يُعد اضطراب طيف التوحد من الاضطرابات النفسية التي تشكل هاجسًا كبيرًا على مستوى العالم، حيث يؤثر بشكل مباشر على نمط الحياة والتفاعل الاجتماعي للأفراد الذين يعانون منه. ومن الملاحظ أنّ عدد الأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد يزداد باستمرار، وذلك بسبب التشخيص المبكر والتحسين المستمر لوسائل الكشف عن هذا الاضطراب. وفيما يلي، سوف نلقي نظرة على الوضع الحالي لاضطراب طيف التوحد في المملكة العربية السعودية.

 

تُعد المملكة العربية السعودية واحدة من الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا لاضطراب طيف التوحد، حيث تعمل الحكومة بالتعاون مع المؤسسات الخاصة على توفير الدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب. وقد اتخذت الحكومة العديد من الخطوات المهمة لتحسين وتوفير الخدمات الطبية والتعليمية للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد.

 

ويأتي من بين هذه الخطوات تأسيس مراكز تخصصية للتشخيص والعلاج والتأهيل للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، وتوفير الدعم اللازم لأسرهم، وكذلك تقديم التدريب والدعم اللازم للمعلمين لتحسين جودة التعليم والتأهيل للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد. وقد قامت الحكومة السعودية بتطوير النظام التعليمي في البلاد لتلبية احتياجات الطلاب الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد، حيث يتم توفير الدعم والمساعدة لهؤلاء الطلاب في المدارس والمراكز التعليمية المختلفة.

 

وبالإضافة إلى ذلك، فإلى الجانب البحثي، فقد قامت الحكومة السعودية بتمويل العديد من الأبحاث المتعلقة باضطراب طيف التوحد وذلك للمساهمة في تحسين الفهم لهذا الاضطراب وتحديد العوامل المؤثرة فيه وأفضل الطرق للتشخيص والعلاج. وتعمل العديد من المؤسسات الخاصة في المملكة العربية السعودية على توفير الدعم اللازم للأطفال الذين يعانون من الاضطراب ولأسرهم من خلال تقديم خدمات العلاج النفسي والتأهيل والدعم الاجتماعي والمعنوي.

 

ومن الجدير بالذكر أنه رغم هذه الجهود المبذولة في المملكة العربية السعودية، فإن هناك الكثير من التحديات التي تواجهها الأسر والأطفال الذين يعانون من هذا الاضطراب. ومن بين هذه التحديات قدرة الأسر على الوصول إلى الخدمات الصحية والتعليمية المتخصصة في معالجة اضطراب طيف التوحد في بعض مناطق المملكة، ونقص المعلومات والوعي العام حول هذا الاضطراب.

 

وفي الختام، يمكن القول بأن المملكة العربية السعودية قد قامت بتحسين الوضع الحالي للأطفال الذين يعانون من اضطراب طيف التوحد من خلال توفير الخدمات الصحية والتعليمية المتخصصة والدعم اللازم لهم ولأسرهم. ومن المهم ايضا مواصلة تحسين الوعي العام وتوفير المزيد من الموارد وتحسين جودة الحياة للأشخاص الذين يعانون منه.

 

 

 

بقلم: أ. سلطان فارس الحسين

أخصائي علاج وظيفي

ممارس معتمد في التكامل الحسي

مركز أبحاث التوحد

مستشفى الملك فيصل التخصصي