بين الطب والإدارة

مع التطور الطبي الدائم ، وزيادة الوعي الصحي لدى الفرد ، وبحثه عن أفضل أنواع الخدمات الصحية من حيث جودتها ، وكفاءتها ، وسلامتها،
يبقى المجال الطبي في بحث وتنقيب دائم عن أفضل المخرجات والمستويات التعليمية التي تسعى لأن تكون بقدر عالي من الخبرة والمهارة لخدمة الأرواح البشرية وحمايتها.
ومن هنا جاءت فكرة استحداث قسم الإدارة الصحية.
في الحقيقة ما إن تهتف لأحد وتخبره بمجال تخصصك والذي يجمع بين الإدارة والطب والتابع لكلية العلوم الطبية ، حتى تلقى على وجهه علامات التعجب.
تعجب الأشخاص يأتي من حداثة فكرة القسم بالنسبة لثقافة المجتمع الذي يظن وللأسف أن المجال الطبي مقتصر على “الطبيب” وفقط.
بل أن فكرة القسم جاءت من حاجة القطاعات الصحية لأخصائيين قادرين على إدارة المستشفيات بمختلف أقسامها ، حيث أن دراسة القسم تجمع بين أساسيات الإدارة ، وأساسيات الطب وفروعه من حيث
المختبرات والصيدلة وعلوم الأوبئة ، والتشريح وغيرها من العلوم الطبية الأساسية.
فأخصائي الإدارة الصحية ، يجمع بين أربع لغات ، أولاً لغته الأم ، ثم اللغة العالمية وهي الإنجليزية ، ثم اللغة الطبية ، وأخيراً اللغة الإدارية.
هذا غير المهارات الشخصية التي يكتسبها أثناء دراسته ، كدراسته لأساسيات القيادة ، وتحفيز الموظفين ، والتعامل مع مختلف الطبقات والفئات في مجال الصحة.
جمال القسم يكمن في تعدد واختلاف علومه و وظائفه وكثرة احتياجه ، فأخصائي الإدارة الصحية غير محصور في قطاع أو قسم معين ، بل بإمكانه إدارة الكثير من الأقسام سواء كانت طبية أو إدارية ، كما بإمكانه
العمل في مختلف أماكن تقديم الرعاية الصحية ، سواء مستشفيات ، مراكز صحية ، مستوصفات أو حتى بالمديرية الصحية ، أو في فروع وزارة الصحة بشكل عام .
إضافة لكل ذلك ، دراستك للإدارة الصحية لن تكمن في مجال الصحة وفقط ، بل ستجمع لك مجال التجارة من حيث الميزانيات والتأمينات والقروض والضرائب والأرباح وغيرها من الأمور التجارية والمالية
التي ستؤهلك مستقبلاً- إن شاء الله- لأن تكون مديراً متميزاً لأحد المستشفيات ، أو حتى لو في مشفاك الخاص!
الآن ومع وجود خريجي الإدارة الصحية ، سيتغير الوضع الصحي والاقتصادي بالمستشفيات من حيث تنظيمها وهيكلتها وإدارتها إلى الأفضل ،خاصة من ناحية الجودة المحلية والعالمية التي أصبحت
في الآونة الأخيرة من أهم الأساسيات التي تسعى لها كل المستشفيات بشكل خاص ومعظم القطاعات بشكل عام.
كما أن الاهتمام والرعاية الطبية بالمرضى سوف يتحسن إلى درجات كبيرة، حيث يوجد الآن من يفهم حالة المريض الأساسية من الناحية الصحية ، وحقوقه ضمن الناحية القانونية ، وكيفية التعامل مع مختلف المواقف والمشاكل
التي تواجه المريض سواء في تقديم الرعاية أو من مٌقدم الرعاية.
أخيراً ، كل شخص بالمجال الصحي له أهميته ومكانته ، وكلنا نسعى أولاً وأخيراً لتأدية أمانة قبل أن تكون مٌهمة أو وظيفة ، وهي حماية المريض ، وتوفير كل سبل الرعاية والراحة والعلاج.سواء على المدى القريب أو حتى البعيد

– أمنية يحي نتـو.