تقرير الجودة الصحية_إعداد: د.أميرة عبد الرحمن برهمين / باحثة
علم تنظيم الشغل أو العوامل البشرية أو عوامل الإنسان «الإرجونوميكس»
(Ergonomics & human factors)
أو الهندسة الإنسانية هو علم يختص بدراسة التفاعل ما بين الإنسان وعناصر أخرى ويستخدم المعلومات والنظريات وطرق التصميم لتحسين حياة الإنسان والآداء العام.المختصون بالارجونوميكس تصميم الوظائف والمنتوجات والأنظمة والمهام لتتوافق مع أحتياجات ومهارات وحدود الآنسان.
بتعريف آخر فإن الإرجونوميكس هو ذلك المبحث العلمي الذي يهتم بتصميم الأدوات والمعدات في بيئة العمل بحيث تتلاءم مع طبيعة الإنسان وحاجياته. وهي أحدي العلوم المتفرعة عن علم النفس الذي هو بمثابة الأم.
(Ergonomics) هي كلمة تمت صياغتها في عام 1857 من قبل Wojciech Jastrzebowski من بولندا من أصل كلمتين يونانيتين هما ergon وتعني “عمل”، و nomos وتعني “قوانين”.
يقوم هذا العلم بدراسة العمل والتفكير والتسلية البشرية من خلال انعكاسها في سلوكه في الاستخدام الأمثلي للغرائز الأربعة وهي الحركة والإحساس والعقل والمشاعر.
كما يشار إلى مصطلح إيرغونومكس بالعوامل البشرية والتي تعرف على أنها “اكتشاف وتطبيق المعلومات حول السلوك والمقدرات والحدود والخصائص البشرية الأخرى في تصميم الأدوات والآلات والأنظمة والأعمال وبيئات العمل من أجل تأمين استخدام أكثر أماناً وراحة وفعالية.
مقدمة:
الإنسان ليس في مثل قوة الآلة أو في مثل سرعة ودقة الحاسوب.إن الإنسان في أحتياج للنوم وأيضا معرض للمرض ولحدوث حادث مفاجيء أو عمل أخطاء أو العمل بدون الحصول على راحة مناسبة وأيضا الآلات العربات لا تستطيع أن تصلح نفسها والآلات لا تستطيع تعديل نفسها لموقف غير متوقع. إن علم عوامل الإنسان (Ergonomics or human factors) يستخدم لتحقيق أفضل أداء متوازن بين نقاط الضعف والقوة بين الأنسان والألة.
تعريف الإرجونومية Ergonomics
هناك عدد من التعريفات لكلمة الارجونومية أو الإرجونوميكس Ergonomics وكل منها يتفق في الواقع مع مقتضيات استخدامه. فيعرف أحيانا بأنه “دراسة علمية للإنسان في بيئة عمله” والبيئة هنا تعني كل ما يحيط بالإنسان من ظروف (أصوات – ضوضاء – ضوء – حرارة – تهويه -.. الخ) وأدوات وآلات وأساليب عمل.
كما يعرف أيضا بأنه “دراسة علميه لكفاءة العمل” أو بأنه “دراسة للعلاقة بين الإنسان وبيئة عمله بالاستناد إلى العوامل التشريحية والفسيولوجية والعوامل البشرية” .
ومن أهم تعريفات الإرجونوميكس الشائعة أنه “دراسة التفاعل بين الإنسان والعمل خاصة فيما يتعلق بتصميم الآلات والأدوات لتلائم الجسم البشرى ولتكفل أدائه لعمله بأقل جهد ولتوفر له أكبر قدر من الأمان والراحة في الاستخدام”. ولكن هذا التعريف رغم حداثته فانه يعيبه في الواقع انعدام الإدراك المتكامل لدور الإرجونوميكس في أنحاء مختلفة للحياة. فان دراسة الطاقات والقدرات والاحتياجات لا تتم في معزل عما يدور حولها وإنما تدرس من خلال نظام متكامل يتضمن كل العوامل الإنسانية والبيئية بالإضافة إلى اعتبارات خاصة بالمنتج في آن واحد.
وهذا هو ما أدركته رابطه الإرجونوميكس العالمية IEA فجعلت شعارا للمجلة التي تصدرها تلك الفقرة التي تتضمن واحد من أدق التعريفات للارجونوميكس وهو انه ” دراسة علميه للعوامل البشرية في علاقتها ببيئة العمل وتصميم المنتجات والمعدات” ويعرف الإرجونوميكس كذلك بأنه كم متراكم من المعلومات عن القدرات البشرية وأوجه القصور فيها والصفات والخصائص البدنية الأخرى المتعلقة بالتصميم.
أما ارجونومية التصميم Ergonomics design فهي تطبيق هذا الكم من المعلومات في تصميم الأدوات والماكينات والنظم والمهام وبيئات العمل للحصول على استخدام كفء آمن ومريح.
إن آخر تعريف رسمى للارجونوميكس يمكن الاعتداد به عمليا وأكاديميا هو التعريف الذي قد أصدره المجلس التنفيذى لرابطة الإرجونوميكس العالمية يعرف الإرجونوميكس بأنه “نطاق من العلم يتعلق بفهم التفاعل بين البشر والمكونات الأخرى في نظام حياتهم وأنه هو المهنة التي تطبق النظريات العلمية والمبادئ والبيانات والأساليب المناسبة في تصميم ما يمكن ان يحقق للبشر حياة مريحة آمنة وأداء أفضل لمهام حياتهم الشخصية والعملية”.
