تقرير الجودة الصحية_إعداد: مبارك حمدان

 

تعتبر البواسير من أكثر اضطرابات الشرج شيوعاً في وقتنا الحاضر، وهي مشكلة شائعة خاصة بين الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 20 إلى 50 سنة، وهو يصيب الرجال والنساء على حد سواء.

تعرف البواسير أو الدوالي على أنها تضخم الأوردة في منطقة المستقيم، حيث يوجد في المستقيم نوعان من الأوردة: الأوردة الداخلية والأوردة الخارجية.

  •  الاوردة الداخلية: هي التي تبطن الجزء السفلي من المستقيم وتمتد للأعلى.
  • وأما الأوردة الخارجية: هي التي توجد تحت الجلد في الشرج، وعندما تتسع هذه الأوردة تتحول إلى بواسير؛ ولهذا تسمى البواسير بالأوردة الدوالية في منطقة المستقيم والشرج.

ويمكن أن تتدلى أيضا خارج فتحه الشرج.

وهي تشبه إلى حد ما دوالي أوردة الساقين إلا أنها تحدث في قناة الشرج.

 

أعراض البواسير:

  • النزيف غير المؤلم، أثناء عمل الأمعاء.

أحيانا، يمكن ملاحظة القليل من الدم الأحمر اللامع على ورق التواليت أو على حوض المرحاض

  • الحكة أو التهيج في منطقة فتحة الشرج
  • الألم أو الإحساس بعدم الراحة
  • البواسير الظاهرة والبارزة خارج فتحة الشرج
  • انتفاخ (ورم) حول الفتحة الشرجية
  • نتوء مؤلم أو شديد الحساسية، بجانب فتحة الشرج
  • تسرب (ارتشاح) البراز.

 

وبعد أن تعرفنا على البواسير وعلى أعراضها يجب أن ننتقل الآن لتوضيح أنواعها. والبواسير كما ذكرنا لها نوعان يستطيع الطبيب المختص تشخيص كل نوع منهم بسهولة، حيث يتم تحديد كل نوع حسب نوع الأوردة المتدلية من البواسير، فإما أوردة متدلية أسفل المستقيم فتكون بواسير داخلية، وإما أوردة متدلية حول فتحة الشرج وينتج عنها بواسير خارجية.

 

  •  البواسير الداخلية:

هي عبارة عن تدليات للأوردة الملتهبة والمصابة إلي الداخل (داخل الجزء السفلي من المستقيم)، وغالباً لا يكون هذا النوع من البواسير مؤلم ولا يشعر بها المريض لكن يسهل علي الطبيب تشخيصها.

 

  •  البواسير الخارجية:

هي عبارة عن تدليات للأوردة المصابة والملتهبة إلي خارج المستقيم ما يجعل من رؤيتها أمر سهل للغاية، في حين يسبب هذا النوع من الإصابة النزف الدموي في حين لا يؤدي إلا لحكة بسيطة ولا يظهر عنها أعراض أخرى لكنها تجعل المريض يشعر بالتضايق عند التبرز.

وتظهر البواسير الخارجية علي هيئة جلد لونه يميل إلي اللون البني مثل طيات صغيرة تبرز من حواف فتحة الشرج.

 

البواسير كما أن لها نوعان، لها 4 درجات مختلفة ويمكن تقسيمها وتوضيحها باختصار وإيجاز شديد:

  • بواسير الدرجة الأولى:

في هذه الدرجة من البواسير تكون البواسير داخل المستقيم ولا يمكن رؤيتها من الخارج أو تغيير موضعها.

  •  بواسير الدرجة الثانية:

في هذا النوع أو هذه الدرجة تخرج البواسير عند التغوط (التبرز) ومن ثم تعود بصورة تلقائية إلي وضعها داخل المستقيم كما كانت قبل التبرز.

  • بواسير الدرجة الثالثة:

الدرجة الثالثة من البواسير هي قريبة إلي حد كبير من الدرجة الثانية مع فرق أنها عندما تهبط مع عملية التغوط (التبرز) يتطلب الأمر أن يستخدم المصاب إصبعه لإدخالها مرة أخري إلي داخل المستقيم وإلا تبقي خارجه ولا تعود بشكل تلقائي مثل الدرجة الثانية.

  • بواسير الدرجة الرابعة:

تتميز بواسير الدرجة الرابعة بأنها تبقي هابطة بصورة دائمة ولا يمكن ردها إلى داخل المستقيم من دون استخدام الإصبع.

 

العوامل والأسباب التي تسبب ظهور البواسير:

  1. الإمساك المتكرر والمزمن.
  2. الأعمال الشاقة التي تتطلب رفع أشياء ثقيلة
  3. الحمل : بسبب اضطراب نسبة الهرمونات في الجسم فتسبب ضعف الأغشية، وزيادة الضغط داخل الأوعية الدموية وبالتالي تكون البواسير
  4. عدم تناول الغذاء الغني بالألياف وعدم تناول الفواكه والخضراوات بانتظام، وقلة شرب الماء والسوائل بشكل عام
  5. الأعمال التي تعتمد على الجلوس لفترات طويلة: كالجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو القيادة الطويلة
  6. السمنة وقلة الحركة وعدم ممارسة الرياضة، والتي تؤدي إلى كسل في حركة الأمعاء.
  7. الأمراض الصدرية المزمنة كالسعال الحاد. كذلك التدخين الذي يؤدي بلا شك للأمراض الصدرية
  8. ارتفاع ضغط الدم في الأوردة نتيجة الوقوف لفترات طويلة
  9. الاستخدام المفرط للملينات والذي يغير من وظيفة الإخراج الطبيعية.
  10. الضغط الشديد بقوة عند التبرز يزيد من إمكانية حدوث البواسير؛ لذلك يجب أن يأخذ الشخص وقته الكافي في الحمام، وأن ينظم عملية البراز بحيث تكون مرة واحدة يومياً على الأقل.
  11. الإجهاد أثناء قضاء الحاجة، حيث يفضل استعمال الحمام العربي.

 

علاج البواسير :

الوقاية خير من العلاج حكمة مفيدة للتغلب على هذا المرض.

وأول النصائح المقدمة في هذا الشأن تكون بتجنب العوامل المساعدة على ظهور هذا المرض: كتجنب الإمساك المزمن، والاهتمام بالتغذية الجيدة.

ويعتمد العلاج الدوائي أو الجراحي على نوع ودرجة الإصابة بالبواسير.

وبصفة عامة إذا أصيب الشخص بهذا المرض فيجب عليه:

تنظيف منطقة الشرج بالماء والصابون مع التجفيف المستمر للمنطقة، وبشكل يومي.

أما العلاج المستخدم فهو على نوعين: علاج دوائي، وآخر جراحي، وهذا للحالات الصعبة والمتقدمة.

أولاً: العلاج الدوائي:

  • باستخدام بعض المراهم أو التحاميل والمسكنات الموضعية التي تساعد على تخفيف الاحتقان، وعلى تقليص حجم البواسير كما تستخدم بعض الملينات.
  • يمكن تثبيت البواسير بالحقن، أو التبريد، أو الكي الضوئي، كما يمكن ربط البواسير بشرائط مطاطية لدى المصابين من كبار السن  لمنع التهدل في الغشاء المخاطي المتراخي.
  • التغطيس بالماء الدافئ المملح.

 

ثانياً: العلاج الجراحي:

أما إذا لم يعطي العلاج الدوائي أي نتيجة فقد يلجأ الطبيب إلى: الحقن الموضعي بمادة خاصة لتقلص حجم البواسير، وفي بعض الحالات الصعبة قد يتطلب الأمر التدخل الجراحي.

 

وإليك مجموعة من العلاجات الطبيعية للبواسير قد تفيد في تخفيف أعراضها، وكذلك أعراض الشرخ الشرجي، وتمنع تكرار حدوثهما وذلك وفقا لآراء بعض الممارسين:

  • العلاج بالعطور:
    يمكنك تدليك النسيج المتهيج لمنطقة الشرج بالزيوت العطرية الملطفة، مثل الكاموميل أو اللافندر، على أن يكون التدليك رقيقا وبطيئا، فالاحتكاك المفرط يسبب التهيج والنزيف وهو ما يؤدي إلى تصاعد الألم، والزيوت العطرية خلافا للزيوت المعدنية التي تنزلق على سطح الجلد فتتساقط منه دون فعالية، بينما الزيوت العطرية ليست شحمية فهي أقرب إلى الماء في قوامها وتتكون من جزيئات صغيرة جدا تخترق الجلد وتتغلغل داخله بسهولة لتصل إلى مجرى الدم.

 

  • الأيورفيدا (علاج في الطب الهندي):

لكي تتمكن من تخفيف الحكة وتقليل التورم الناتج عن البواسير يمكنك أن تضع خليطا مكونا من نصف ملعقة صغيرة من الكركم وملعقة صغيرة من السمن البلدي أو الزبد على موضع البواسير قبل النوم لمدة ثلاث ليال متتابعة، ثم أوقف العلاج لمدة ليلتين، وأعد العلاج لمدة ثلاث ليال أخرى، واستمر على هذا المنوال إلى أن تشعر بتحسن، وتصل إلى الشفاء بإذن الله. مع ملاحظة أن الكركم يمكن أن يصبغ الملابس، فاحرص على ارتداء زوج من الملابس الداخلية القديمة قبل نومك، وأي تغيير في لون الجلد سيزول خلال أسبوعين تقريبا.

 

  • العلاج بالتغذية:

إن إتباع نظام غذائي مرتفع الألياف هو مفتاح منع أو علاج البواسير، فالبراز الصلب الناتج عن الإمساك يحتم عليك الدفع بقوة أكبر لكي تتبرز، وحينما تفعل ذلك فإن أوردتك البواسيرية تنتفخ ويمكن أن تصاب بالدوالي،والألياف تجعل برازك لينا مما يفرض ضغطا أقل على الأوردة. وأنصحك بتناول ما لا يقل عن 30 جراما من الألياف كل يوم، وذلك بتناول ما لا يقل عن خمس حصص من الفواكه والخضروات الطازجة والمزيد من الحبوب الكاملة والفول ومنتجات النخالة.

 

 

المصادر: