيصية مفيدة. تم اقتراح نهج عملي لتحسين الجودة مؤخرًا باستخدام النطاق المرجعي للتشخيص: يتم اختيار المستوى الأدنى من النطاق المرجعي للتشخيص والتي دونها قد لا يتم تشخيص انخفاض جودة الصورة ويتم تحديد المستوى الأعلى والتي قد تزيد الجرعة عنها. ولكن يعتمد ذلك على نوع الجهاز حيث من الممكن وجود تقنيات حديثة تساهم في تقليل الجرعة الاشعاعية لحد أدنى مع توفير صور ذات جودة قابلة للتشخيص. لهذا السبب يجب دائما تحديث المرجع الوطني وتحديد مستويات الجرعات الاشعاعية وفقا لآخر التقنيات والتحديثات التي تقدمها الشركات المصنعة الرائدة.
فيما يتعلق بالتعرض للإشعاع الطبي للمرضى، قد لا يتم تطبيق حدود مستويات الجرعة مع جميع الحالات الحرجة والطارئة لأن هذا النوع من التعرض متعمد ولصالح المريض بشكل مباشر. وبدلاً من ذلك، ينصب التركيز عندئذٍ على تبرير اجراء الفحوصات الاشعاعية. وأيضا على تحسين الحماية من الإشعاع لتقليل مخاطر الإشعاع على المرضى. لطالما قدم مبدأ (ALARA) -أدنى مستوى يمكن تحقيقه بشكل معقول- إرشادات أساسية للتصوير الطبي.
ختاما، يعتُبر التزام المنشأة الصحية بالمستويات المرجعية للتشخيص مؤشرًاً على تقديم رعاية صحية جيدة وآمنة ومتقدمة.