تعريفات مهنية وأكاديمية للإرجونوميكس Ergonomics
جمعية الارجونوميكس الأوروبية (The Ergonomics Society Europe):
“الإرجونومية تعنى بالتوافق والملائمة والمطابقة. التوافق بين البشر والأشياء التي يستخدمونها والأشياء التي يفعلونها والبيئة التي يعملون خلالها وينتقلون في أرجائها يل والتي يلهون ويلعبون فيها. إذا ما تحقق هذا التوافق والملائمة بشكل جيد فإن الضغوط التي تقع على البشر تقل. وسيشعرون بالراحة أكثر وسيمكنهم أداء مهامهم أسرع وأسهل وسيقعون في عدد أقل من الأخطاء”.
رابطة الإرجونوميكس العالمية (The International Ergonomics Association (IEA:
“الإرجونوميكس أو العوامل البشرية هو نطاق علمي يتعلق بفهم التفاعل بين الإنسان وعنصر النظم الأخرى وهو المهنة التي تطبق النظرية والمباديء والبيانات والأساليب في التصميم بغرض لتحسين معيشة البشر وأداء النظم التي يشكلون جانباً منها.ويسهم الإرجونوميكس في تصميم وتقييم المهام والوظائف والمنتجات والبيئات والنظم بغرض جعلها متوافقة مع احتياجات وقدرات ومعوقات أداء الناس”.
جمعية العوامل البشرية والإرجونوميكس (The Human Factors & Ergonomic Society (HFES):
تبنت جمعية العوامل البشرية والارجونوميكس التعريف الذي استخدمته رابطة الارجونوميكس العالمية:”التأكد من أن الآلات والأدوات والأثاث المتعلق بأداء مهمة أو وظيفة ما يلائم العاملين الذين يؤدون هذا العمل أو المهمة هو نطاق من العلوم الهندسية يسمى الارجونوميكس أو الهندسة البشرية. يمكن لمكان عمل مصمم بشكل مناسب ان يقلل من اجهاد العامل ويزيد من أمان الوظيفة أو العمل الذي يؤديه”.
نشأة الإرجونوميكس Ergonomics:
كان العالم والفيلسوف البولندى ووجيك جاسترزيبوسكى Wojeich Jastrzebowski أول من عرف هذا المفهوم الذي اسماه علم العمل وهو أول من حاول اشتقاق الاسم من لفظين يونانيين هما Ergon بمعني عمل و Nomos بمعني قانون أو تنظيم.
ولكن ظل الأمر شبه مجهول حتى عام 1949 عندما بدء الناس يسمعون من يردد كلمة الإرجونوميكس Ergonomics لأول مرة، عندما استخدمها العالم الإنجليزي المعروف ميوريل Murrell الذي أكد على اشتقاق الاسم من اللفظين اليونانيين Ergon و Nomos مرة أخرى.
ثم شاع استخدام اللفظ على نطاق محدود من قبل مجموعه من العلماء البريطانيين والأوروبيين المهتمين بكفاءة الاستخدام اليدوي للمعدات العسكرية فيما تلى انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ودخل الإرجونوميكس (هندسة العوامل البشرية) مجال تصميم المنتجات وأماكن العمل منذ نحو أكثر من 60 عاما. وتم الاعتراف به واستخدامه والاعتراف بقيمته دوليا كواحد من أهم مقومات إعداد طلاب التصميم وتوفير بيانات التصميم في بناء المنتجات والنظم الصناعية. بل وتعد البيانات الإرجونومية وقياسات الجسم البشرى من أهم أدوات المصممين في شتى بقاع العالم.
مجالات دراسة العوامل البشرية Ergonomics:
تتوزع مجالات دراسة العوامل البشرية على العديد من الفروع منها
1. الطبيعة البشرية
2. عرض المعلومات والاتصالات
3. تصميم شاشة العرض والتحكم
4. تصميم أدوات العمل ومكان العمل
5. البيئة المحيطة
6. خصائص النظام
7. الصحة والأمان
8. التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للنظام
تطبيقات العوامل البشرية Ergonomics:
هناك العديد من تطبيقات العوامل البشرية في المجالات الصناعية والاجتماعية منها:
دور العوامل البشرية في الوقاية من إصابات العمل:
لقد أدى إهمال تطبيق مبادئ العوامل البشرية في تصميم الأدوات وأماكن العمل إلى الكثير من الإصابات في الأجهزة الداعمة لأجسام العاملين بدءاً من الصدمات والجروح وانتهاءً بآلام أسفل الظهر الحادة LBD بتكاليف تتعدى 100 مليار دولار في الولايات المتحدة الأمريكية. على سبيل المثال فإن الآفات الرضية CTD تشكل اليوم حوالي 11% من كامل إصابات العمل في الولايات المتحدة، وقد سببت في توقف الكثير من الأفراد عن العمل بشكل مؤقت أو لفترات طويلة أو حتى بشكل دائم. إن ارتفاع معدلات إصابة العمل في العقود الماضية يعزى إلى الكثير من العوامل أهمها هو ارتفاع معدلات الإنتاج مما يجبر العمال على تأدية أعمال متكررة لآلاف المرات كل يوم، بالإضافة إلى انتشار لوحة المفاتيح للحواسيب، بالإضافة إلى زيادة وعي الأفراد لهذه الإصابات. يعمل معهد NIOSH بشكل رئيسي على زيادة التعريف بالأخطار الناتجة عن ممارسات معينة ويقدم بعض الحلول في تصميم بيئات العمل.
أنواع العوامل البشرية Ergonomics :
المصدر: