تعمل وزارة الصحة السعودية على تغيير نظام الرعاية الصحية في الدولة من خلال عدد من المبادرات، بما في ذلك إنشاء التجمعات الصحية. التجمعات الصحية هي شــبكة متكاملــة مــن مقدمــي خدمــات الرعايــة التــي تشــمل العيــادات الأوليـة والمستشـفيات العامة والمستشفيات التخصصية والمـدن الطبيـة، وتخضـع لإدارة هيـكل مؤسسـي. ويتـم تشـكيل هـذه التجمعـات بنـاء علـى المرافـق المتاحـة والبيانـات السـكانية الخاصـة بـكل منطقـة. حيـث تتولـى إدارة تقديـم الخدمات الطبيـة، والقيـام بمهـام الإدارة والتشـغيل، التـي سوف تحددهـا شـركة الصحة القابضة. التجمع الصحي سيكون مسؤول عن توفير مجموعة كاملة من خدمات الرعاية الصحية لأفـراد مجتمعهـا المحلـي. وهذا يشمل الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية.

الهدف من التجمعات الصحية هو تقديـم الرعايـة الصحيـة للمستفيدين مـن الخدمـة فـي المملكـة، بمـا يكفـل أعلـى مسـتويات الجـودة والكفـاءة للمسـتفيد وذلك من خلال الجمع بين مقدمي الخدمات المختلفين تحت سقف واحد. كمـا يقـوم بتحقيـق مفهوم الوقايـة، ويوفـر البيئـة المهنيـة الأمثـل للممـارس الصحي. حيث يمكن للتجمع الصحي تنسيق الرعاية بشكل أفضل وتجنب ازدواجية الخدمات. الأمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انخفاض التكاليف والحصول على نتائج أفضل للمرضى.

تخطط وزارة الصحة لإنشاء حوالي 20-30 تجمع صحي في جميع أنحاء المملكة. كل تجمع سوف يكون مسؤول عن قرابة مليون مستفيد. تم إطلاق أول تجمعين في عام 2018، ومن المتوقع أن يتم نشر الباقي في السنوات القادمة. يقود كل تجمع صحي مجلس إدارة مسؤول عن تحديد الاتجاه الاستراتيجي للتجمع والإشراف على عملياتها. ويضم مجلس الإدارة ممثلين عن وزارة الصحة ووزارة المالية وكذلك ممثل من القطاع الخاص. مستقبلا شــركة الصحة القابضــة سوف تمتلــك خمــس شــركات حكومية مقســمة علــى المناطـق جغرافيـا، بحيـث تتولـى الإشـراف علـى تجمعـات صحيـة متكاملـة فـي جغرافيتها المحـددة لحيـن اسـتقلال هـذه التجمعـات بشـكل كامـل، وبالتالـي تحولهـا إلـى منظمـات رعايـة متكاملـة.

التجمعات الصحية مسؤولة عن مجموعة واسعة من الأنشطة، بما في ذلك:

  • تخطيط وتقديم خدمات الرعاية الصحية
  • إدارة الميزانيات والموارد
  • مراقبة وتقييم جودة الرعاية
  • تطوير وتنفيذ برامج ومبادرات جديدة
  • العمل مع المجتمع لتحسين النتائج الصحية

فيما يلي بعض مما أراه من فوائد انشاء التجمعات الصحية:

تحسين تنسيق الرعاية: من خلال الجمع بين مختلف مقدمي الرعاية تحت سقف واحد، يمكن للتجمع الصحي تنسيق الرعاية بشكل أفضل وتجنب ازدواجية الخدمات. هذا سوف يؤدي إلى انخفاض التكاليف ونتائج أفضل للمرضى.

زيادة الكفاءة: يمكن للتجمع الصحي أن يوفر في الاستهلاك من خلال تقاسم الموارد والخبرات. هذا سوف يؤدي إلى انخفاض التكاليف وتحسين الكفاءة.

جودة رعاية أفضل: يمكن للتجمع الصحي أن يخلق ثقافة التحسين المستمر من خلال مشاركة أفضل الممارسات والتعلم من بعضها البعض. هذا سوف يؤدي إلى جودة رعاية أفضل للمرضى.

زيادة رضا المريض: من خلال توفير تجربة أكثر تنسيقًا وسلاسة، يمكن للتجمعات الصحية أن تسهل على المرضى الحصول على الرعاية التي يحتاجونها ويريدونها.

جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها: يمكن أن توفر التجمعات الصحية بيئة عمل أكثر جاذبية لأخصائيين الرعاية الصحية، مما قد يساعد في جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها.

تعزيز الابتكار: يمكن للتجمعات الصحية أن تخلق بيئة أكثر تعاونًا لتسهيل الابتكار والتطوير، مما يؤدي إلى طرق جديدة وأفضل لتقديم الرعاية.

 

بعض التحديات التي تواجه التجمعات الصحية:

  • الحاجة إلى التغلب على الحواجز الثقافية للتعاون بين مختلف مقدمي الرعاية الصحية.
  • الحاجة إلى تطوير بنية تحتية قوية لتكنولوجيا المعلومات لدعم تبادل البيانات والمعلومات.
  • الحاجة إلى ضمان تمويل والاستدامة المالية لهذه التجمعات بشكل كافٍ لتقديم رعاية عالية الجودة.

على الرغم من هذه التحديات، فإن التجمعات الصحية هي نموذج جديد ومبتكر لتقديم الرعاية الصحية ولديها القدرة على إحداث تأثير إيجابي كبير على نظام الرعاية الصحية. وتعد في نظري جزء أساسي من جهود وزارة الصحة لتحسين جودة وكفاءة وإمكانية الوصول إلى الرعاية الصحية في المملكة. إذا نجحت، فقد يكون لها تأثير كبير على جودة وكفاءة الرعاية الصحية وستلعب دورًا رئيسيًا في التحول المستمر للنظام في المملكة العربية السعودية وتحقيق رؤية المملكة 2030.

 

 

بقلم: أ/ ياسر حسين هادي 

ماجستير علوم الأشعة والتصوير الطبي

أخصائي أول أشعة مقطعية بمدينة الملك عبدالله الطبية بالعاصمة المقدسة